من كتابة dw.com
الإثنين 09 / سبتمبر / 2024
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
يعني فوز تبون أن الجزائر ستستمر على الأرجح في تنفيذ برنامج يقوم على الإنفاق السخي على المشروعات الاجتماعية بعد زيادة إيرادات الطاقة، وهو البرنامج الذي بدأه في أعقاب توليه منصبه في 2019 بعد فترة من انخفاض أسعار النفط.© Kamel Taibi/Starface/Imago Images
فاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بولاية رئاسية ثانية بأكثر من 94 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس السبت. وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، اليوم الأحد (الثامن من سبتمبر/ أيلول 2024)، النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية المسبقة ليوم 7 أيلول/ سبتمبر 2024.
وقال شرفي أنه “بحسب الفرز عبر جميع مكاتب التصويت داخل وخارج الوطن، تحصل المترشح الحر عبد المجيد تبون على 5329253 صوتا بنسبة 94.65 بالمائة، فيما جاء المترشح عن حركة مجتمع السلم “حمس” حساني شريف بالمركز الثاني بحصيلة 178797 صوتا بنسبة 3.17 بالمئة. كما حصل المترشح عن حزب “الأفافاس” يوسف أوشيش على 122146 صوتا بنسبة 2.16 بالمائة.
نسبة المشاركة في الانتخابات
ولم يُظهر الناخبون حماسا يذكر في الانتخابات التي جرت أمس السبت إذ بلغت نسبة المشاركة الأولية 48 بالمئة وسط منافسة بين تبون والإسلامي حساني شريف عبد العالي والعلماني يوسف أوشيش.
وقالت حملة حساني شريف إنها سجلت ما قالت إنها “ممارسات إدارية غير مقبولة من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات”، ومن بينها “الضغط على بعض مؤطري (مسؤولي) مكاتب التصويت لتضخيم النتائج، وعدم تسليم محاضر الفرز لممثلي المترشحين، وأيضا التصويت الجماعي بالوكالات”.
ولم يقدّم شرفي أرقاما جديدة بشأن المشاركة بعدما أعلن خلال الليل أن “معدل نسبة المشاركة بلغ 48 بالمائة عند غلق مكاتب الاقتراع” السبت الساعة الثامنة مساء (السابعة مساء بتوقيت غرينتش). وصرح المسؤول أن “العملية الانتخابية عرفت مشاركة واسعة واتسمت بالهدوء والسلمية وبشكل نزيه وشفاف”، مضيفا “نشهد أن البناء المؤسساتي في الجزائر وصل لدرجة النضج الانتخابي”.
وصدرت النتائج بعد ساعات من تنديد المرشح الإسلامي المعتدل عبد العالي حساني شريف بـ “أعطاب” شابت الانتخابات. واستنكر فريق حملته “الضغط على بعض مؤطري مكاتب التصويت لتضخيم النتائج”.
واستنكر المرشح الإسلامي المعتدل عبد العالي حساني شريف “استخدام مصطلح غريب لما سمي بـ (معدل نسبة المشاركة)”، أي متوسط المشاركة في مختلف الولايات. وتحتسب نسبة المشاركة عادة بعدد الأصوات مقسوما على عدد الناخبين المسجلين (24,5 مليون في الإجمال).
وكانت نسبة المشاركة قضية رئيسية في الانتخابات، نظرا لأن فوز تبون لم يكن موضع شك كبير بالنسبة للمراقبين. وإلى جانب المرشح الإسلامي، فإن المرشح الثالث هو يوسف أوشيش، رئيس جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض ومعقله منطقة القبائل (شرق).
مزاعم بالمخالفات في الانتخابات
وقال أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية الجزائرية إن عملية فرز الأصوات شابتها مخالفات ولم تذكر الحملة ما إذا كانت تعتقد أن هذه المخالفات أثرت على نتيجة الانتخابات. ولم يتسن لرويترز حتى الآن الحصول على تعليق من حملتي تبون أو أوشيش أو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
ويعني فوز تبون أن الجزائر ستستمر على الأرجح في تنفيذ برنامج يقوم على الإنفاق السخي على المشروعات الاجتماعية بعد زيادة إيرادات الطاقة، وهو البرنامج الذي بدأه في أعقاب توليه منصبه في 2019 بعد فترة من انخفاض أسعار النفط.
ووعد تبون بزيادة إعانات البطالة ومعاشات التقاعد وبرامج الإسكان الاجتماعي، وذلك بعد أن رفع جميع هذه المزايا بالفعل خلال فترة ولايته الأولى كرئيس.
يُذكر أن تبون فاز بولايته الأولى في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر 2019 بنسبة 58 بالمائة من الأصوات ولكن بمشاركة أقل من 40 بالمائة. وأجري التصويت وسط الحراك الاحتجاجي المنادي بالديموقراطية وتغيير النظام القائم منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962، ودعت العديد من الأحزاب حينذاك إلى مقاطعة الاستحقاق.
ع.أ.ج/ ع غ (أ ف ب، رويترز)