مكتب الإعلام المركزي للمؤتمر الشعبي اللبناني
الثلاثاء 14-5-2024
مضت ستّ وسبعون سنة على إقامة الكيان العنصريّ الصهيونيّ الاستيطانيّ على أرض فلسطين وجوارها (15/5/1948 – 15/5/2024)، وبالمناسبة قال الأخّ عدنان بدر منسّق عامّ المؤتمر الشعبي اللبنانيّ واتّحاد قوى الشعب العامل:
إنّ هذا الكيان العنصريّ أقامه الغرب الاستعماري (بريطانية وحلفاؤها) بناءً لوثيقة “كامل بنرمان” (عام 1907) الصادرة عن مؤتمر استعماري يريد غرس غدّة سرطانيّة في قلب الأمّة العربيّة تمنع وحدتها وتستنزف طاقاتها، وكان بعدها وعد بلفور، وزير خارجيّة بريطانية، المشؤوم (2/11/1917)، الذي كان وعداً ممّن لا يملك لمن لا يستحقّ ينصّ على إعطاء فلسطين للكيان الصهيوني الغاصب الاستيطانيّ، حيث عمل الصهيوأوروبيّون الغربيّون لإنجاز قاعدة مشروع “الوطن القوميّ اليهوديّ”، وبذلك كانت نكبة احتلال فلسطين.
أضاف بدر: وقد وصّف الزعيم جمال عبدالناصر ذلك في فقرة من (تقرير الميثاق الوطني- 30/5/1962) قائلاً: “إنّ أبشع جنايات الاستعمار على الأمّة العربيّة تلك الطعنة الدامية التي وجّهها إلى قلب العروبة في فلسطين؛ إذ انتُزِعَت قطعة من الأرض العربيّة فأُعطِيَت خروجاً على الطبيعة، والتاريخ، والحقّ، لحركة عنصريّة عدوانيّة أرادها المستعمر قاعدة ارتكاز لبغيه وعدوانه، وفاصلاُ يقطع اتّصال الكيان العربيّ، ويشوّه معالم وحدته الجغرافيّة.” وإنّ هذا يوجب الحشد والتعبئة من أجل مقاومة الاحتلال الصهيوغربيّ، والذي بات كذلك صهيوأمريكيّ؛ فالقاعدة: “ما أُخِذَ بالقوّة لا يُستَرَدّ بغير القوّة.”
لقد قال جمال عبدالناصر في خطاب له بتاريخ 22/7/1970، ما يلي: “ثمّ ظهرت المقاومة الفلسطينيّة، واستطاعت المقاومة أن تحوّل الشعب الفلسطينيّ من شعب من اللاجئين إلى شعب من المقاومين… إنّ العدوّ سيحاول دائماً أن يفرّق بين أبناء المقاومة الفلسطينيّة وبين أبناء الشعب الفلسطينيّ.” وهذا يوجب على الفصائل، والمنظّمات، والقوى الفلسطينيّة، أن يوحّدوا الكلمة، والصفّ، والموقف، وأن يغلبوا الوحدة الوطنيّة فيتصالحوا لتعزيز المقاومة كما كان يدعو الأخّ الرمز كمال شاتيلا في كلّ مناسبة، لأنّ الوحدة ركيزة الانتصار، والانقسام والفرقة سبيل الانكسار.
وقال بدر: نعيش منذ سبعة أشهر ونصف الشهر معركة “طوفان الأقصى” التي مزّقت هيبة جيش العدوّ الصهيونيّ وشركائه، وضربت روحه المعنويّة مع المحتلّين من شعب الكيان الصهيونيّ، وأحدثت زلزالاً في عالم المقاومة بالروح الاستشهاديّة ها هي تردّداته تظهر عالميّاً في الحراكات الطالبيّة في الجامعات والمعاهد، ومن خلال الحراكات الإعلاميّة والشعبيّة، وهذه بشرى بتفكّك كيان العدوّ الصهيونيّ، ودنوّ موعد زواله من الخريطة، وهذا ما كان قد قال الاستراتيجيّ الاستشراقيّ الأخّ كمال شاتيلا: “إنّ الكيان الصهيونيّ لا زال مؤقّتاً ومرحليّاً، وهو يستطيع التخريب والتجسّس، وإثارة الفتن، واستخدام الأجهزة الأمنيّة، لكنّه في الإطار العامّ لعناصر القوّة الاستراتيجيّة الإسرائيليّة في حالة تفكّك، وحصار، وصراع داخليّ…”
وأشار بدر قائلاً: إنّ الأخّ المفكّر المتنوّر كمال شاتيلا قال هذا الكلام -رحمه الله تعالى- قبل سنة ونصف السنة من معركة “طوفان الأقصى”، وجاء مسار المعركة يؤكّد حتميّة تفكّك كيان العدوّ وزواله.
وإنّنا في المؤتمر الشعبي اللبنانيّ، وانطلاقاً من واقع الساحات المقاومة في غزّة هاشم، وفلسطين، ولبنان، وسائر الساحات، نطرح المواقف الآتية:
1- نرفع تحيّة الإكبار لغزّة هاشم لما تسجّله من بطولات دافعة ضريبة الدمّ، والتحيّة كذلك لكلّ ساحات المقاومة في فلسطين، ولبنان، وسورية، وسواها.
2- نسجّل التقدير لمندوبي 143 دولة صوّتوا لصالح عضويّة فلسطين في هيئة الأمم المتّحدة ومؤسّساتها، ممّا أخرج مندوب كيان العدوّ الصهيونيّ عن توازنه، وأفقده صوابه. وحيال ما قام به مندوب الكيان الصهيوني لجهة تمزيق ميثاق الأمم المتّحدة، نطالب الأمين العامّ بإدانته واتّخاذ العقوبات المناسبة بحقّه.
3- نجدّد اعترافنا بالدور الرياديّ لدولة جنوب أفريقية على متابعتها ملفّات اتّهام العدوّ بالجرائم العنصريّة أمام “محكمة العدل الدوليّة”، وكلّ من أيّد هذه الخطوة من الدول، وفي الوقت نفسه ندين الموقف الأمريكيّ الذي جاء بالتهديد والوعيد لقضاة المحكمة الجنائيّة الدوليّة لو أنّهم أصدروا أوامر اعتقالات وإدانة لقادة العدوّ الإسرائيليّ.
4- ندعو الأخوة في الفصائل الفلسطينيّة إلى رصّ الصفوف، وإلى التصالح والتنسيق، وإلى توحيد الساحات في مقاومة العدوّ الإسرائيليّ العنصريّ، تمهيداً لدحره، وطرده من فلسطين وكلّ أرضٍ محتلّة، على قاعدة أنّه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضدّ العدوّ الصهيونيّ وشركائه، ولا نداء أقدس من ندائها.
5- تحيّة للأحرار من طلّاب الجامعات وأساتذتها في الولايات المتّحدة الأمريكيّة وسائر البلدان الذين هبّوا لنصرة الحقّ الفلسطينيّ في تحرير التراب الوطنيّ، وهذه التحرّكات المتصاعدة تبشّر بتحوّلات سياسيّة على المستوى العالميّ، وهذا يدفع إلى مناشدة طلّاب الجامعات التي لم تتحرّك بعد أن يحذو حذوهم، كما أنّنا نستهجن الممارسات القمعيّة التعسّفيّة التي يمارسها الغرب ضدّ هذه الحراكات الديموقراطيّة، ممّا يفضح زيف مزاعمه بحقوق الإنسان والحرّيّات العامّة.
6- إنّنا في المؤتمر الشعبي اللبناني نطالب اتّحاد المحامين العرب، ومعه النقابات، والاتّحادات، بأوسع حملة إدانة لكيان العدوّ الصهيونيّ قيادةً وشعباً أمام المحاكم الدوليّة والوطنيّة، وذلك من خلال توثيق جرائمه، وبيان انتهاكاته للقانون الدوليّ الإنسانيّ، واتّفاقيّات جنيف الأربعة (12/8/1949)، وخاصّة الاتفاقيّتيْن الثالثة حول الأسرى، والرابعة حول حماية المدنيّين أثناء الحروب.
7- إنّ الدول والمنظّمات الأهليّة مطالبة بتقديم الدعم الماديّ لتعزيز صمود الأهل في غزّة هاشم رمز العزّة والكرامة، وفي عموم فلسطين، وقد آن الأوان ليدخل كلّ شخص في الحساب أو يسقط من كلّ حساب.
8- نستغرب هذا التقصير غير المبرّر من قبل جامعة الدول العربيّة، ومنظّمة التعاون الإسلاميّ، ونطالبهم بالتحرّك الفاعل في أوسع حراك ديبلوماسيّ يدين العدوّ الإسرائيليّ، وينصر الحقّ الفلسطينيّ والعربيّ في المقاومة حتّى التحرير والنصر.
9- إنّ واجب الدول العربيّة أن ترفع مستوى الحصار والمقاطعة للعدوّ والدول والشركات الداعمة له، ومن ذلك وقف كلّ أشكال العلاقات الديبلوماسيّة أو التطبيع.
10- إنّ الدول العربيّة والإسلاميّة واجبها التحرّك في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة انطلاقاً من رصيد تصويت 143 دولة لصالح فلسطين لإعادة اعتماد قرار الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة رقم (3379) في الدورة الثلاثين بتاريخ 10-11-1975، وعنوانه: (الإقرار بأنّ الصهيونيّة شكلٌ من أشكال العنصريّة، وفي القرار: إدانة الصهيونيّة بأقصى شدّة بوصفها تهديداً للسلم والأمن العالميّيْن. والطلب إلى جميع البلدان مقاومة هذه الأيديولوجية العنصريّة الإمبريالية. وتقرّر أنّ الصهيونيّة شكل من أشكال العنصريّة والتمييز العنصري).