دمشق – محمد كركص
01 ابريل 2025
صورة جوية لقاعدة تيفور في سورية، 1 مارس 2018 (Getty)
نقلت القناة “15” العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي، أن هناك احتمالية لإقامة قاعدة جوية تركية في سورية الأمر الذي تعتبره إسرائيل “تهديداً مباشراً لأمنها القومي”. وقال المصدر إن إنشاء القاعدة قد يؤثر بشكل كبير على “حرية” العمليات الإسرائيلية في الأجواء السورية، مؤكداً أن إسرائيل تعارض ذلك بشدة.
وأكد المصدر ذاته أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ مؤخراً غارة جوية استهدفت قاعدة “T4” العسكرية بريف حمص الشرقي، في رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تسمح بتمدد النفوذ العسكري التركي في سورية، خاصة في المواقع الاستراتيجية التي قد تقيد عملياتها الجوية.
على الجانب الآخر، كشفت مصادر عسكرية سورية لـ”العربي الجديد”، أن القوات العسكرية التركية قامت خلال الأسابيع الماضية بعمليات استطلاع لمطار تدمر العسكري ومطار “T4” العسكري بريف حمص الشرقي، في خطوة أولية قد تسبق إنشاء قاعدة عسكرية تركية في وسط سورية.
وبحسب المصادر، فإن وفداً عسكرياً تركياً وصل إلى القاعدتين العسكريتين في ريف حمص الشرقي قادماً من مواقع القوات التركية المنتشرة في إدلب، واكتفى بعمليات الاستطلاع دون إدخال أي آليات أو تعزيزات عسكرية إلى تلك المواقع حتى الآن، وسط تكتم حول نتائج الاستطلاع وأهدافه المستقبلية.
وتُعد قاعدة التياس الجوية، المعروفة باسم مطار التيفور (T4)، واحدة من أهم القواعد العسكرية في سورية، حيث تقع قرب قرية التياس، على بُعد حوالي 60 كيلومتراً شرق مدينة تدمر في محافظة حمص. كما يضم المطار 54 حظيرة ومدرجاً رئيسياً، إلى جانب مدرجين ثانويين يصل طول كل منهما إلى قرابة 3 كيلومترات. وهو أكبر مطار عسكري في سورية، يليه مطار الضمير في ريف دمشق.
وكان المطار يخضع سابقاً لسيطرة مشتركة بين نظام بشار الأسد والمليشيات الإيرانية، قبل إسقاط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، ما أدى إلى تغيير خريطة السيطرة العسكرية في المنطقة. أما مطار تدمر العسكري، فيقع بالقرب من مدينة تدمر الأثرية، ويحتوي على منشآت لوجستية متعددة، بما في ذلك مبنى للركاب، ومكاتب للخدمات والشحن، ومواقف للسيارات. استخدمته القوات الروسية سابقاً مهبطا للطائرات المروحية ومركزاً لإدارة عملياتها العسكرية في البادية السورية ضد خلايا تنظيم “داعش”، قُبيل أن تسحب قواتها منه باتجاه قاعدة “حميميم” الجوية (أكبر قاعدة عسكرية روسية في سورية) في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية.
وفي 21 مارس/آذار الماضي، نفذت المقاتلات الإسرائيلية عدة غارات جوية استهدفت مطاري تدمر والتيفور العسكريين بريف حمص الشرقي، مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، وقد أدى الهجوم إلى إصابة عنصرين من وزارة الدفاع السورية، دون ورود تقارير عن وقوع قتلى.
وفي سياق موازٍ، بدأت القوات التركية، منذ أسبوعين، في إنشاء قاعدة عسكرية جديدة داخل مطار “منغ” العسكري، الواقع على بُعد 6 كيلومترات جنوب مدينة إعزاز بريف محافظة حلب الشمالي.
وأكدت مصادر عسكرية لـ”العربي الجديد” حينها، أن الجيش التركي يعمل على تجهيز المطار، حيث دفع بعربات مدرعة، ومواد لوجستية، وآليات بناء، مما يشير إلى أن القاعدة قد تصبح نقطة ارتكاز رئيسية للقوات التركية في شمال حلب خلال الفترة المقبلة.
ويرى محللون عسكريون أن التحركات التركية الأخيرة، سواء في شمال سورية أو وسطها، تعكس استراتيجية تهدف إلى تعزيز النفوذ العسكري التركي، لا سيما في ظل الفراغ الأمني الناتج عن تغير موازين القوى بعد سقوط نظام الأسد. وفي المقابل، تُبدي إسرائيل قلقاً متزايداً من أي وجود عسكري تركي قد يحد عملياتها الجوية في سورية، وهو ما ظهر جلياً في الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية في مختلف المحافظات السورية، لاسيما في ريف حمص الشرقي.