د. خالد عمارة
التصعيد بين الهند وباكستان ينذر بكارثة نزاع نووي متبادل
من أغبى القرارات التي اتخذتها حكومة الهند الهندوسية المتطرفة، قرار تصعيد المواجهة مع باكستان
الصراع قديم .. و معروف ان الهند أكبر و أقوى عسكريا و اقتصاديا من باكستان، و معروف ان إزرائيل تشجع الهند على الدخول في صراعات مع أي بلد مسلم و على اضطهاد المسلمين
و معروف التحالف المتنامي بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين ، لكن !!!
التوقيت غبي جدا جدا… و الطريقة أكثر غباءا !
أولا… اليوم مع فوضى التعريفات الجمركية في عصر ترامب .. و الحرب التجارية بين امريكا و الصين … كانت الهند تتمنى أن تحل محل الصين كشريك و مكان تذهب إليه الشركات العالمية للتصنيع و التطوير بدلا من الصين
و بالفعل بدأت بعض الشركات في التفكير في نقل مصانعها من الصين الى الهند، لكن هذا الصراع و هذه الشوشرة جعلت الكثير من هذه الشركات تعيد حساباتها .. وتفكر في الاستمرار في الصين حتى رغم العقوبات الاقتصادية الأمريكية
ثانيا … الصين تساعد و تساند باكستان بقوة و بكل ثقلها .. لأن باكستان هي طريق الحرير البري والمخرج الذي يحرر الصين من مضيق ملقا الذي يمر من خلال سيطرة القواعد الأمريكية في الفلبين و سنغافورة و غيرها
ثالثا … اقتصاد الصين يساوي أربعة أضعاف اقتصاد الهند .. ولايزال اقتصاد الهند متخلف وفيه الكثير من الفوضى بالمقارنة باقتصاد الصين .. و الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها أي شجاعة في مواجهة الصين او اي بلد عنده بعض القدرات .. أقصى ما يستطيع الجيش الأمريكي عمله هو قصف بعض الغلابة في الصحاري والجبال، كما ان ترامب واضح .. هو غير مهتم وغير مستعد للدخول في اي حروب .. سواء من أجل الهند أو من أجل اوكرانيا او أوروبا او حتى إزرائيل.
هو يكتفي بالتشجيع من بعيد، بينما الصين عنيدة وقوية ولديها شعب وحضارة قادرين على التحمل والصراع والنفس الطويل.
دائما المتطرفين يتخذون قرارات حمقاء .. مثل المتطرفين الذين يحكمون الهند .. والمتطرفين الذين يحكمون إزرائيل.. والمتطرفين الذين يحكمون أمريكا وعدة دول أوروبية.
و الهند بلد هش جدا يتكون من طوائف و اعراق و ديانات و شعوب و لغات كثيرة … و حماقة المتطرفين الهندوس سوف تؤدي الى تفتت وصعود صراعات كثيرة داخل الهند على المدى الطويل.
و قرار دخول الهند في صراع مسلح مع باكستان اليوم سوف يضيع -أو أضاع بالفعل- فرص كثيرة كانت الهند تحلم بها .. وأهم هذه الفرص هي ان تحل مكان الصين و تنتهز فرصة الحرب التجارية الحالية.