المحامي ادوار حشوة
١٤–١- 2025
بدأت قصة حماية الأقليات ايام الدولة العثمانية واستخدمها الحلفاء ذريعة للتدخل وهدفهم اسقاط الدولة العثمانية!
اليوم حلفاء الأمس عادوا لاستعمال هذه الذريعة للحصول على مكاسب سياسية من الثورة السورية !
لذلك صار من الضروري ان يسمعوا صوتنا من الداخل حول الموضوع.:
(الأقليات المقصودة هي الأكراد والعلويون والمسيحيون والدروز)
بعد الاستقلال في جمهورية ديمقراطية
لم تعد هذه الاقليات بحاجة لحماية من أحد وكل اقلية صارت تأخذ حصتها من الباب الوطني عبر صناديق الاقتراع وسادت الحريات للجميع ودخلت (الاقليات) كلها في احزاب الساحة وحصلت على مواقع متقدمة كمواطنين لا كطوائف ولا اقليات وصارت كل المظلوميات المشكو منها هي الناتجة عن الاقطاع والاستغلال وليس عن أي تمييز او عنصرية او طائفية أو دينيه !
كل ما يسمى زورا “أقليات” من كرديه ومسيحيه وعلويه ودرزية وغيرها حصلت على حمايتها من داخل الوطن ومن الاعتدال الإسلامي الأغلبي تخصيصا !
-١ – العلويون
ما حدث بعد انقلاب ٨ آذار ١٩٦٣
ان بعض ضباط الانقلاب في صراعاتهم مع بعضهم التمسوا التأييد من طائفتهم
لا من احزابهم فأدخلوا سورية في بحر الظلمات !
مع سيطرة حافظ الاسد على السلطة
معتمدا على ضباط من طائفته في المراكز الأساسية ومعتمدا على بعض رجال الدين الاسلامي بدمشق وعلى تجار الشام وحين واجهه الاخوان المسلمون عام١٩٨٢ بحماه (احتجاجا على طائفية نظامه)؟ طوف كل الجيش ثم جاء ابنه فطوف كل الاقتصاد أيضا ورهنه لمشيئة رامي مخلوف وباقي العائلة !
صارت سوريا عمليا تحت حكم عسكري بجذر طائفي تقوده عصابة من المجرمين وتجار المخدرات والزعران والذين لا يخافون الله!
النظام لكي يتقوى أوقع العلوين في (وهم أنهم صاروا طبقه حاكمه) ووزع على فقرائهم الوظائف متقدمين على كل المكونات لكي يعزز هذا الوهم ولكي يستخدم دماءهم للدفاع عنه ودفعوا دما كثيرا في حين ان احدا من ابناء العصابة لم يدفع شيئا ولم يستفيقوا من هذا الوهم رغم دعوات كثيرة من داخلهم قوبلت بالقمع!
حاليا من يعتقد ان الحكم الوطني الجديد يريد تهجيرهم او قتلهم او تعذيبهم أو أو الاعتداء على كراماتهم أو إقصاءهم من الحياة السياسية. كما فعلت العصابة المنسوبة إليهم يقع في خطأ الاستنتاج .!
الحكم الجديد أقصى ما يريده هو تخليصهم من الوهم بأنهم كانوا طبقة حاكمة وأعادتهم إلى حجمهم الطبيعي مواطنين كما كانوا بعد الاستقلال واعطاء الواعين منهم الفرصة لهذه العودة في أقل زمن ممكن !
-٢- الدروز
فيما يتعلق بالدروز ومنذ ان كان سلطان باشا الأطرش قائدا لثورة عام ١٩٢٥
لا أحد نظر اليهم أو عاملهم كطائفة او اقليه وصاروا عنوانا لوطنية عربيه محبوبه ولأبناء منهم صار لهم حضور سياسي وقيادي في احزاب الساحة !
-٣ -المسيحيون في سورية
لم يكونوا يوما أقلية تبحث عن حماية لأنهم ابناء الأرض لا فاتح جاء بهم ولا مستعمر تركهم حين رحل ودائما كانت النخبة منهم مندمجة في العمل الوطني منذ ان علق رفيق رزق سلوم على مشانق العثمانيين في السادس من ايار واستمر الاندماج الوطني بعد الاستقلال عبر مدرسة فارس الخوري ومن الباب الوطني وحده ولا من اي باب أجنبي حصل المسيحيون.
في دولة الاستقلال على حضور سياسي. حتى اكبر من حجمهم السكاني متحالفين مع الأغلبية ومحترمين لدورها المتقدم في كل المجالات !
الذي حدث بعد ثورة ٢٠١١ أن النظام استخدم البطرك اللحام والبطرك اليازجي وبطرك السريان وبعض المطارنة أوكل لهم اجراء في مخابرات النظام لنشر الخوف والوهم بأن الثورة إسلامية لمجرد ان بعض التظاهرات تنطلق كمركز تجمع من قرب المساجد فنشر هؤلاء هذا الكذب والوهم وصدقه الاغبياء
والبطرك اللحام ذهب لأوروبا مستغيثا لدعم النظام خوفا على المسيحين !
وقفنا ومعنا النخبة القيادية ضد هذه المهزلة ومنعنا اي تطوع مدني مسيحي في المشاركة في الحرب وحتى هربنا المطلوبين للخدمة الإلزامية، وهناك مسيحيون شاركوا في الحرب إلى جانب النظام وهم اعضاء في الحزب القومي، لا كمسيحين، وكانوا قلة لا قيمة عسكريه لها واغلبهم أبواق لا أكثر !
حاليا كل من يعتقد ان الادارة العسكرية ستقمع المسيحين او ترحلهم او تمنعهم من ممارسة طقوسهم يقع في خطا الاستنتاج.
وما هو صحيح انها ستعمل بالوسائل السياسية على تحرير المسيحيين من الخوف والوهم الذي أوقعهم فيه النظام و بعض المجرمين من رجال الدين وقد يعاني بعض المسيحيين قليلا من إثار جريمة بعض رجال الدين منهم ولكن الأمور لن تذهب أكثر من الرغبة في تحريرهم من هذا الوهم !
يبقى ان على المسيحين ان يلاقوا الاغلبية مجددا متحالفين عبر الباب الوطني لمدرسة فارس الخوري ويتخلصون من هذا الخوف والوهم لكي يعود إليهم دورهم وسيعود من الباب الوطني وليس من أي باب خارجي!
-٤- الاكراد في سورية
من العائلات الوطنية في كل المدن السورية وساهموا في الحركة الوطنية ضد الانتداب وكان لهم حضور سياسي فاعل ولم ينظر اليهم احد كأقلية وفقط في الجزيرة ومناطق كثافه لهم فيها وقعوا في الفخ، عبر حزب اوجلان وغربوا خارج الحضن السوري فقمعوا خلال فترة البعث، وحرم منهم الكثيرون من الجنسية، وصاروا مشكلة تحتاج لحل!
من يعتقد ان الإدارة الجديدة ستقمع الأقلية الكردية في الشمال وان تهجرهم يقع في خطأ الاستنتاج، لان الادارة ستخلصهم من الوهم أكيد وتعيدهم إلى الحاضنة الوطنية بالتفاوض على الحقوق والمظلوميات وليس على وهم السيطرة على شرقي الفرات و٨٠٪ من سكانها من العرب
ومن الباب الوطني سيأخذون حقوقهم كما أخذها غيرهم ولا من أي باب أجنبي أميركي او فرنسي أو أوروبي.
زمن حماية الاقليات قد ولى وسورية كما كانت ستبقى وطنا لمواطنين لا اقليات ولا رعايا ومع المظلوم حتى يأخذ حقه وضد الظالم حتى يرتدع وألف نقطه على السطر !