عمر عبيد من بلاد الاغتراب
أنا ما غِرتُ من أحدٍ ولَكنْ
أغارُ عليكِ من ضوءِ النهارِ
ومن قمرٍ تَخبّأَ خلفَ غيمٍ
كوجهِ مَليحةٍ خلفَ الخمارِ
أنا المشتاقُ لولا غِبْتُ دهراً
يُواسيني بأنّكِ في انتظاري
سلامُ اللهِ لستُ أراهُ يأتي
على أرضِ الفجائعِ والدمارِ
على الموتِ الذي أمسى نشيداً
نُرتِّلُهُ بليلٍ أو نهارِ
على حزنٍ نُعاقرهُ كخمرٍ
على دمِنا يَفيضُ منَ الجِرارِ
أنا ما غِرتُ يا بلدي ولَكنْ
أنا المكلومُ في أهلي وداري
أنا والحُلْمُ أصبحنا رُكاماً
تُبَعثِرُنا الرياحُ كما الغبارِ
ودمعٍ ليْ تَجمَّدَ ليسَ يبكي
على جسدٍ تَدلّى من جدارِ
على الإسمنتِ كيفَ يدقُّ عظماً
تَلوّنَ باليَفاعةِ والنَّضارِ
ويَتركُ خصلةً من شَعرِ أختٍ
لتحمي روحَ إخوتِها الصغارِ
على كلبٍ يُواسي قلبَ طفلٍ
وبعضُ /الناسِ/ يَضحكُ كالحمارِ
كفى يا موتُ ما أجرَمْتَ واشبع
ملَلْنا من وحوشِكَ والضواري
أنا السوريُّ أضنى الحبُّ قلبي
سأنجو رغمَ آلامِ الحصارِ
سأُقتَلُ ثم أُبعَثُ ثم أَحيا
كما العنقاءِ من تحتِ الدمارِ
بِزندي سوفَ أكسرُ كلَّ قيدٍ
وأبقى فوقَ أرضيَ كالجدارِ
سأحيا رغمَ أنفِ الهَولِ حرّاً
جديراً بالحياةِ بالانتصارِ