للكاتبة اليمنية رهينة الغربتين
أيها القادمُ
من ريف الصعيد…
موطن التاريخ
والماضي التليد…
دوحة الأزهر
والقول السديد..
ملتقى العشاق
والعيش الرغيد..
مُعجز الأهرام
والعزم الحديد..
خيرة الأجناد
في اليوم العتيد……
من سبأ جئتك
اهديك القصيد..
هدهدُُ غريد
يزهو بالنشيد..
من رُّبَا “بلقيس”
والبأس الشديد..
من حمى “اروى”
والصرح المشيد..
من جِنان “العَدن”
واليمن السعيد
قلعة التاريخ
“والبُن” النضيد..
أيها المولود
في قلب الأسكندرية…
روضة الدنيا وانسام زكية….
هِبة النيلِ إلى الأرض البهية…
مصنع الأبطال والأيدي الفتية..
عندما أزهو بأني عربية…
لا أجد غير تاريخك
أشذاء هدية…..
تزدهي روحي
بألحانِِ شجية….
واغني ( يا بلادي يا بلادي..
لك حبي وفؤادي…
مصر يا أم البلاد)…
كنت اجهل كيف
اصبحت فريدا..
رغم قهر اليل
والعصف الشديد..
وقرأت الامس
تاريخا مجيد….
شدني فيضه
اعطاني المفيد..
بَعث الحرف
وأهداني المزيد…….
شامة كنتَ
على كل جبين…
كنت للاعراب
ميلاداََ جديد ….
افترشت الارض
والعيش الزهيد
وتمرست على
الحكم الرشيد..
وتعاليت هصوراََ ومجيد..
كيف أنزلت السماء
من هامها…
وأنَختَ الشمس
في وقت الشروق …
وتربعت على
العرش وحيد………
أيها القادم
مِن حُزني وَنَبضي…
أنا منك انت مني
انتَ جدي….
أيها الرابض في روحي ووجدي…
كل أحلامك حلمي….
بعضُ أشجاني
وألحاني وفني …
بَعدكَ الارض إنزوت
مليون ميل..
وتوارت فكرة الوحدة الكبرى
وتقرير المصير……
نم قرير العين
يا “,ناصر” نم….
نم اذا شئت بحضني….
واذا ما شئت قلبي ….
نم بعيني. أنتَ جَدي ..
اااه كم اشتاق
إلى نسمة جَدي…
ليتني عشت ايامك
فلاحاََ وجندي…
جئتَ في فصل
المآسي والكروب ….
وعشقتَ الأرض..
إن الأرض من بعدك ثكلى…
نَم قرير العين
يا معنى الضمير…
انت قررت الرحيل…
يوم أن وَدعت
كان الشعب يبكي…
وبكى الطير
والأزهار تشكي..
منذ أن غادرت
كل الشعب يحكي
كيف روضت السياسة
كيف غالبت الصعابا
كيف أرضيت الملايين
كيف أُلهمتَ الصوابا
كيف اممتَ القناة
كيف أنزلت السحابا
كيف أصبحت
بسيطاََ وعظيماََ
وشفيفاََ ومهابا…
منذ أن ودعت
كل الارض تبكي
وبكى الصخر
دموعاََ وانتحابا..
ذهب القوم يغنون ذهاباََ وإيابا..
طلع البدر علينا كيف غابا…
ناصر الثورة احلام “الغلابا”…
ورذاذ المطر الزاهي السحابا…
مذ رحيلك جُرحنا غار اساه..
وفقير الناس مضروبُُ “قفاه”….
ما نسيناكَ…
وكيف الأرض تنسى…
قد زرعناكَ بذوراََ
أنبتت زهراََ وغرسا…
إدخرناك مناراََ
وفناراََ ونشيد…
لضحى الاصباح
للفجر الوليد …
رهينة الغربتين