هل نحن شعوب أدمنت الانتظار..
وننتظر أن تأتينا الحلول لمشاكلنا وتجاوز مٱسينا هكذا على طبق من ذهب ….
وننتظر المخلص ليخلصنا من التخلف والاستبداد والفساد … ويمنحنا الحرية والكرامة .. حتى أن الكثير منا أصبح ينتظر حتى أعدائنا لتخليصنا مما نحن فيه ، ولا مانع لديهم من احتلال أرضنا من أجل هذا الخلاص … وهكذا فإن الاستكانة والخضوع هي سمات أصبحت راسخة في مجتمعاتنا ، نريد النهوض والتقدم عن طريق غيرنا … ولا نعمل بقاعدة ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” … ولذلك فنحن منذ قرون نعيش على أحلام التغيير بدون أن يكون لنا فعل فيه ، وندور حول الماضي دون أن يكون لنا فعل بالحاضر ، حتى تحولنا – دون بقية الأمم – إلى شعوب مستهلكين ( كالبهائم ) وعالة على البشرية، لا فاعلين في عصرنا .. نجتر انتصارات لم تكن من صنعنا ، ونعيش على أمجاد من سبقنا ، ونحن هنا قاعدون .. ونلعن القدر .. وننتظر أن يهبط التغيير من السماء ونلجأ إلى الدعاء ليل نهار منتظرين تغيير الأحوال أو الانتصار على الأعداء وتشتيت شملهم .. وهناك من يدفع ويحرض على الدعاء .. والدعاء فقط للدفع بمزيد من الاستكانة انتظاراً لقوى علوية لأن تتدخل استجابة لتسولنا في إنقاذ أحوالنا .. وإهمال دورنا ووظيفتنا كبشر في إعمال العقل والعمل من أجل إصلاح حالنا وتجاوز تخلفنا وضعفنا وبؤسنا ، والخلاص من البدع والأوهام الذهنية والتاريخية التي تدفع إلى الانقسام والحروب المجتمعية التي تستدعي الماضي بكل عثراته وحروبه وبكل نوازع الثأر القديم لتحريك عوامل الصراعات التي لا تنتهي في حاضرنا لإبقاءنا تحت رحمة من يتحكمون برقابنا ومصيرنا ، دون الدخول بوابة العصر أوالإمساك بمفاتيح العلم والمعرفة ، خاصة في ظل أن كثير من الدول المتقدمة قدسبقتنا بسنوات ضوئية ……