الكاتب: موقع الخنادق – غرفة التحرير
الأربعاء 06 آذار , 2024
أحد أنفاق حزب الله المكتشفة قبل بضع أعوام
بالتوازي مع مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، تتعمد الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض الجهات الغربية والعربية الحليفة، التهويل عبر وسائل إعلامية مختلفة من توسّع الحرب الإسرائيلية الى لبنان، في مسعىً منهم للضغط على حزب الله من جهة، وتأليب الرأي العام اللبناني عليه من جهة أخرى.
وعليه، كل هذه المساعي لا يمكن وضعها إلا في سياق التهويل وشن الحرب النفسية، علّهم من خلال ذلك يستطيعوا دفع حزب الله الى إيقاف جبهة مساندة المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، وما سيؤديه ذلك من إراحة لجيش وحكومة الاحتلال الإسرائيلي وللمجتمع الاستيطاني.
لكن هذه الجهات تعلم، كما الإسرائيليون أنفسهم، بأن الكيان المؤقت أعجز من أن يوسع عملياته العسكرية في لبنان الى الحرب الواسعة، لأن الإدارة الامريكية لا تريد ذلك ولا تستطيع تحمّل تبعاته، ولأن جيش الاحتلال لم يستطع من تحقيق أي هدف في قطاع غزة المحاصر منذ 17 سنة، فكيف سيكون له القدرة على تحقيق الأهداف في جبهة عرضها أكثر من 120 كم وعمقها أكثر من عشرات الكيلومترات، والتي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين ورما مئات الآلاف، بالإضافة الى القدرات التي لم يستخدم منها شيء حتى الآن. وهذا ما عبّر عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مؤخراً حينما حذّر قائلاً: “المقاومةَ لا تريدُ الحرب، ولكنها اعدّت العُدةَ لكلِّ احتمالٍ وأنها لم تَفتح بعدُ مخازنَها للحربِ المفتوحة”.
وفي سياق متّصل، كشف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة تلفزيونية، إلى أنّ تقدير حزب الله كان في الأيام الأولى للحرب إلى أن إسرائيل قد توسّع الحرب و”هذه ما أوضحته الصحافة الأجنبية وأظهرته التسريبات عن كيان العدوّ”، لكن قدرات المقاومة وسعي الإدارة الأمريكية (التي تخشى على إسرائيل وليس على لبنان) هي من الأسباب الرئيسية لعدم حصول ذلك. واستبعد الشيخ قاسم سيناريو الحرب الشاملة قائلاً: “لكننا مستعدون لأي احتمال”.
رسائل المقاومة الردعية
وعليه يجب مراقبة سياق عمليات المقاومة في الفترة الأخيرة بتمعن، كونها كشفت الكثير من الرسائل التي تدفع الإسرائيلي الى التفكير مرات قبل اتخاذ خيار التوسعة، وهذه بعض النقاط:
_ نشر الإعلام الحربي التابع للمقاومة منذ أيام، حصيلة الخسائر الإسرائيلية على جبهة المقاومة الإسلامية عبر إنفوغراف، والذي تضمن تصميماً لصاروخ أرض – جو تابع لمنظومة بانتسير (ما قد يكون تلميحاً إلى أنه قد جرى استخدامه في إسقاط طائرة هرمس 450 الاستطلاعية ربما). وعندها هذا الأمر سيؤدي الى طرح سؤال كبير عما قد يخفيه حزب الله من منظومات جديدة للدفاع الجوي لم يعلن عنها سابقاً، ويجب على إسرائيل أن تضعه بالحسبان: هل تستطيع ضمان بقاء طائراتها الاستطلاعية وربما أيضاً الحربية دون أي استهداف؟
_ كشفت المقاومة مؤخراً عبر أحد قيادييها العسكريين، بأنها لم تفعّل جميع أنواع أسلحتها، بل ما يوازي 5 الى 7 بالمئة من قدراتها. وهنا لا بد الإشارة إلى أنها حتى الآن، لم تستخدم أي من منظوماتها الصاروخية الدقيقة وذات المديات البعيدة. فهل تضمن تل أبيب أن لا تستخدم هذه المنظومات عند المخاطرة بتوسيع الحرب؟!