الشرق الأوسط
الأربعاء، 03 يوليو / تموز 2024
لونا الشبل خلال مشاركتها في وفد النظام بمؤتمر جنيف 2، يناير 2014 (Getty)
(CNN) – تعرضت المستشارة الخاصة للرئيس السوري بشار الأسد، لـ”حادث سير” على أحد الطرق المؤدية إلى مدينة دمشق مساء الثلاثاء، ما أدى إلى دخولها العناية المشددة وهي في حالة حرجة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية في سوريا أن الشبل تعرضت لحادث مروري، ولفت المكتب إلى أن “الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن مسارها”.
وأدى الحادث لتعرض المستشارة الخاصة للأسد لإصابات “شديدة” نقلت على إثرها إلى المستشفى حيث تبين أنها تعرضت لنزيف في المخ.
ولفتت الرئاسة السورية إلى أن حالة الشبل استدعت إدخالها إلى العناية المشددة لتتلقى العلاج من فريق طبي مختص، وفقا لسانا.
يذكر أن الشبل تُعتبر من الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس السوري وقد عملت سابقا مذيعة على قناة “الجزيرة” القطرية.
إقرأ أيضاً..
لونا الشبل… أدوار متعددة بخدمة الأسد وروسيا
محمد أمين – غازي عنتاب
العربي الجديد
03 يوليو 2024
ترقد في أحد مستشفيات دمشق الإعلامية لونا الشبل مستشارة رأس النظام بشار الأسد، بعد تعرضها لحادث سير أمس الثلاثاء، وسط أنباء عن أنه ربما كان مدبراً بهدف تحييدها عن المشهد بعد صعود يُوصف بـ”الدراماتيكي”، في المشهدين الإعلامي والسياسي بسورية، بدأ مع بدايات الثورة عام 2011، ويبدو أنه شارف على النهاية في ظل روايات خرجت عقب الحادث عن تراجع دورها في الأسابيع الأخيرة واتهامات بتورط أحد أفراد عائلتها بالتجسس على المصالح الإيرانية.
ولم ترشح اليوم معلومات إضافية عن الوضع الصحي للشبل التي ترقد في العناية المشددة داخل مستشفى “الشامي” الشهير في دمشق، بعد نقلها إليه عصر أمس الثلاثاء بعد تعرضها لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، “أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلّها وخروجها عن المسار”، بحسب المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية التابعة للنظام، فيما أفادت معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” منذ أمس بأن سيارة مصفحة وبدعامات أمامية صدمت السيارة التي كانت تستقلها لونا الشبل مع أحد مرافقيها من الخلف، ودفعتها باتجاه منتصف الطريق.
ناصبت لونا الشبل الثورة العداء معلنة انحيازها للنظام
ووفقاً لمصادر تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن لونا الشبل ترقد في مستشفى “الشامي” في دمشق في حالة خطرة، بعد إسعافها إلى مستوصف في منطقة يعفور بريف دمشق في بداية الأمر. وأضافت المصادر أن سلطات النظام السوري منعت زوج الشبل، عمار ساعاتي، من دخول المستشفى، فيما أفادت المعلومات الواردة من داخل المستشفى بأن حالة النزيف التي تعانيها لونا الشبل شديدة للغاية. وعقب الكشف عن حادث السير، برزت روايات عدة إحداها تطرقت إلى تحجيمها خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تورط أحد أفراد عائلتها بالتجسس على خلفية الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع إبريل/نيسان الماضي.
انحياز لونا الشبل المطلق للنظام
ولونا الشبل، وهي المولودة في السويداء جنوب سورية عام 1975، كانت تُوصف في وسائل الإعلام الرسمية بـ”المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية”، إلا أن الشارع يعرف أنها كانت من الشخصيات الفاعلة في المشهدين السياسي والإعلامي بسورية منذ 2011، العام الذي شهد انطلاق الثورة السورية التي ناصبتها لونا الشبل العداء، معلنة انحيازها المطلق للنظام، وهو ما فتح لها أبواب القصر الجمهوري في دمشق. وحاول النظام الاستفادة من الخبرة الإعلامية للشبل، والتي اكتسبتها من خلال عملها بقناة “الجزيرة” كمقدمة نشرات وبرامج حوارية، لعدة سنوات، قبل أن توقف عن العمل في هذه القناة عام 2010 مع عدد من المذيعات، لتكيل الاتهامات بعد بدء الثورة لهذه القناة بما يتناسب مع سرديات النظام في ذلك الحين، والتي كانت تهدف إلى ضرب الجوهر الأخلاقي للثورة.
تولت لونا الشبل في البداية المكتب الصحافي في القصر الجمهوري، وهو المكلف بتوجيه وسائل الإعلام في سورية كافة، والتي بدأت حملة تشويه كبرى للثورة ومقاصدها من خلال نشر معلومات مضللة وتسريب مقاطع فيديو فتحت الباب أمام عسكرة الثورة عبر العزف على الوتر الطائفي. ووفق مصدر مطلع في دمشق، تحدث إليه “العربي الجديد”، كانت لونا الشبل “الوحيدة من خارج الدائرة الطائفية الضيقة التي يحيط الأسد نفسه بها”، مشيراً إلى أن ذلك “كان مصدر قلق كبير لدى عدة شخصيات ناشطة في القصر الجمهوري وفي مقدمتها بثينة شعبان (مستشارة سياسية وإعلامية للأسد) التي ظلت لسنوات طويلة في واجهة المشهد الإعلامي السوري”.
وأكد أن لونا الشبل كانت من ضمن الفريق الذي وضع خطة إعلامية لمواجهة الثورة عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تقوم على تزوير الحقيقة وإلصاق التهم بشريحة واسعة من السوريين. وبحسب المصدر، فإنه كانت لدى لونا الشبل صلاحية اختيار وزير الإعلام في الحكومة ومديري المؤسسات الإعلامية الحكومية، مضيفاً: “لم تكن لونا الشبل مجرد إعلامية في القصر، بل كانت لها أدوار سياسية بارزة فكانت من ضمن أعضاء وفد النظام في مؤتمر “جنيف 2″، في يناير/كانون الثاني 2014”. وأشار إلى أن الأسد “كان يعتمد على الشبل في أغلب الملفات الإعلامية”، مضيفاً أن لونا الشبل حاولت تسويق الأسد وتعويمه إعلامياً من خلال تقديم مغريات مادية لعدة قنوات لإجراء لقاءات معه، وكسر طوق العزلة الإعلامية التي فُرضت عليه بسبب السياسة المتوحشة التي انتهجها في مواجهة الثورة التي قامت ضده. ولم يستبعد المصدر أن يكون حادث السيارة مدبّراً من قبل أجهزة النظام.
علاقة مميزة مع روسيا
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة في موسكو، لـ”العربي الجديد”، إن علاقة “مميزة تربط لونا الشبل بالجانب الروسي منذ بدء تدخلهم العسكري في سورية أواخر عام 2015”. وأضافت: ربما أخذ الروس بعين الاعتبار الجذور الطائفية لها، فضلاً عن كونها شخصية يمكن التعويل عليها لخدمة المشروع الروسي في سورية، وإدارة العلاقة مع الدروز السوريين في محافظة السويداء التي تنحدر منها، وخاصة أنه ليس لديها ميل واضح للجانب الإيراني مثل منافستها في القصر بثينة شعبان. وكانت سُرّبت قبل سنوات صورة للشبل وهي تتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2019، وهو ما يعكس مدى العلاقة التي تربطها بدوائر صنع القرار في موسكو.
مصادر مطلعة في موسكو: علاقة مميزة تربط الشبل بالجانب الروسي
وأثارت لونا الشبل في منتصف عام 2022 استياء الموالين للنظام بعد افتتاحها مطعماً في دمشق يحمل اسماً روسياً (ناش كراي (Nash kray)، قدم الطعام الروسي وأطباقاً غربية بأسعار عالية في وقت بات أغلب السوريين تحت خط الفقر وفق بيانات أممية. وكانت لونا الشبل ظهرت، قبيل افتتاح المطعم، في لقاء تلفزيوني دعت فيه السوريين في مناطق سيطرة النظام لـ”الصمود الإيجابي”، في مواجهة الأحوال المعيشية المزرية وانعدام الخدمات.
وكانت أميركا فرضت عام 2020 عقوبات على لونا الشبل لتدرج بذلك في قائمة طويلة من مسؤولي النظام المعاقبين من واشنطن لـ”مواصلة الضغط على الأسد وداعميه حتى يتم التوصل إلى حل سياسي سلمي للصراع”. كما فُرضت عقوبات على زوج الشبل، وهو عمار ساعاتي، الذي تبوأ العديد من المناصب في النظام، بينها رئيس اتحاد الطلبة، وعضو في القيادة القطرية لحزب “البعث”، قبل أن يتم إبعاده عن المشهد خلال العام الحالي وسط معلومات غير مؤكدة أنه بات ممنوعاً من السفر. وكان لساعاتي الدور البارز في تحويل اتحاد الطلبة إلى أداة قمع للحراك الثوري داخل الجامعات السورية، وتجنيد الطلاب في مليشيات تابعة لحزب “البعث” رديفة للأجهزة الأمنية لإجهاض أي تحرك مناهض للنظام.