وديع عواودة
الناصرة- “القدس العربي”:
الجمعة , 11 أبريل , 2025
سيارات إسعاف تحمل جثامين المسعفين الفلسطينيين في غزة. 30 مارس 2025. ا ف ب
بعد مذكرة الطيارين وطواقم سلاح الجو الإسرائيلي، يدعو المئات من الطواقم الطبية في إسرائيل إلى وقف الحرب على غزة، ويحتجون على إعدام طواقم طبية فلسطينية ضمن ما عُرف بـ”مذبحة المسعفين” في رفح.
في بيان مدفوع الأجر، تنشره وسائل الإعلام العبرية اليوم الجمعة، تحت عنوان “كتاب احتجاج على قتل طواقم طبية في غزة”، مئات من الأطباء والطواقم الطبية والعاملين في مجال الصحة يستذكرون ما جرى في الثالث والعشرين من مارس/آذار الماضي، حيث قتل الجيش الإسرائيلي 15 شخصًا، من أطقم إسعاف كانوا في مركبات تقديم مساعدات طبية في منطقة رفح.
قتل أعضاء طواقم طبية خلال أداء مهامهم يشكل انتهاكًا فظًا للقوانين الدولية للحرب
وتتابع المذكرة الإسرائيلية، التي تأتي بتأخير لافت منذ الكشف عن مذبحة المسعفين، وغداة نشر مذكرة الطيارين المتقاعدين وفي الاحتياط: “نحن أعضاء طواقم طبية إسرائيلية، ملتزمون بالميثاق الأخلاقي الطبي، ونؤمن بقدسية الحياة، حياة كل إنسان، كقيمة عُليا، سواء في الأيام الاعتيادية أو وقت الحروب، نقف متزعزعين مقابل هذه الحادثة. إن قتل أعضاء طواقم طبية خلال أداء مهامهم يشكل انتهاكًا فظًا للقوانين الدولية للحرب. هذا فعل منافٍ للأخلاق والإنسانية، وليس صدفة أنه أثار ردود فعل وأصداء واسعة في البلاد وفي العالم.
كان الرد الأولي للجيش ملوثًا بتناقضات وعدم تدقيق، وينتج انطباعًا قاسيًا بوجود سياسة ضغط سريع على زناد الفتح بالنار والمساس بالطواقم الطبية والإسعاف، كل ذلك على خلفية حرب مستمرة تتسبب بمسٍّ خطير بالناحيتين الجسدية والنفسية، وبشكل مريع. كذلك هُدمت بنى تحتية طبية كثيرة، تضررت ودُمّرت، عدد كبير من الطواقم الطبية أُصيبوا أو اعتُقلوا، والمنظومة الطبية الصحية في قطاع غزة موجودة منذ شهور كثيرة دون الحد الأدنى من الأداء، ما يحول دون توفير أجوبة طبية أساسية جدًا للمدنيين”.
وتؤكد العريضة أنه لا يمكن تخيّل أن يبقى مثل هذا الحدث دون تحقيق معمق وموثوق، دون رياء، ينتهي في الآخر بنتائج عملية ومحاسبة. وتتابع: “لن نقف مكتوفي الأيدي عندما يتعرض أعضاء طواقم طبية لهذا الأذى خلال الحرب بصورة واسعة ودون تمييز. لن نسكت مقابل شبهات حول قتل مسعفين بعد اعتقالهم أحياء. لن نسكت على هذا التدهور الأخلاقي”.
ويخلص الموقّعون إلى القول إنهم يندّدون بشدة بالمساس بالأطقم الطبية والمسعفين: “نطالب رؤساء المنظومة الطبية والتربوية الطبية في البلاد بالتعبير عن موقف واضح من المسّ بأعضاء طاقم طبي. فوق كل ذلك، ندعو رؤساء المنظومة السياسية والمنظومة الأمنية إلى العمل بكل طريقة لإنهاء الحرب وسفك الدم فورًا، والسعي دون ملل وتردد لاستعادة كافة المخطوفين ممن بقوا داخل القطاع”.
وتشمل العريضة عددًا من الأطباء والطبيبات والباحثات في مجال الصحة من فلسطينيي الداخل.
كل لحظة تأخير في التحقيق هي مسٌّ بقيمة الحياة ذاتها
وفي سياق متصل، وعلاوة على مذكرة الطيارين، وقّع أمس 150 ضابطًا سابقًا في البحرية الإسرائيلية مذكرة تدعو إلى إنهاء الحرب في غزة. وذكر الضباط أن “استئناف القتال يعيق إطلاق سراح الرهائن، ويعرّض الجنود للخطر، ويتسبّب في إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء”.
ويؤكدون أيضًا أنه “بدلًا من القيام بخطوات محددة لدفع اتفاق إعادة المحتجزين قدمًا، فإننا نشهد تصرفًا حكوميًّا يزعزع أُسس الدولة، ويضرب الثقة العامة، ويبعث مخاوف جدية من أن القرارات الأمنية تمليها اعتبارات غير مشروعة”.
وخلص هؤلاء إلى القول إن “الحكومة، في الوقت نفسه، تُروّج لسياسات تمييزية: ميزانيات قطاعية، وإعفاء شامل من الخدمة العسكرية” (في إشارة إلى اليهود الأرثوذكس المعروفين بـ”الحريديين” الرافضين للخدمة العسكرية والعمل، ويؤمنون أن وظيفتهم الحصرية هي تعلّم التوراة وصيانة اليهودية)، “وإن المواطنين الذين يؤدون الخدمة يشعرون بالخيانة”.

الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة
ديفيد غريتن -,بي بي سي نيوز
8 أبريل/ نيسان 2025، 02:14 GMT

التعليق على الصورة،تقول جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن المسعفين قُتلوا في “سلسلة من الهجمات المتعمَّدة”
دعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في قتل إسرائيل لـ 15 من مسعفي الطوارئ جنوب غزة.
ونشرت الجمعية الفيديو الكامل الذي عُثر عليه في هاتف أحد مسعفيها الثمانية، الذين لقوا حتفهم عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على قافلة من سيارات الإسعاف في 23 مارس/آذار الماضي. ووصفت الجمعية الهجوم بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان”، ودعت إلى محاسبة المسؤولين.
وصرّح الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين بأن تحقيقاً أولياً أشار إلى أن القوات “أطلقت النار بسبب تهديد محتمل عقب مواجهة سابقة في المنطقة، وأن ستة من القتلى في الحادث حُدّدوا على أنهم إرهابيون من حماس”، دون تقديم أي أدلة.
وصرّح الجيش الإسرائيلي في البداية بأن قواته أطلقت النار على “مَركبات مشبوهة” كانت تسير وأضواؤها مطفأة.
ويوم السبت، أقرّ بأن الرواية الأولية للأحداث كانت “مخطئة” بعد نشر الجزء الأخير من فيديو المسعف الذي يُظهر استخدام القافلة لأضواء الطوارئ.