موقع الخنادق – غرفة التحرير
الإثنين 18 آذار , 2024
محمد دحلان ومحمد بن زايد
لم يعد خافياً على أحد، بأن القيادي لما يُسمى بالتيار الإصلاحي في حركة فتح “محمد دحلان”، الذي يشغل وظيفة مستشار رئيس الإمارات محمد بن زايد، يقدّم نفسه بطريقة غير مباشرة، منذ ما بعد عملية طوفان الأقصى وطرح إشكالية “اليوم التالي”، على أنه الشخصية التي تستطيع حكم قطاع غزة، بدلاً عن المقاومة الفلسطينية والسلطة بقيادة محمود عباس، بالرغم من محاولاته الدائمة نفي ذلك.
ومع تجمع العديد من المؤشرات والمعلومات، حول الدور الإماراتي في العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، وعن تدخّل أبو ظبي في العديد من القضايا المتعلقة، خاصة عبر التمويل (تمويل الحرب الإسرائيلية بحوالي 8 مليار دولار أمريكي)، يمكننا عندها الاستنتاج بأن دحلان ما هو إلا حصان طراودة محمد بن زايد (وضمناً الإدارة الأمريكية والكيان المؤقت)، للسيطرة على القطاع ما بعد انتهاء المعركة. وقد ذكرت بعض المصادر الإعلامية، بأن هدف الإمارات من دعم مصر مالياً مؤخراً بحوالي 35 مليار دولار، هو في إطار سعيها للقيام بدور مستقبلي في قطاع غزة.
لذلك منذ الأسابيع الأولى لما بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى، سعى دحلان الى تكثيف حضوره الإعلامي عبر العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، قنوات تلفزيونية وصحف ومجلات، وكلّ ذلك من أجل تقديم نفسه على أنه القادر على أداء هذا الدور.
نيويورك تايمز تكشف المشروع
وفي مقابلة لصالح صحيفة نيويورك الأمريكية، حملت عنوان “المنفي الفلسطيني يؤيد رؤية عربية لغزة”، عرض دحلان الخطوط العريضة لما وصفها بخطة مدعومة عربياً (من مصر والامارات والسعودية)، تقوم بموجبها إسرائيل وحماس بتسليم السلطة (مساوياً ما بين المقاومة والمحتلّ)، إلى زعيم فلسطيني جديد ومستقل تحت شعار: “لا عباس، لا حماس” (للمصادفة هو نفس شعار بنيامين نتنياهو)، يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية. وأضاف دحلان بأنه في حين تواجه هذه الخطط تحديات كبيرة، فإن زعماء هذه الدول الثلاث منفتحون على دعم العمليات التي تشكل جزءًا من الجهود التي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
دحلان مهندس المرفأ الأمريكي المؤقت
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية العامة (مكان)، فإن الإمارات هي من تقف خلف مشروع الميناء الأمريكي المؤقت في غزة، في إطار المبادرة القبرصية “أمالثيا” التي تحدد آلية شحن المساعدات من قبرص إلى غزة عبر البحر، بعد تفتيشها من قبل كيان الاحتلال. وقد كشفت “مكان” بأن مهندس هذه العملية هو محمد دحلان. وادّعت بأن الأخير ينسق مع حماس بشأن عملية نقل المساعدات الإنسانية من قبرص، بعد أن التقى قيادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة منذ أسابيع.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر فلسطينية إلى أن مشاركة دحلان في مساعي توزيع المساعدات على مناطق القطاع (بالتنسيق مع فصائل المقاومة)، يأتي في سياق توفير خط تواصل ميداني ضروري مع قوات الاحتلال أو المصريين أو الجهات الدولية التي تتولى إدخال المساعدات حصراً، من مختلف الجهات التي تأتي منها المساعدات.
وبالعودة الى خطة الميناء المؤقت، فإن هذا المشروع يحمل في طياته الكثير من المخاطر، بالرغم من أنه سيساعد في إيصال بعض المساعدات. وأبرز هذه المخاطر:
_ سيصبح الاحتلال متحكماً في دخول المساعدات الى القطاع عبر كل المداخل البرية والبحرية وحتى الجوية (عبر الإنزالات الجوية)، وعليه سيزيد من قدرته على فرض شروطه، وربما يمتدّ ذلك الى مرحلة إعادة الإعمار ما بعد مرحلة وقف إطلاق النار.
_ما سيتم نقله من المساعدات عبر هذا الرصيف البحري المؤقت، لا يقارن بما يمكن نقله عبر معبر رفح البري. كما أن إنشاؤه سيستغرق وقتاً لا يقل عن عدة أسابيع، وما سيعنيه ذلك من استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ومزيد من الخسائر والأضرار في البنية التحتية والقدرات البشرية.