قراءة تحليلية.. استطلاع يكشف تحولات كبرى في منافسة «ترامب وهاريس»
إعداد محمد كمال
26 يوليو 2024
في ظل الاضطرابات السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي، فقد أظهر أحدث استطلاع رأي أجرته نيويورك تايمز/ كلية سيينا «تحولات كبرى» بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المتوقعة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس، والتي من بينها نسب «الكارهين المزدوجين»، ومدى تأثير وجود المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور في كلا المرشحين، وإن لم يكن من بين هذه التحولات المرشح المتصدر للسباق.
وأظهرت نتائج الاستطلاع المنشورة الخميس، أن ترامب يتقدم على هاريس بنقطة مئوية واحدة، 48% مقابل 47%، بين الناخبين المحتملين. وبصرف النظر عن اسم المرشح الديمقراطي، فإن «ترامب +1» هي نتيجة متوقعة لأي استطلاع آخر تجريه الصحيفة، لكن قبل المناظرة الكارثية للرئيس بايدن.
ترامب يحقق أعلى نتيجة
ويمثل أحدث استطلاع والذي يظهر تأخر هاريس بنقطة واحدة تحسناً كبيراً للديمقراطيين، بعد أن كان بايدن يتأخر بست نقاط في الاستطلاع الأخير الذي شملهما وبينما أُجري الاستطلاع في الوقت الذي لم تحسم نائبة الرئيس ترشيح حزبها لها، فإنه من غير الأكيد استمرار تلك النتائج عندما تستقر الأوضاع السياسية في المعسكرين.
ورغم أن نتائج الاستطلاع تبدو مألوفة، فإنها كشفت في الوقت نفسه عن وجود الكثير من الغبار في الهواء السياسي الأمريكي، إذ حقق ترامب ارتفاعاً في شعبيته بشكل عام، فقد أعلن 48 % من الناخبين المسجلين أن لديهم وجهة نظر إيجابية عنه، وذلك ارتفاعاً من 42 % في الاستطلاع السابق لنيويورك تايمز، الذي أُجري بعد المناظرة مع بايدن، ولكن قبل المؤتمر العام للحزب الجمهوري وكذلك قبل محاولة الاغتيال.
ووفق التقرير فإن 48% هو أعلى رقم إيجابي لترامب في استطلاع تايمز / سيينا، والذي تراوحت نتائج تقييماته الإيجابية في السابق بين 39 % و 45 %.
معدل صعود هاريس أعلى
وبالنسبة للمرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس فقد ارتفع معدل تقييمها أكثر من ارتفاع معدل ترامب. فحصولها على نسبة 46 % يأتي ارتفاعاً من 36 %، وهو المعدل الذي حصلت عليه في فبراير الماضي. والأهم من ذلك أن تصنيفها الإيجابي أعلى من تصنيف بايدن.
«الكارهون المزدوجون»
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن نسبة الناخبين الذين يقولون: إن الولايات المتحدة على «المسار الصحيح» بلغت 27%، ورغم قلة النسبة، فإنها لا تزال الأعلى منذ انتخابات التجديد النصفي في عام 2022.
وأكدت النتائج أن نسبة «الكارهين المزدوجين» لكلا المرشحين تضاءلت إلى 8%، انخفاضاً من 20 %، مع ارتفاع نسبة تأييد كل من هاريس وترامب.
ووفقاً لمحللين فإن مكاسب ترامب على مدار الشهر الماضي تعتبر «انتعاشاً كلاسيكياً للمؤتمرات»، وكذلك نجاته من محاولة الاغتيال. ومن الملاحظ في التاريخ الأمريكي أن ارتدادات الأحداث غير المتوقعة تتلاشى عادةً، ولكن ليس بالضرورة بشكل كامل.
لكن ما حدث لهاريس خلال الأسبوع الماضي لا يتبع أي قواعد انتخابية تقريباً، ومن المفترض أنها ستستمر في ركوب زخم ترشيحها الجديد لفترة من الوقت، ولكن بعد ذلك كل شيء ممكن. ولن تتكشف النتائج إلا مع توالي الأحداث، وكيف سيتفاعل الجمهور معها عندما يسمعونها – والهجمات ضدها – في الأيام المقبلة.
انسحاب بايدن
وأظهر استطلاع تايمز/ سيينا أن 87% من الناخبين يوافقون على قرار بايدن بالتنحي عن السباق الرئاسي، فيما يعارضه فقط 9%. في الوقت الذي قال أربعة أخماس الديمقراطيين: إن الحزب يجب أن يرشحها لمنصب الرئيس، مقارنة ب 14% يقولون، إنهم يجب أن يرشحوا شخصاً آخر. يرى 27%: إن الحزب يجب أن يشجع عملية ترشيح تنافسية.
وتشير مختلف استطلاعات الرأي الماضية إلى ضعف شعبية بايدن بين الناخبين الشباب والسود واللاتينيين والمنخفضي الإقبال منذ ما يقرب من عام، وربما يستغرق الأمر بعض الوقت – ربما أكثر من شهر، نظراً للتقلبات المحتملة في المستقبل – قبل أن تتكشف الخطوط الديموغرافية للسباق الجديد. ولكن في الاستطلاع الأخير على الأقل، فإن مواجهة هاريس وترامب تجلب انقساماً ديموغرافياً مختلفاً وأكثر شيوعاً.
انقسام ديموغرافي
في الاستطلاع، حققت هاريس أداءً أفضل بين الناخبين الشباب (18 إلى 29 عاماً) واللاتينيين مقارنة ببايدن في أي استطلاع هذا العام. كما حققت أداءً أفضل بين غير الناخبين مقارنة ببايدن، وعلى العكس من ذلك، حققت أداءً أسوأ بين الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء والناخبين فوق سن 65 عاماً مقارنة ببايدن. وقد تتفق هذه النتائج مع نقاط القوة النسبية المتوقعة لامرأة سوداء (من أصل هندي أيضاً) من كاليفورنيا في الخمسينيات من عمرها مقارنة برجل أبيض من سكرانتون، بنسلفانيا، في الثمانينيات من عمره.
هل سيساعد كينيدي هاريس؟
في الواقع، تعادلت هاريس مع ترامب عندما تم تضمين جميع مرشحي الأحزاب الصغيرة جنباً إلى جنب مع روبرت كينيدي جونيور المستقل. وحصلت هاريس على 44% وترامب على 43 %، مع حصول كينيدي على 5%. وهذا هو أدنى معدل لكينيدي منذ بدأ إدراجه في الاستطلاعات. وتقدم ترامب في السباق الثنائي – ولكن ليس في السباق متعدد المرشحين – لأنه فاز بجزء من دعم كينيدي.
ومن الملاحظ أن وجود كينيدي في السباق قد يساعد هاريس بشكل أكثر وضوحاً. وطوال السباق، كان ترشيح كينيدي يميل إلى جذب اليمين أكثر من اليسار. وفي الاستطلاع الأخير على سبيل المثال، كان تصنيفه إيجابياً بين الجمهوريين ولكنه سلبي بين الديمقراطيين. ومع ذلك، فقد كان يستمد تأييده بشكل متساوٍ نسبياً من بايدن وترامب.