من كتابة من نضال المغربي – Reuters
الاثنين 27 / 05 / 2024
اندلاع النيران في خيام للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة بعد أن استهدفتها غارات إسرائيلية يوم 26 مايو أيار 2024 في صورة مأخوذة من تلفزيون رويترز.© Thomson Reuters
القاهرة/القدس (رويترز) – قال مسؤولون في خدمات الصحة والطوارئ المدنية الفلسطينية إن ما لا يقل عن 30 فلسطينيا قتلوا وأصيب العشرات يوم الأحد في ضربات جوية إسرائيلية بمنطقة مخصصة للنازحين بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
شرطي إسرائيلي قرب بقايا صاروخ أطلق من غزة باتجاه بلدة في تل أبيب يوم 26 مايو أيار 2024. تصوير: نير إلياس – رويترز© Thomson Reuters
واستهدفت الضربات الجوية حي تل السلطان في غرب رفح حيث يحتمي الآلاف بعد فرار الكثيرين من مناطق شرق المدينة حيث بدأت القوات الإسرائيلية مداهمات قبل أكثر من أسبوعين.
وقال مصدر طبي فلسطيني لرويترز إن عشرات الفلسطينيين سقطوا بين قتيل وجريح بينما قال إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي لحكومة حماس في غزة إن عدد القتلى بلغ 30 شخصا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفاها الميداني في رفح لا يزال يستقبل عددا كبيرا من المصابين وإن مستشفيات أخرى تستقبل أيضا عددا كبيرا من المرضى.
ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل.وقال مسعفون إن العدد النهائي للقتلى لم يتحدد بعد لأن كثيرين من الجرحى في حالة حرجة.
ووصف سامي أبو زهري، المسؤول الكبير في حماس، هذا الهجوم على رفح بأنه “مجزرة”، محملا الولايات المتحدة مسؤولية مساعدة إسرائيل بالسلاح والمال.
وقال أبو زهري “على المجتمع الدولي التحرك لتنفيذ قرار محكمة العدل (الدولية) العليا ووقف حرب الإبادة ضد المدنيين… والإدارة الأمريكية تعتبر شريكة في المجزرة ما لم توقف إمدادات السلاح وتتحرك لوقف حرب الإبادة”.
وقال أحد السكان الذين وصلوا إلى المستشفى الكويتي في رفح “الغارات حرقت الخيم ، الخيم بتسيح والناس كمان بتسيح؟”.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من يوم الأحد إنه رصد ثماني قذائف قادمة من منطقة رفح بجنوب قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل عملياتها على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الذي أمرها بوقف الهجوم على المدينة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه اعترض عددا من الصواريخ. ولم ترد أي بلاغات بوقوع إصابات.
ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لحكومة الحرب في وقت لاحق من يوم الأحد لمناقشة العمليات المتواصلة في رفح. وتقول إسرائيل إن حكم محكمة العدل الدولية يتيح المجال للقيام ببعض الأعمال العسكرية هناك.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان عبر قناتها على تيليجرام يوم الأحد إنها أطلقت “رشقة صاروخية كبيرة” على تل أبيب ردا على “المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.وقال تلفزيون الأقصى التابع للحركة إن الصواريخ أطلقت من قطاع غزة.
وتقع رفح على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي تل أبيب.
وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على مقاتلي حماس المتحصنين في رفح وإنقاذ الرهائن الذين تقول إنهم محتجزون في المنطقة لكن هجومها أدى إلى تفاقم محنة المدنيين وأثار تنديدا دوليا.
وقالت مسعفون في رفح في وقت سابق من يوم الأحد إن غارات إسرائيلية أودت يوم الأحد بحياة خمسة فلسطينيين على الأقل في المدينة.
وتمشط دبابات إسرائيلية أطراف المدينة بالقرب من نقطة العبور الجنوبية الرئيسية إلى مصر، وقال سكان إن بعضها دخل مناطق بشرق المدينة لكن إسرائيل لم تدفع بعد بأعداد كبيرة من الجنود إلى داخل المدينة منذ بدء عملياتها هناك هذا الشهر.
وقال بيني جانتس الوزير بحكومة الحرب الإسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقت من رفح “تثبت أن (قوات الدفاع الإسرائيلية) يجب أن تعمل في كل مكان لا تزال حماس تعمل منه”.
وقال مكتب وزير الدفاع يوآف جالانت في بيان إن الوزير أجرى تقييما للعمليات من داخل رفح حيث تلقى إفادة عن “عمليات القوات فوق الأرض وتحتها، فضلا عن تكثيف العمليات في مناطق أخرى بهدف تفكيك كتائب حماس”.
وحث إيتمار بن جفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، وهو ليس عضوا في حكومة الحرب الإسرائيلية، الجيش على مهاجمة رفح “بكل قوة” وذلك في منشور على منصة إكس.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 36 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس مجتمعات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
واستمر القتال يوم الأحد أيضا في منطقة جباليا بشمال غزة، وهي منطقة مكتظة بالمباني شهدت في وقت سابق من الحرب قتالا عنيفا على مدى أسابيع. وقال الجيش إنه عثر في إحدى مداهماته على موقع لتخزين الأسلحة داخل إحدى المدارس يحتوي على العشرات من أجزاء الصواريخ وقطع السلاح.
ونفى الجيش تصريحات حركة حماس بأن مقاتلين فلسطينيين أسروا جنديا إسرائيليا.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن 10 أشخاص لقوا حتفهم وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلا في حي قريب من جباليا.
* محادثات الهدنة
تعثرت منذ أسابيع الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف القتال وإعادة أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة لكن هناك بعض المؤشرات على التحرك بعد اجتماع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ورئيس وزراء قطر التي تشارك في جهود الوساطة.
وقال مصدر مطلع يوم السبت إن قرارا اتُخذ باستئناف المحادثات بعد هذا الاجتماع.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أو جنسيته “في نهاية الاجتماع، تقرر أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أمريكية نشطة”.
لكن مسؤولا في حماس نفى في وقت لاحق من يوم السبت ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية عن استئناف المحادثات في القاهرة يوم الثلاثاء.
وقال المسؤول لرويترز تعليقا على التقارير “لا يوجد موعد”.
وقال مكتب نتنياهو إن حكومة الحرب ستبحث المقترحات الجديدة.
وقال مسؤول آخر هو القيادي في حركة حماس عزت الرشق “حول ما يُتداول بخصوص المفاوضات، لم يصلنا شيء من الوسطاء”.
وأضاف “المطلوب بشكل واضح هو (وقف العدوان بشكل دائم وكامل) في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها… هذا ما ينتظره شعبنا، وهذا هو المرتكز ونقطة البداية… لأي شيء”.
وبينما تسعى إسرائيل إلى إعادة الرهائن، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا إن الحرب لن تنتهي لحين القضاء على حماس.
* شاحنات المساعدات تدخل غزة
تواجه إسرائيل مطالبات بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على شن الحرب التي تسببت في دمار واسع النطاق وتفشي الجوع في أنحاء القطاع.
وقال خالد زايد المسؤول في الهلال الأحمر المصري لرويترز إن من المتوقع أن تدخل 200 شاحنة مساعدات بينها أربع شاحنات وقود يوم الأحد عبر معبر كرم أبو سالم.
يأتي ذلك بعد اتفاق بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والمصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة على إرسال المساعدات بشكل مؤقت عبر معبر كرم أبو سالم.
وشاركت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة في مصر مقطعا مصورا على منصة التواصل الاجتماعي إكس يظهر ما قالت إنها شاحنات مساعدات عند دخولها معبر كرم أبو سالم الذي كان قبل تجدد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محطة العبور التجارية الرئيسية بين إسرائيل ومصر وغزة.
ومعبر رفح مغلق منذ نحو ثلاثة أسابيع حين سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر وصعدت هجومها على المنطقة في السادس من مايو أيار الجاري.
وتشعر مصر بقلق متزايد إزاء احتمال دخول أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى أراضيها من غزة، وترفض فتح جانبها من معبر رفح.
وتقول إسرائيل إنها لا تقيد تدفق المساعدات وفتحت نقاط عبور جديدة في الشمال بالإضافة إلى التعاون مع الولايات المتحدة التي أقامت رصيفا عائما مؤقتا لإيصال المعونات.
(شارك في التغطية الصحفية يسري محمد – إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد وعلي خفاجي)