المصادر التلفزيون العربي – وكالات
19 مارس 2025
يعيش سكان قطاع غزة مجددًا رحلات النزوح والترحال تحت القصف الإسرائيلي – غيتي
استشهد 14 فلسطينيًا على الأقل منذ الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء جراء الغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت مناطق عدة في قطاع غزة المحاصر.
وعاش قطاع غزة ليلة دامية أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل عدوانها فجر الثلاثاء، بشكل مفاجئ من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، واستهدف المدنيين وقت السحور.
ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
قصف خيام النازحين
وأفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بأنّ 13 شخصًا بينهم أطفال استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة “فرانس برس”: إن “الاحتلال نفذ عدة غارات منتصف الليل وفجر اليوم وأسفرت عن 13 شهيدًا بينهم عدد من الأطفال والنساء وعشرات المصابين”، مشيرًا إلى أنها طالت “خيامًا للنازحين في خانيونس ومنزلًا في مدينة غزة”.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، منزلًا في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي صالح الناطور.
وأفاد الناطور بأن الغارة على حي الصبرة هي واحدة من عدة هجمات تكثفت منتصف الليل، في مناطق مختلفة من القطاع، بمواكبة مروحيات عسكرية تعمدت إطلاق صواريخ على مواقع متفرقة في القطاع، حيث استشهد كذلك 4 مواطنين وأصيب آخرون بعد استهداف خيمة في منطقة مواصي خانيونس.
وأكد مراسل التلفزيون العربي أن حوالي 70% من الشهداء الذين قضوا مع بداية استئناف العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال.
وأدى استئناف العدوان على القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى استشهاد أكثر من 400 مواطن وإصابة مئات آخرين، حيث انقلبت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة “حماس” وفصائل المقاومة، والذي استمر نحو 60 يومًا منذ إبرامه.
نتنياهو يتوعد
وتأتي الهجمات الأخيرة للاحتلال، مع إطلاق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحذيرًا، ليل أمس الثلاثاء، بأن الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة “مجرد بداية”، مشدّدًا على أن الضغط العسكري “لا غنى عنه” لضمان عودة الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس.
وبينما توعّدت تل أبيب بمواصلة القتال في غزة حتى “إعادة الرهائن”، رأى القيادي في حماس سامي أبو زهري أن إسرائيل تحاول “فرض اتفاق استسلام” على الحركة، متهمًا الولايات المتحدة بأنها “شريكة في التصعيد”.
وليل أمس الثلاثاء، حضّت الحركة في بيان “الدول الصديقة والداعمة لعدالة القضية الفلسطينية على ممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية لوقف هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزّل”.
وقال نتنياهو في مداخلة متلفزة مساء: إن حماس “شعرت بقوتنا في الساعات الـ24 الأخيرة. وأريد أن أؤكد لكم ولهم: إنها مجرد بداية”، وفق قوله.
وجاءت تصريحاته ردًا على بيان لمنتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين اتّهمه بـ”التضحية” بالمحتجزين في غزة بعد قراره استئناف الحرب، حيث أضاف نتنياهو بأن المفاوضات حول الإفراج عن المحتجزين الذين لا يزالون في غزة “لن تجرى من الآن فصاعدًا إلا تحت النار”، معتبرًا أن الضغط العسكري “لا غنى عنه” لضمان عودتهم.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال اجتماع مجلس مدراء اللوبي الأميركي المؤيد لإسرائيل، يوم أمس: “لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية التوجيهية” (آيباك) وفق بيان لمكتبه: “لقد قصفنا أهدافًا لحماس وأهدافًا إرهابية أخرى في غزة. هذا ليس هجومًا ليوم واحد. سنواصل العملية العسكرية في الأيام المقبلة”.
تنسيق أميركي
وقالت الحكومة الإسرائيلية: إن الضربات تم شنها بـ”تنسيق كامل” مع الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية، التي اعتبرت أن حماس “اختارت الحرب” برفضها الإفراج عن الأسرى.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي خلال لقائه مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنّ تل أبيب لم يكن لديها “بديل من استئناف العمليات العسكرية”، مضيفًا أنّ تل أبيب “وافقت على مقترحات مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار، لكن حماس رفضتها مرتين”، وفق زعمه.
ولاقى استئناف العدوان الإسرائيلي سلسلة إدانات دولية وعربية، وكذلك فعلت روسيا وتركيا وإيران، والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يقارب 48577 مواطنًا فلسطينيًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 112.041، نحو 72% منهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

“يداك ملطختان بالدماء”.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
المصادر وكالات
19 مارس 2025

تظاهر آلاف الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، في القدس الغربية، احتجاجًا على قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، واستئناف العدوان على غزة يوم الثلاثاء الدامي الذي خلّف 436 شهيدًا بقصف متفرق على القطاع.
وشارك في التظاهرة التي جرت قرب مبنى البرلمان وتعد الأكبر منذ أشهر، عائلات وأقارب المحتجزين في غزة، ومعارضين لرئيس الوزراء.
وأفاد موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري العبري بأن “آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة يتجهون نحو مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، عقب مظاهرة حاشدة خارج الكنيست”.
وأضاف الموقع: “توافد المتظاهرون من جميع أنحاء البلاد إلى القدس صباح اليوم احتجاجًا على استئناف القتال في غزة ومحاولات نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار”.
“يداك ملطختان بالدماء”
وقد حمل الناشطون الذين يقودون المسيرة لافتة كبيرة كُتب عليها: “كفى حكومة الدمار” .
وهتف المتظاهرون ضد رئيس الوزراء وهم يرتدون قفازات حمراء “يداك ملطختان بالدماء”، و”أنت الرئيس وأنت الملام”.
ويأتي ذلك في ظل انتشار كبير لقوات الشرطة الإسرائيلية في المنطقة.
وحمل متظاهرون آخرون لافتات كتب عليها “الضغط العسكري سيقتلهم” في إشارة إلى المحتجزين، و”أنقذوا إسرائيل من نتنياهو”.
ورأى أقارب المحتجزين أن إعطاء رئيس الوزراء الضوء الأخضر لاستئناف الضربات على القطاع يعني “التضحية” بالمحتجزين.
وتم توجيه دعوات منذ يومين لتنظيم تظاهرات كبيرة احتجاجًا على قرار نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار.
كما يطالب المتظاهرون “بالعمل من أجل إطلاق الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة”، وفق المصدر ذاته.
وكان من المقرر أن تنعقد الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، من أجل النظر في قرار نتنياهو إقالة بار من منصبه، ولكن تم تغيير الموعد إلى أجل غير مسمى.
ولم يتحدد موعد جلسة الحكومة التي ستنظر في قرار إقالة بار الذي شارك في الأيام الماضية بعدة اجتماعات تم خلالها إقرار استئناف الهجمات على غزة.
رفض لقرار إقالة بار
ومساء الثلاثاء، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن نحو 40 ألف إسرائيلي شاركوا في احتجاج يقوده “منتدى الجنرالات”، الذي يضم العديد من الرؤساء السابقين لمؤسسات أمنية إسرائيلية، رفضًا لاعتزام الحكومة الموافقة على إقالة بار.
ويتهم المتظاهرون نتنياهو باستغلال الحرب على غزة، للتهرب من الانتقادات الداخلية وتركيز السلطة بيد السلطات التنفيذية.
وكان مشروع الإصلاح القضائي، الذي يهدف إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا، قد أدى إلى حركة احتجاجية ضخمة في بداية عام 2023، أثارت انقسامًا في إسرائيل.
ومساء الأحد، أعلن نتنياهو أنه قرر إقالة بار لـ”انعدام الثقة” فيه، وذلك ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أن يُعرض القرار في اجتماع حكومي.
وفجر الثلاثاء، استأنف نتنياهو حرب الإبادة على غزة، متنصلًا من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين مع “حماس” استمر 58 يومًا منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وكثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها، بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت المدنيين؛ ما أسفر عن “436 شهيدًا وأكثر من 678 إصابة”، وفق وزارة الصحة بالقطاع.