قضايا وناس- بيروت
العربي الجديد
25 سبتمبر 2024
نازحات في مركز إيواء في بيروت – 23 سبتمبر 2024 (حسين بيضون)
في اليوم الثاني من العدوان الإسرائيلي على لبنان، كشفت “لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية” أنّ عدد الشهداء في لبنان بلغ، منذ صباح أمس الاثنين حتى مساء اليوم الثلاثاء، 564 شهيداً، من بينهم 50 طفلاً، إلى جانب 1850 جريحاً، وذلك بحسب ما أفاد منسّق اللجنة ناصر ياسين، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال. وأشار ياسين، في هذا الإطار، إلى استشهاد وجرح عدد من المسعفين والعاملين في الشؤون الصحية والإنسانية والمدنية.
وبيّن ياسين، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، أنّ عدد المدارس الرسمية التي تحوّلت إلى مراكز إيواء وصل إلى 252 مدرسة في مختلف محافظات البلاد، فيما بلغ عدد النازحين الذين لجأوا إليها من البقاع (شرق) والجنوب خصوصاً نحو 27 ألفاً، مشيراً إلى تنسيق مع المحافظين والسلطات والإدارات المحلية لتأمين وتحديث المعلومات بشكل دائم.
وأوضح منسّق اللجنة أنّ خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، بدأت عملية توزيع المساعدات الأساسية وحصص النظافة الشخصية ونظافة الأمكنة حيث يوجد نازحون، بالإضافة إلى وجبات غذائية لنحو 20 ألف شخص، مؤكداً أنّ العمل مستمرّ لتأمين الاحتياجات الأساسية. يُذكر أنّ النازحين، الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية، تركوا بمعظمهم بيوتهم ومناطقهم من دون أن يحملوا معهم أيّ متاع، ولا سيّما أنّهم تفاجأوا بالغارات التي راحت تنفّذها المقاتلات الإسرائيلية مستهدفةً بها المناطق السكنية.
وإذ لفت ياسين إلى أنّ نقصاً يُسجَّل في أعداد الفرش بمراكز الإيواء، قال إنّ التنسيق جارٍ مع وزير الصناعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان في هذا السياق. وشرح أنّ ثمّة مصانع فرش لم تتمكّن من إرسال البضائع المطلوبة، في ظلّ القصف الإسرائيلي المتواصل، خصوصاً في منطقة شتورا والبقاع الأوسط (شرق)، وبالتالي تعمل لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية على تذليل العقبات، وقد اشترت الهيئة العليا للإغاثة آلاف الفرش لتوزيعها.
وأكّد ياسين أنّ “المدن والبلدات الجنوبية والبقاعية والضاحية (الجنوبية لبيروت) تتعرّض، منذ يوم أمس، لأبشع أنواع التدمير الممنهج والقتل والمجازر التي أدّت إلى تهجير عشرات آلاف المواطنين إلى مناطق أكثر أماناً، خصوصاً في جبل لبنان وعاليه والشوف والبقاع الغربي وزحلة وبيروت والشمال (في زغرتا وعكار وطرابلس) وغيرها”. وتحدّث عن “تفعيل غرفة العمليات الوطنية، وغرف العمليات المناطقية، وعمل الهيئة العليا للإغاثة”، شارحاً أنّ الأخيرة تعمد “من مخزونها ومن مستودعاتها، إلى جلب الاحتياجات الأساسية وتوزيعها على النازحين”. وتابع أنّ “التعاون يُفعَّل مع المنظمات الإنسانية والدولية والهيئات الدولية العاملة في لبنان”، علماً أنّ هذا التعاون “كان قد بدأ سابقاً، تحسبّاً لتهجير واسع، وهو ما نواجهه منذ يوم أمس”.
في سياق متصل، أفاد منسّق “لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية” بأنّ ثمّة “تواصلاً مع الجهات المانحة والدول الصديقة لتأمين مساعدات فورية”، مشيراً إلى أنّ “الدول الصديقة، خصوصاً العربية منها، أرسلت مساعدات أو أمّنتها فيما أبدت أخرى استعدادها لإرسال مساعدات”. وأكمل أنّ “بدورنا، نحضّر لاحتمال إقامة جسور جوية من أجل تأمين مساعدات إنسانية ملحّة، خصوصاً في ما يتعلّق بمراكز الإيواء والشؤون الطبية والصحية (عموماً) والمسائل الخاصة بالأطفال وعائلاتهم”.
ولم يخفِ ياسين أنّ لجنته سوف تطلب، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساعدات مباشرة، حتى تكون مؤمّنة بسرعة، لافتاً إلى “تحديات كثيرة في هذه اللحظة. ومهما فعلنا، سنبقى مقصّرين في حقّ النازحين”. وقال: “نحاول تأمين اللوازم والاحتياجات الأساسية الكافية لأكثر من شهر، على أمل أن تنتهي الحرب قبل ذلك الحين”. وأشار وزير البيئة إلى أنّ “في المقابل، ثمّة مسار دبلوماسي في نيويورك يشارك فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أجل شرح وجهة نظر لبنان من هذه المجازر والاعتداءات (الإسرائيلية)”، مشدّداً على أنّ “عدد الشهداء الذين سقطوا في أقلّ من 24 ساعة يجب أن يخيف من يجتمع في مجلس الأمن الدولي ويدفعه إلى تحمّل مسؤولياته”.
صيدا… أزمة إنسانية متصاعدة مع تدفق النازحين من الجنوب اللبناني
تشهد مدينة صيدا تدفقاً كبيراً للنازحين من جنوب لبنان، هرباً من العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثاني. وتحولت المدارس إلى مراكز إيواء، واكتظت الشوارع بالسيارات. كذلك تعمل البلدية والمتطوعون على توفير الاحتياجات الأساسية، وسط تحديات كبيرة في استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين وتلبية احتياجاتهم الملحة.