قناة فيصل القاسم الرسمية على تلغرام
هذا السؤال وجهته الى صديقنا وأخينا الاستاذ رامي الشاعر المستشار المقرب جداً من دوائر صنع القرار في روسيا، فكانت إجابته مدهشة:
الطيران الروسي لا يمكن ان يقوم بأي عمليات ضد الشعب السوري، وروسيا تعي تماماً بأن الاحداث التي تجري اليوم في الشمال السوري وخاصة في حلب هي نتيجة المماطلة من قبل النظام في دمشق في التجاوب بالبدء في عملية الانتقال السلمي للنظام والوضع الحالي في سوريا الي نظام جديد يتوافق مع تطلع جميع مكونات الشعب السوري العرقية والطائفية. ولقد سعت روسيا ومجموعة دول أستانا من خلال المساهمة بفرض نظام التهدئة علي جميع الأراضي السورية كي ينضج العامل السوري الداخليّ للبدء بعملية الانتقال السلمي الي نظام حكم جديد في سوريا حسب ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢٥٤ ومخرجات مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري السوري عام ٢٠١٨، ولكن للأسف طال انتظار عامة الشعب السوري ، ويرافق ذلك تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد ، وللحق فقد اصبح وضع الشعب كارثياً ، فاليوم القضية ليست قضية النصرة كما يحاول البعض تصويرها، وإنما واقع الأمر يؤكد رغبة مالا يقل عن ٧ ملايين من الشعب السوري في ايجاد مخرج وحل للوضع الكارثي الذي يعانون منه ، وبالإضافة إلى ذلك هناك احتقان شعبي ايضا في جنوب سوريا ، وهذا يعني أن الوضع العام الحالي في سورية لم يعد يحتمل. أعود مرة اخري لسؤالكم بشأن احتمال تدخل الطيران الروسي في احداث حلب لأكرر بأن روسيا لايمكن بأي حال من الاحوال ان تتدخل في هذه التطورات ضد إرادة الشعب السوري. روسيا يمكن ان تتدخل فقط ضد أنشطة التنظيمات الأرهابية والمعترف بها دوليا كتنظيمات ارهابية ،،ولكنّ احداث اليوم لا يمكن تصنيفها علي أنها نشاطات ارهابية ، أو ان ورائها تحريض من قبل تركيا، بل العكس من ذلك تماماً ، فالمماطلة من قبل النظام في دمشق لبدء الحوار مع تركيا ، والتجاوب مع مبادرة الرئيس التركي اردوغان لعقد لقاء مع الرئيس بشار الاسد ، قد اسفر عن هذا التدهور الحالي للوضع والذي قد يمتد الي ابعد من ذلك . ولذا فإن الحل الوحيد للخروج من هذه الكارثة هو البدء الفوري للحوار السوري السوري من اجل الشروع في الانتقال إلى نظام حكم جديد في سوريا.