بحلول عيد الفطر المبارك على الأمة العربية والإسلامية ، وفي خضم الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني المكلوم والمظلوم ، نستذكر القصيدة الرائعة ” ياعيد عذرا ” للشاعر الكبير نزار قباني الذي قرأ حال العرب عامة والفلسطينيين خاصة وقد حل عليهم العيد وهم تحت وطأة الاحتلال ، باستشراف عجيب لواقعنا العربي ومستقبله قبل أن يقع ..
عن العيد قال الشاعر الكبير نزار قباني:
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ…
يا عيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً.. وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ…
أين المراجيح في ساحات حارتنا.. وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ…
الله أكـبر تعـلو كل مئذنة.. وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ…
أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها.. يا روعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ…
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ.. وفرن منزلنا في الليل مصباحُ…
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا.. ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ…
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم.. فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ…
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا.. نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ…
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟ وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ…
وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم.. نحو المقابر زوَّاراً وما ناحُوا…
لكن أفئدة بالحزن مظلمة.. وأدمع العين باﻷسرار قد باحُوا…
كنا نخطِّط للأطفال حلمهم.. ونبذل الجُّهد هم للمجد أرواحُ…
تآمر الغرب و اﻷعراب واجتمعوا.. فالكل في مركبي رأس و ملَّاحُ…
وأين أسيافنا والجَّيش عنترة.. وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا…
يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا.. مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراح
نستقبل العيد بالتهنئة والدعاء والأمل؛
كل عام وأنتم وأحبتكم بخير وسعادة وصحة ورضا من الله، جعلكم الله ممن تقبل الله صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم. وممن أخرجهم من رمضان مغفورا لهم.
لابد للمسلم أن يفرح بالعيد، ويفرح من حوله. ويتبادل معهم التهنئة،
أقول هذا والقلب يعتصره الألم على أهلنا في غزة العزة، الذين يعيشيون تحت القصف والقتل من العدو الصهيوني، والخذلان من القريب قبل الغريب، لكني على يقين أنهم بصمودهم وتضحياتهم. وما يوقعوه من خسائر في العدو وما أنجزوه من كشف طبيعة هذا النظام الغاصب، وهشاشة بنيانه. وأنهم بما صنعوه ويصنعونه جعلوا لهذا العيد معنى إضافيا يحمل بين طياته الأمل بالمستقبل الحقيقي للأمة كلها. فجزاهم الله كل الخير، وتقبل شهداءهم في عليين، وكتب لهذه الأمة النصر على أيديهم.
كل عام والجميع بخير، وأمتنا في كل أمصارها بخير راهن أو مرتقب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
د. مخلص الصيادي