المرصد السوري لحقوق الانسان
أغسطس 31, 2023
قالت الأمم المتحدة إن دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر معبر “جيلوه غوزو” التركي، يقابله باب الهوى على الجانب السوري، لم يُستأنف بعد برغم التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص مع النظام السوري.
وسيكون 15.3 مليون سوري بحاجة لحماية ومساعدات إنسانية خلال 2023، وهو أعلى رقم منذ بدء الصراع في عام 2011.
وفي يوليو الفائت فشل مجلس الأمن الدولي في تجديد آلية المساعدات الأممية إلى سورية بسبب استخدام روسيا (حليفة النظام) حق النقض الفيتو.
وقال محمد يحيى مكتبي، الأمين العام الأسبق للائتلاف وعضو الهيئة السياسية حاليا، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه منذ استخدام الفيتو الروسي المُدان على قرار تمديد دخول المساعدات الإنسانية لم تتوقف المعارضة المتمثلة في الائتلاف عن مخاطبة الأمم المتحدة والدول المعنية بالشأن السوري والتواصل معها ، لإيجاد البدائل المناسبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية الضرورية للسوريين في مناطق شمال غرب البلاد، لكنها سجلت إستجابة قاصرة جداً، في كل لقاء نؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي في إيجاد تلك البدائل وألا يُترك الشعب السوري لتزداد معاناته، ولن نتوقف عن تلك المطالبات حتى نصل إلى هدفنا وعودة إيجاد المساعدات الإنسانية، مع تأكيدنا أن الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني لا يألون جهداً رغم ضعف وشح الإمكانات لتلبية احتياجات أهلنا بقدر ما هو ممكن ومتاح”. .
وفي سؤال المرصد السوري عن دور الأمم المتحدة التي تتغنى بديباجة حقوق الإنسان، قال: هذا هو السؤال الكبير المُطروح على (الأمم المتحدة) المنظمة الأممية التي نعتقد أن من مسؤولياتها عدم الاستسلام للفيتو الروسي الظالم المُهدد للقُوت اليومي لمئات الآلاف من السوريين وإيجاد البدائل بأسرع وقت ممكن.”.
وعلق عضو اللجنة الدستورية والقيادي في هيئة التنسيق الوطنية، محمد علي الصايغ، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،
عن قرار تجويع الملايين بشمال غرب سورية، قائلا: ما نعرفه أن الحكومة السورية سمحت بمرور المساعدات عبر المعابر لمدة ستة أشهر ، وقد أعلمت الأمم المتحدة عن طريق سفيرها بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية ضمن هذه المدة .. إلا إذا كان هناك شروط مقابل السماح التي لم يتم تنفيذها من الأمم المتحدة “..
وأضاف: لا شكّ أن إنقطاع المساعدات سيؤدي إلى وضع كارثي مضاعف في ظل التدهور الاقتصادي ومستوى المعيشة الذي وصل تحت مستوى الفقر بكثير ،حيث يكابد 90 % من المواطنين السوريين الفقر، إذا كان المجتمع الدولي عاجزا عن إدخال المساعدات والمواطن السوري لوحده يدفع ثمن الصراع الدولي الذي خلفه الفيتو الروسي المتكرر ، وإذا كان المجتمع الدولي يدير ظهره للملف السوري ولا يفعل شيء بما يخص القضية السورية ، والأنكى من كل ذلك أن المجتمع الدولي يدير ظهره حتى للمسائل الإنسانية سواء المساعدات أو المعتقلين والمغيبين ..”.
وعن دور المعارضة قال: ما الذي يمكن أن تفعله المعارضة السورية المنقسمة والمتصارعة والمرتبط جزء منها بأجندات خارجية ..؟”.
ويعتقد السياسي السوري أن الأمم المتحدة إذا أرادت أن تتحرك ستفعل ذلك بأوامر الدول الكبرى، : إذا أرادت الأمم المتحدة إدخال المساعدات فإنها تستطيع عبر العديد من الإجراءات ومن بينها الإتفاق ليس مع الحكومة المؤقتة في الشمال السوري أو الفصائل وإنما مع أطراف المجتمع المدني عبر إتفاق بينهما .. وأعتقد أن الأمم المتحدة إذا أرادت فلن تعدم الوسيلة ولها بخبراتها الدولية الطويلة أن تجد مخرجا لايصال المساعدات الإنسانية .. “.
وتابع: ما يقال عن المنظمة الأممية وحقوق الانسان هي شعارات دعائية لا أكثر ويعرف جميع الباحثين والمهتمين والعاملين في مجال حقوق الإنسان أن الشعارات شيء والسياسة الدولية شيء ٱخر ، السياسة الدولية قائمة على المصالح فقط ولا تتعامل حتى بالحدود الدنيا وفقاً لمعايير حقوق الانسان، وهي تطرح شعارات وتهاجم الدول وقد تفرض عليها عقوبات اقتصادية تحت يافطة عدم إلتزامها بحقوق الإنسان ، ولكنها بالحقيقة هي تضغط على الدول من أجل رضوخها لمصالحها وأجندتها الخاصة”.