تصريح صحفي
مصالحات النظام والتهجير القسري لأهالي منطقة الفرات..
يمرّ الشعب السوري في المناطق التي تسمى محررة والتي يطبق عليها قرار المصالحات بظروف معيشية واقتصادية في غاية السوء والحرمان، الذي تفرضه إجراءات ومراسيم الدولة عبر حكومتها التي اتسمت بالفساد والإفساد الإداري والمالي، حيث تستمر معاناته نتيجة الحرب التي تمثّلت بالقتل والتدمير ومصادرة الأملاك والتهجير القسري في المناطق التي طبق فيها هذا القرار. إضافة إلى اضطرار نسبة كبيرة من المواطنين السوريين إلى النزوح الداخلي أو اللجوء الخارجي.
ورغم تلك الظروف السيئة، لم يعمل النظام على البحث الجاد عن حلٍ سياسي وفق القرار الدولي رقم 2254، الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر عام 2015. بل ذهب مع الراعي الروسي نحو ما يسمى مبدأ المصالحات بينه وبين أهالي المناطق التي دخلها والرافضة لاستبداده، وهذا يؤكد أنه عمل ذلك لكي يلتف على جوهر الحل السياسي في البلاد القاضي بضرورة الانتقال السياسي إلى نظام دولة المؤسسات والمواطنة الحقيقية.
مبدأ المصالحات يعني بالدرجة الأولى إظهار النظام السوري وكأنه يعمل على الجنوح نحو السلم الأهلي، متناسياً ومتقصداً القفز فوق ما ارتكبه من جرائم في حربه ضد الشعب السوري، ويعني أيضاً العمل على إعادة تأهيله دون تغييرات جوهرية في بنيته السياسية التي ثار ضدها السوريون.
لهذا تبدو محاولة تمرير ما يسمى بالمصالحات وكأنها دعوة للاستسلام الشعبي لإرادة القتل والتدمير، وهذا ما ظهر في مصالحات حوران والمصالحات الحالية في مناطق محافظة دير الزور الخاضعة لقوات النظام السوري.
إن مروجي دعوات المصالحة يعملون على إيهام شعبنا بأن المصالحات هي الطريق لاستعادة السلم الأهلي، في وقت يُفرض على الشعب نسيان ضحاياه الأبرياء، وأنهم يطلبون العفو والمغفرة، في وقت يجب فيه أن يحدث العكس.
إننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية..
نجد أن الاستمرار بهذا النهج لن يبني وطناً ولا يصنع مواطنة ولايستعيد السيادة من القوى المحتلة، بل أن هذا النهج يكرّس العبودية، سيما وأن الراعي الروسي لم يف برعايته. وأن الضمانات المقدّمة ليست أكثر من ضمانات وهمية وهي عبارة عن حبرٍ على ورق.
إن المصالحة مع الشعب تقتضي بالضرورة التغيير الجذري والشامل لبنية النظام بما يحقق الالتزام بالعملية السياسية وفق قرارات الشرعية الدولية، وتأمين مستلزمات العيش الكريم للشعب، والتخلي عن أساليب الاعتقال والقمع وتخوين الشعب ووصمه بالإرهاب، في وقت يعرف العالم، من يمارس هذا الإرهاب ضد الشعب السوري.
الرحمة للشهداء.. الحرية للمعتقلين من سجون الأسر.
20/11/2021 المكتب الإعلامي