-هداس رغولسكي –
إعلامية إسرائيلية – صحيفة معاريف
6/11/2025
((بدت نيويورك يوم الانتخابات شبه مملة. فقد جرت الانتخابات المصيرية دون فرحة بالونات زرقاء – حمراء، ودون إعلانات على كل عامود كهرباء، ودون مركبات حملة انتخابية صاخبة. وانتقل المركز إلى الشبكات الاجتماعية.
وقف على خط النهاية مرشحان إشكاليان على طرفي الخريطة السياسية: أندرو كومو، الحاكم السابق الذي اعتزل المنصب بعد أن اتهم بتحرشات جنسية وكان في هذه الانتخابات ممثل المؤسسة الديمقراطية الكلاسيكية، ومنافسه زهران ممداني ابن 34، مسلم، من مواليد أوغندا، تربى في كوينز، مؤيد معلن لحقوق الفلسطينيين، وذو مواقف لا إسرائيلية حادة، وممثل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي. وكان هناك أيضاً مرشح ثالث، الجمهوري كيرتس سيلفا، لكن المعركة الحقيقية جرت داخل الحزب في المدينة الديمقراطية والأهم في العالم.
من زاوية نظر إسرائيلية، فإن تلك الانتخابات تناولت إسرائيل أولاً وقبل كل شيء. لكن في نظر الكثير من النيويوركيين، ولا سيما الشبان منهم، كان المحدد اجتماعياً – اقتصادياً؛ فأجرات الشقق أمر خرج عن السيطرة، والمواصلات العامة متعثرة، والمنظومة الضريبة تخدم القمة وتهمل القاعدة. وعد ممداني بوضع حد لهذا: تقييد إيجار الشقة، والاستثمار في المواصلات وجعلها سهلة الوصول، وفرض الضرائب على الأغنياء لتمويل كل هذا المرح. الشبان اشتروا هذا وملأوا البارات والساحات بـ “طاقة النصر”. سكان سود، مختلطون، لاتينيون وبيض احتفلوا معاً بما اعتبروه نصراً للجيل الجديد.
وثمة ارتباك سجل في أوساط الجالية اليهودية في المدينة. بالمقابل، وعد ممداني -الذي لم يكف عن التصريحات المتطرفة ضد إسرائيل- باقتطاع ميزانيات منظمات أمريكية تتبرع لجهات إسرائيلية تعمل في “المناطق” أيضاً، الخطوة التي تهدد الكنس أو المنظمات المؤيدة لنجمة داود الحمراء أو الصندوق القومي لإسرائيل. وهذا الأسبوع، هدد بوقف التعاون بين جامعة CUNY والتخنيون. خطواته كرئيس لمدينة تضم أكثر يهود العالم، كفيلة بأن تؤثر على العلاقة بين يهود الولايات المتحدة وإسرائيل.
علمت إسرائيل أن يهوداً كثيرين أيدوه. أغلبية أولئك الذين التقيتهم قالوا إنهم لم يؤيدون ممداني، لكن بعضهم اعترف بأن حضوره كشخص، مضافاً إليه الرسائل عن العدالة الاجتماعية والمساواة، تصدح داخل الجالية اليهودية، ولا سيما في أوساط الشبان والتقدميين. فوزه خطير ليس فقط لأنه مناهض لإسرائيل، بل لأن الشعبوية التي يجلبها، تبقي إسرائيل بلا عنوان في الجيل الجديد للولايات المتحدة.
إن عدد الأحداث اللاسامية آخذ في التزايد، وسجل في نيويورك عدد الأحداث الأكبر في الولايات المتحدة. وأعرب ممداني عن مواقف ليست لاإسرائيلية فحسب، بل مواقف تقترب من اللاسامية. وعليه، ثمة تخوف حقيقي من خطواته المتوقعة.
بات واضحاً اليوم أن إسرائيل لم تتمكن حتى من الحفاظ على مؤيديها التاريخيين في الولايات المتحدة. 75 في المئة من اليهود يصوتون للديمقراطيين، وقسم كبير منهم لم يعد مع إسرائيل. التأييد الذي فقدته لن يعود بسهولة.))

