كلمة الأخ عبد المجيد حمو ( رحمه الله )عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي
في المؤتمر الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن بتاريخ 4 / 6 / 2014
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “…
الأخوة أعضاء المؤتمر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري .. الأخوة الكرام أعضاء الأمانة العامة ..الأخ العزيز الأمين العام سلطان العتواني ..الأخوة الحضور من الوفود والضيوف الأكارم :
جئت من سوريا الوحدوية مشاركة من حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وأمينه العام الأخ حسن عبد العظيم الذي شرفني في حضور أعمال مؤتمركم الحادي عشر بناء على دعوة كريمة من حزبكم الغالي وأمينه العام الأخ سلطان العتواني :
من سوريا بلد الأحرار والعروبة .. سوريا البلد الذي يقتل فيه الإنسان وتدمر فيه البلدان من اجل الخلاص من الاستبداد والفساد ، كما يقتل أيضا لمحاربة الإرهاب والمؤامرات التي لم تتوقف كما يقول النظام ، ويقتل لإقامة الإمارات الإسلامية وعلى كافة المذاهب واجتهادات مشايخها العتاة ، كما يعتقل ويشرد لإقامة كانتونات عرقية تحت مسميات مختلفة وصولاً للانفصال والتقسيم .. إن الحل الأمني أوصل الوطن لطريق مسدود ولابد من صب الجهود ومن كل الحريصين على سلامة الوطن والشعب على الحل السياسي.
إن إخوتكم من الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة يرون في مؤتمركم الحادي عشر وضرورة المشاركة فيه واجباً قومياً يشد أزرنا وأزركم في ضوء ثورة الشعب اليمني السلمية في شهر شباط ” فبراير” ٢٠١١ الذي حقق في مرحلته الأولى إزاحة رئيس النظام وأعوانه ، وانجاز حوار وطني شامل ، شكلت مخرجاته خريطة طريق يتوجب وضعها موضع التطبيق بكل الروح الوطنية الجادة والحريصة ، إن الشعب الذي حقق الخطوة الأولى من ثورته كفيل بمتابعة الطريق وعدم الانزلاق للعنف والاقتتال تحت أي مسمى . نحييكم انطلاقاً من وحدة الألم وصولاً لوحدة الأمل ، في بناء أقطارنا بناءً وطنياً لكل المواطنين بناءً ديمقراطياً مدنياً تعدديا يضع الأرضية الصلبة لانجاز حلمنا في تحقيق الوحدة العربية .
ما الذي يجري في سوريا ؟ سؤال يخطر ببال الجميع ويتألم له ، يتطلب الإجابة الدقيقة والشفافة
من مناخ الربيع العربي الذي تجاوز الحدود ولتماثل معاناة الشعب العربي من أنظمة استحكمت بشعوبها عقودا طويلة كان لا بد من انفجار ذلك الاحتقان ومن اصغر الشرر ،
١ً- كانت الشرارة من أطفال درعا في ١٨ آذار ‘ مارس’ عام ٢٠١١ عندما اقتلعت أظافر البعض لكتابات على جدران مدرستهم الابتدائية ، تبعتها تصرفات حمقاء و اهانات أصابت الأهالي وتفجر الغضب الذي ردت عليه السلطة بالقتل والاعتقالات وتطاير الشرر ليصيب الوطن في أغلبيته وكانت شعارات الحراك .. “الشعب السوري ما بينذل.. الموت ولا المذلة ..
٢ً- استمرت الثورة في سلميتها طيلة الستة أشهر الأولى وضمت في صفوفها غالبية قطاعات الشعب مرددة” سلمية ..سلمية .. ” واحد .. واحد .. الشعب السوري واحد ..” واجهها النظام بكل العنف والقتل ، ومن اليوم الأول سقط الشهداء دفاعاً عن الحرية والكرامة ..
٣ً- شجع النظام على التسليح ، وافتعل المجازر وأطلق العنان للعنف وللتهديدات الطائفية بكل الأشكال مما دفع البعض لحمل السلاح دفاعاً عن النفس والعرض والمطالبة بإسقاط النظام .. وتدخل الخارج في دعم التسليح لبعض الفئات من المعارضة وهذا ما كان منتظراً من النظام لتكتمل عناصر المؤامرة الخارجية .
٤ً- من اليوم الأول انخرطت المعارضة الوطنية في حراك الشعب السلمي وتم الاعتقال والتنكيل والتشريد بل والقتل للعديد من أعضائها ومنها حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي .
ومع استمرار الحراك السلمي وتمدد العنف والتدخلات الخارجية الدولية والإقليمية واستعصاء النظام أمام كل الدعوات للإصلاح ومن ثم التغيير وتشبثه بأنه الحزب القائد وتمسكه بالحل الأمني ومحاربة الإرهاب (وقبل أن يعبر الحدود أي مقاتل مهاجر ) . وهنا كان لابد من توجه سياسي شامل للإحاطة بما يجري .
٥ً- بادر حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي ومعه كافة القوى الوطنية ومن خلال التجمع الوطني الديمقراطي ومعظم العناصر والقوى الوطنية في الداخل والخارج الى اللقاء في حلبون بتاريخ 30 / 6 / 2011 في ريف دمشق نتج عنه إعلان تشكيل هيئة التنسيق الوطنية محددة أهدافها .. في رفض الاستبداد والعنف والطائفية والتدخل الخارجي ..
٦ً- لم تتلاقى السلطة ولا الجهات الخارجية الداعمة للعنف مع تلك الأهداف فراح النظام الى رفع وتيرة العنف والقتل والتدمير ، والجهات الخارجية الى استقطاب أدواتها السورية في الخارج من عناصر ليبرالية ودينية وبعض من وقع في فخ العنف من تكوينات الحراك لتشكيل أداتها السياسية معبراً عنها ” باسم المجلس الوطني أولا ثم الائتلاف” مع دعوات صريحة للدعم والتسليح .. وأفشلت القوى الخارجية وبالأخص الولايات المتحدة كل محاولات توحيد المعارضة ولمرات عديدة التي سعت إليها الهيئة.
٧ً- إن إصرار النظام على استمرار العنف وتدفق السلاح لكل الأطراف وبشكل غير مسبوق من روسيا وإيران ، وبيع الوهم بتحقيق الانتصار الحاسم والسريع اسقط الحراك السلمي للشعب وفتح الباب لانفلات العنف وبكل أشكاله وبروز تكوينات مسلحة قبلية وعشائرية واثنيه وتكوينات لا علاقة لها بالسياسة تمارس القتل والنهب والخطف وتفكيك المصانع ونقلها لخارج الوطن او داخله لتجمع ثروات خيالية .
٨ً- هذا المناخ فتح الباب لكل القوى المسلحة الداخلية و التي عبرت الحدود تبحث عن مجال لتنفيذ أجنداتها الخاصة لإقامة دولة الخلافة او إماراتها الإسلامية وعلى مذهب وفتاوى مشايخها وغدا القتل القاسم المشترك لكل المتحاربين من النظام ومناصريه الذين استيقظت لديهم عداوات وأساطير القرون والثأر لها، فهبوا مسارعين لحماية المراقد ورفع الرايات . دون مراعاة لمصير وطن.
٩ً- إن عجز الجامعة العربية ثم عدم جدية وفشل المجتمع الدولي في كل الجهود المبذولة وخاصة في جنيف أمام تعنت النظام ومعارضة خارجية مرتهنة وضعيفة ، وأبعدت هيئة التنسيق وكثير من القوى والجهات التي تنادي بوقف العنف ودعم الحل السياسي ، إلا أن صوت السلاح كان أعلى وترك الأزمة السورية أمام مصير خطير من استمرار القتل والتدمير والتشريد .
١٠ً – إن الخطر المحدق ليس فقط في قتل البشر وتدمير الحجر ، بل مما أصاب الوطن من تهديد لحمته الوطنية حيث بدأت ترتسم على الأرض ملامح أربعة مكونات سياسية لكل منها أعلامها وقواتها وحكوماتها وقوانينها .. وهذا هو الخطر الحقيقي.
١١ً- أمام تلك الصورة تصر المعارضة الوطنية الديمقراطية الداخلية على الحل السياسي أمام استحالة الحسم العسكري ، والذي يمر عبر التفاوض بضمانات دولية وإقليمية وضغط شعبي عربي ودولي من كل القوى والمؤسسات الوطنية والقومية والإنسانية لوقف العنف والبدء بتطبيق مقررات جنيف ١ المتوافق عليها من جميع الأطراف لإجراء تغيير وطني وقيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية تكفل حقوق كافة الأطراف والمكونات وتنهي دولة الاستبداد والفساد .
١٢ً- إن المساعي الأخيرة التي بادرت إليها هيئة التنسيق وعدد من أقطاب المعارضة الوطنية من الداخل والخارج في زيارة القاهرة ولقاء وزير الخارجية المصري لرعاية مبادرة سياسية تستند على توحيد قوى كافة أطراف المعارضة الوطنية على أساس برنامج سياسي مشترك لرؤيتها لكيفية الانتقال الى نظام جديد
صنعاء 4 / 6 / 2014