بيان للرأي العام
لليوم السادس على التوالي والعدو الصهيوني مستمر في حرب مفتوحة على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب المقاومة الفلسطينية “عز الدين القسام” التابعة لحركة حماس بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي، التي جاءت كحق مشروع في مقاومة نظام الفصل العنصري المحتل للأرض الفلسطينية والذي ينتهك على الدوام حرمة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وكمحاولة لإنهاء الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ العام ٢٠٠٧.
تمارس “حكومة إسرائيل” بتركيبتها العنصرية المتغطرسة بزعامة نتنياهو، وبدعم من أمريكا التي تكيل بمكيالين تجاه قضايا الشعوب، سياسة الأرض المحروقة، فتعاقب الحجر والشجر قبل البشر، دون اي وازع انساني، أو تمييز، بكافة صنوف الأسلحة، منها أسلحة محرمة دوليا (كالفسفور الأبيض، بحسب “هيومن رايتس ووتش”)، هذا العقاب الجماعي إنما يتعدى على كافة المواثيق والأعراف الإنسانية، وكذلك القوانين الدولية المتعلقة بالنزاعات المسلحة والتي “تشترط عدم التعرض للمدنيين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم”، لكن حكومة “نتنياهو”، وبعد انقلابها على اتفاقيات السلام مع الدول العربية والسلطة الفلسطينية، فرضت يهودية الدولة بقوانين عنصرية جائرة، وبدأت بطرد الفلسطينيين، أصحاب الأرض التاريخية، وسلب المزيد والمزيد من أراضيهم، ومحاولة ضم الضفة الغربية بغية تحقيق توازن ديمغرافي معهم، والذي استدعى الرد على ذلك، فكانت عملية طوفان الأقصى.
إننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
نحيي حركة المقاومة الفلسطينية الباسلة، ونضالها الوطني من أجل نيل حقوقها المشروعة، بخلاف ما يروج له الاعلام الغربي المضلل، وندين ونستهجن الحصار الظالم، وكافة الممارسات العنصرية من قبل العدو الصهيوني في حربه المفتوحة على قطاع غزة، والتعدي الصارخ على المدنيين العزل الذين يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم وحقوقهم التي كفلتها لهم كل الشرائع السماوية والوضعية.
لذلك فإننا من منطلق أخلاقي وانساني نطالب الأمم المتحدة بالتدخل المباشر عن طريق مجلس الأمن لإيقاف هذه المقتلة التي يتعرض لها سكان غزة، وتأمين الاحتياجات الإنسانية والاغاثية بالسرعة العاجلة، وتجريم ممارسات العدو اللاإنسانية، كما نتوجه إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة بفتح معبر رفح للحالات الإنسانية الطارئة مع تقديم ما يلزم اغاثيا في مثل هذه الظروف الحرجة، والتحرك دبلوماسيا لإيقاف هذه الاعتداءات، كما نتوجه إلى الشعوب العربية للتحرك العاجل لدعم أهل غزة بكل ما يستطيعون، مما يعينهم على تخطي هذه المحنة الكبيرة. والوقوف بحزم ضد التطبيع مع العدو الصهيوني الغاشم، والتحلل من اتفاقات أبراهام التي كانت وصمة عار في جبين الحكومات التي أقدمت على ذلك.
كما نناشد الأحرار المخلصين في العالم، وكافة الجاليات العربية بالتحرك لتنظيم وقفات احتجاجية ضد إسرائيل وأتباعها من صناع القرار بالحرب على غزة، ولدعم أهلها، ومناصرة القضية الفلسطينية، كما نطالب السلطة الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني أن تعمل بإخلاص على توحيد الصفوف، استعدادا للمواجهة الكبرى، وأن تتحرك بقوة في أروقة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتشكيل جبهة ضغط على دولة الاحتلال الغاشمة، والنضال لفرض شروط جديدة عليها.
نؤكد نحن في حزب الاتحاد الاشتراكي ونضم صوتنا إلى الحركة الوطنية السورية بكافة تلاوينها بالوقوف مع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكافة الطرق المشروعة التي تساعده على استرداد كامل حقوقه المسلوبة واستعادة تراب فلسطين ومقدساتها.
الرحمة للشهداء الأبرار الذين قضوا في هذه الملحمة التاريخية،
والشفاء للجرحى والنصر للمقاومة الباسلة، إنها وجدت لتبقى حتى التحرير الكامل.
١٣ / ١٠ / ٢٠٢٤ مكتب الإعلام