بيان صحفي – بخصوص القمة العربية أو الإسلامية
اعتاد الشعب العربي عبر عقود على خطب القمة العربية أو الإسلامية التي لا تتجاوز الشجب والتنديد والمطالبات للمجتمع الدولي بالقيام بواجباته السياسية والأخلاقية تجاه القضايا العربية ..
واليوم في القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض تجاوزت هذه القمة حالة التنديد إلى الإدانة لممارسات العدو الصهيوني في غزة خاصة، وفلسطين بشكل عام، حيث أصدرت القمة في بيانها إدانة العدو الإسرائيلي في حربه على غزة والمجازر الجماعية الوحشية، والمطالبة بوقف الاعتداء ووقف إطلاق النار، والمطالبة بكسر الحصار على غزة، ودعم جهود مصر في إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام ….. الخ
إننا في هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي في سورية إذ نؤكد على أهمية الإجماع العربي الإسلامي بما يخص القضية الفلسطينية والحرب على غزة، وأهمية القرارات التي صدرت ولو متأخرة بعد أكثر من شهر على التصفيات اللاإنسانية والتدمير الممنهج من الكيان الصهيوني ووصوله الى حد الإبادة الجماعية ….
وباستثناء بعض الدول التي طالبت بالقمة العربية الإسلامية ببعض الإجراءات العملية فإن أغلبية الدول الأخرى لم تتعد خطاباتها الشجب والتنديد والإدانة العرضية ومطالبات للمجتمع الدولي بالضغط لوقف إطلاق النار وتسهيل مرور ووصول المساعدات الإنسانية.
إن هيئة التنسيق الوطنية كانت تترقب وتأمل مع غيرها من القوى الوطنية بأن تخرج القمة العربية بقرارات أكثر جذرية، وإجراءات عملية تفعل فعلها في الضغط على القوى العالمية من أجل إجبار الكيان الصهيوني على وقف القتال الفوري وتقديم المساعدات الإنسانية بلا شروط مسبقة ..
وفي هذا السياق ترى هيئة التنسيق الوطنية بأن لا أحد يطالب الأنظمة العربية أوالإسلامية المخاطرة بفتح جبهاتها أمام هذا الحشد الأمريكي لحاملات طائرات و فرقاطات وغواصات والأسلحة الفتاكة والدقيقة ، ولكن ما كنا نأمل مع القوى الوطنية الأخرى أن تخرج القمة العربية الإسلامية في التأكيد بوضوح على حق المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن نفسها أمام الاحتلال غير المشروع للكيان الصهيوني ، وحقهم بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، والإعلان الواضح كخطوة مفصلية بقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق السفارات وسحب السفراء من قبل الدول العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرارا للضغط اتخاذ القرار بتجميد اتفاقيات السلام السابقة مع الكيان الصهيوني، وربط التطبيع ووقفه
بالانتقال الفعلي إلى عملية سلام حقيقية بجدول زمني محدد، لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، واستخدام كافة أوراق الضغط العربية والإسلامية ومن ضمنها استخدام البترول والغاز وكافة موارد الطاقة، أواستخدام موقع هذه الدول الجغرافي سواء الموانئ او القنوات والمضائق البحرية الاستراتيجية بمنع مرور أي سالح عبرها إلى الكيان الصهيوني، والقيام بالمقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني وداعميه … وذلك لفرض وقف إطلاق النار وفرض عملية سالم حقيقية وفق خارطة طريق وعلى أساس القرارات الدولية.
وترى هيئة التنسيق الوطنية أيضا أن قرارات الشجب والتنديد والإدانة والمطالبات للمجتمع الدولي المجردة من إجراءات عملية تضغط وتصيب العصب الاقتصادي ومصالح الدول الراعية للكيان الصهيوني، دون تلك الإجراءات الفورية لا يمكن للمجتمع الدولي أن يفرض على الكيان الصهيوني وداعميه وعلى رأسهم أمريكا الرضوخ أو يدفعهم للضغط على العدو الصهيوني وإجباره على وقف حربه الهمجية وإبادته الجماعية الشاملة للشعب الفلسطيني في غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية … إذ تبقى مثل هذه القرارات دون حوامل ضغط حقيقية، مجرد قرارات تضاف الى قرارات القمم السابقة التي بقيت حبيسة أدراج (أرشيف) تلك القمم، لأنها لن تجلب حقاً أو تحقق مطلباً ، ولأن الحق بدون قوة فعليةً، أو أوراق ضغط حقيقيةً تسنده حق ضائع لا يقام له – في عالمنا – وزن ولا اهتمام .
الرحمة لشهداء غزة والضفة الغربية، والشفاء للمصابين والجرحى، والنصر للمقاومة الفلسطينية.
دمشق في 13 / 11 / 2023 المكتب التنفيذي