هبة محمد دمشق – «القدس العربي»:
17 / 01 / 2024
صواريخ الحرس الثوري الأيراني
دوت سلسلة انفجارات عنيفة ليل الإثنين – الثلاثاء، هزت أرياف إدلب وحلب شمال وشمال غربي سوريا، في وقت أعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مقار في سوريا لتجمعات «مرتبطة بالعمليات الإرهابية التي نُفِّذت في إيران مؤخراً» إضافة إلى «مقر للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان رداً على اغتيال قادة حرس الثورة».
وأعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف «مقار تجسّس بعدد من الصواريخ الباليستية»، مؤكداً «إصابتها وتدميرها»، وموضحاً أنّ هذا يأتي «رداً على العمليات الإرهابية التي نُفِّذت في إيران مؤخراً».
وقالت مصادر محلية إن الانفجارات التي هزت أجزاء من ريف حلب كانت نتيجة «انفجار صواريخ استهدفت نقاطاً في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة».
مصدر عسكري لـ «القدس العربي»: الأجزاء التي انفجرت هي رؤوس صواريخ باليستية
مصدر عسكري واسع الاطلاع، أوضح في تصريح لـ «القدس العربي» سبب الانفجارات في ريفي إدلب وحلب، مؤكداً أنها صواريخ إيرانية لم تصل إلى أهدافها بعدما فقد الحرس الثوري السيطرة عليها، حيث قال: «إن الحرس الثوري الإيراني أطلق ليلة الثلاثاء، 9 صواريخ باتجاه سوريا، و7 صواريخ باتجاه أربيل».
أما بخصوص الصواريخ التي أطلقت في اتجاه سوريا، فقد «أطلقت من محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، ولم تصل إلى أهدافها، حيث وقعت أغلبها في البادية بسبب عدم وجود شبكة أقمار صناعية متصلة مع بعضها توجه الصواريخ باتجاه الهدف».
وأضاف المصدر العسكري: «تبعثرت الصواريخ ونزل قسم منها في بادية الأنبار وقسم في جنوب شرق حلب وقسم على الحدود العراقية الإيرانية من ناحية أربيل، حيث فقد الحرس الثوري الإيراني السيطرة على الصواريخ، ووصل منها صاروخ ضرب مستوصف طبي فارغ بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب قرب كفر تخايم في جبل السماق».
وحسب المصدر العسكري، فإن «الأجزاء التي وقعت في كل من ريفي إدلب وحلب في سوريا هي رؤوس الصواريخ التي تحمل الشحنة المتفجرة والتي مرت فوق المنطقة، أما أجزاء محرك المسار فقد سقط في المرحلة الثانية من الإطلاق أي فوق العراق».
وكتب الباحث في الشؤون الإيرانية، ضياء قدور، على حسابه الشخصي عبر منصة «إكس» يقول: «انتقمت إيران البارحة بالجملة من «إسرائيل وداعش والانفصاليين والموساد» في حملة صاروخية تعتبر الأكثف والأبعد مدى للقوة الصاروخية في الحرس الثوري».
وأضاف: «في الوهلة الأولى تبدو الرشقات في عدة اتجاهات علامة على القوة، لكن التدقيق في التفاصيل يظهر مدى ضعف النظام وسعيه لرفع معنويات قواته المنهارة».
وقال قدور: «أفرزت عملية الكشف الإيرانية مطلع العام 2022 عن صاروخ «خيبر شكن» الدقيق جداً عن مجموعة كبيرة من التهديدات الإيرانية لإسرائيل. وبعد أكثر من عامين عن الكشف، كان أول اختبار حقيقي لهذا الصاروخ في إدلب». وأضاف: «المواقع الإيرانية في حيرة من أمرها ومضطرة لتوضيح ماهية المواقع المستهدفة للجمهور».
ونشرت منظمة الدفاع المدني السوري مقطعاً مرئياً يظهر فيه آثار انفجار في بناء مهدم بشكل شبه كامل، وقال الخوذ البيضاء إن الانفجار وقع ضمن «مركز طبي متوقف عن العمل في قرية تلتيتا في ريف إدلب الشمالي الغربي». وبعد معاينة أولية، قالت المنظمة: «إن ثلاث ذخائر سقطت على المبنى وبالقرب منه (ذخيرتان أصابتا المبنى واحدة من السقف وأخرى من الجهة الشرقية للبناء، فيما سقطت الذخيرة الثالثة بملاصقة البناء من الجهة الجنوبية الغربية له)».
وأصدرت الخوذ البيضاء بياناً جاء فيه: «في تمام الساعة 11:40 مساء يوم الإثنين (…) سُمع دوي أربعة انفجارات عنيفة ناجمة عن قصف مجهول المصدر، وفي تمام الساعة 12:07 دقيقة، تلقت فرقنا نداء استغاثة بوجود مصابين اثنين في قرية تلتيتا قرب مدينة كفرتخاريم على بعد نحو 30 كم شمال غربي مدينة إدلب».
وأضاف البيان: «انطلقت فرقنا من مركزها في مدينة كفرتخاريم الذي يبعد نحو 10 كم عن القرية، وعندما وصلت فرق الإسعاف للمكان وجدت شخصين عليهما آثار رضوض طفيفة، تأكدت فرق الإسعاف من سلامتهما وتابعت الفرق مهمتها بعد أن تم إبلاغها من قبل الشخصين والسكان في القرية بأن قصفاً استهدف بناء مركز طبي (مستوصف) متوقف عن العمل في القرية».
وتأكدت الفرق من عدم وجود أي مصابين في بناء المركز الطبي الذي تعرض لأضرار ودمار كبير يتجاوز 60٪ من البناء بشكل كامل (المركز مبني من طابق واحد).
وفي الطرف المقابل، أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن «أربعة انفجارات مجهولة المصدر دوت، ليل الإثنين، على الأطراف الجنوبية الشرقية من مدينة حلب»، دون تحديد الجهة المسؤولة عن الاستهداف، مشيرة إلى أن مطار حلب الدولي يعمل كالمعتاد ولم يتعرض لأي عدوان. وأفاد موقع «الميادين» أنّ الصواريخ الباليستية الإيرانية «استهدفت مناطق سيطرة مسلحي هيئة تحرير الشام شمالي غربي سوريا في إدلب، وتحديداً مقار لمسلحي الحزب الإسلامي التركستاني، المصنّف إرهابياً، في منطقة جبل السماق ومحيط بلدة حارم». وزعم الموقع أنّ «القصف استهدف معسكرات تدريب ومقار دعم لوجستي ونقطةً طبيةً لمسلحي الحزب الإسلامي التركستاني»، وأكد أنّ الصواريخ المستخدمة هي «صواريخ باليستية عالية الدقة وصلت إلى أهدافها، ودمّرت مقار رئيسية للحزب التركستاني».