المصدر: هآرتس
ترجمة موقع الخنادق
الثلاثاء 30 كانون الثاني , 2024
في ظل الفجوات السياسية بين كيان الاحتلال وحركة حماس، عقد اجتماع باريس بشأن غزة الأحد الفائت، ويبدو أنه أحرز بعض التقدم، وإن كانت مخرجاته غير نهائية، في هذا الصدد، تحدثت صحيفة هآرتس في تقرير ترجمه الخنادق، عن الاجتماع معتبرةً أن الأميركي الداعم العسكري الأول لإسرائيل، هو الطرف الأكثر حاجة إلى انجاز اتفاق وبشكل سريع، مشيرةً الى أن صبر الولايات المتحدة ينفذ مع سياسات نتنياهو، بموازاة ذلك، تسعى إلى تجنب المزيد من التصعيد.
تكمن المعضلة السياسية بين حماس و”إسرائيل” أن الأولى شرطها الأولي وقف العدوان نهائياً ثم البدء بالتفاوض على ملف الأسرى، أما الثانية فأولوياتها الافراج عن أسراها قبل الحديث عن أي بنود أخرى، وبهذا يبدو أنها تريد استئناف العمليات القتالية بعد إنهاء التبادل، وسط ضغوط سياسية داخلية على نتنياهو الهارب من أي حل دبلوماسي. أما الجبهة الشمالية وأمام معضلة سكان الشمال، فأشار المقال عن استعداد حزب الله لصراع أوسع مع الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب، مستندة بذلك إلى مقال للصحفي إبراهيم الأمين في جريدة الأخبار.
النص المترجم للمقال:
يبدو أن الاجتماع الذي عقد في باريس الأحد بين رؤساء وكالات المخابرات الإسرائيلية ونظرائهم الأمريكيين والمصريين والمسؤولين القطريين، أحرز بعض التقدم نحو صفقة إضافية للإفراج عن الرهائن، ويشمل الاقتراح الأخير، الذي سيقدم إلى حماس هذا الأسبوع والذي يفترض أن إسرائيل وافقت عليه من حيث المبدأ، الإفراج عن حوالي 35 رهينة في المرحلة الأولى، مقابل توقف القتال لمدة ستة أسابيع. تشمل هذه المجموعة النساء وكبار السن والرهائن المرضى أو المصابين. في المقابل، حتى في هذه المرحلة، ستحرر إسرائيل آلاف الفلسطينيين من سجونها.
الفجوات بين الجانبين لا تزال كبيرة. تريد إسرائيل أن تترك لنفسها خيار استئناف الحرب بعد إتمام اتفاق الرهائن، بينما تريد حماس وقف إطلاق نار طويل الأمد يتضمن ضمانات لسلامة قادتها. ومع ذلك، أُحرز بعض التقدم، وإن كان ذلك بحضور طرف واحد فقط. واجتمعت حكومة الحرب مساء الاثنين لمناقشة الاقتراح.
الطرف الرئيسي في المحادثات هي إدارة بايدن، التي تحتاج إلى إنجاز في السياسة الخارجية بسرعة. في الواقع، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الاجتماعات. كما أنه ليس من الواضح مدى مرونة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. حيث ستعارض الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلافه الحاكم أي صفقة رهائن تتضمن تنازلات كبيرة – إنهاء الحرب والإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين. لكن تهرب نتنياهو المستمر من أي شيء يقدم حتى تلميحاً لأفق دبلوماسي – اتفاق بشأن مستقبل غزة، والاعتراف (حتى لو كان ضمنياً فقط) برؤية الدولتين، وصفقة الرهائن – سيزيد من الاحتكاك مع الإدارة في واشنطن، التي من الواضح أن صبرها ينفد.
يوم الأحد، نفى البيت الأبيض تقريراً لشبكة أن بي سي نيوز يفيد بأنه قرر إبطاء تسليم الأسلحة إلى إسرائيل. في الواقع، حدث العكس. في الأسبوع الماضي، توصل وفد برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع إيال زامير إلى اتفاقات مع إدارة بايدن بشأن تسريع عمليات تسليم الأسلحة. لكن كان لدى الأمريكيين أسئلة صعبة لزامير وفريقه حول الطريقة التي يدار بها القتال في غزة. بمرور الوقت، إذا استمر رفض نتنياهو الدبلوماسي، فسيصبح من الصعب ضمان الدعم العسكري الأمريكي.
بسبب الخوف على حياة الرهائن المتبقين سيواجه نتنياهو قريباً معضلة الموافقة على صفقة رهائن أخرى، على الرغم من التنازلات الرئيسية التي ستشملها. ستعتمد الكثير من الإجابات على ضغوطات الجبهة الداخلية – حجم الاحتجاجات في الشوارع ومواقف وزراء حزب الوحدة الوطنية. وسيتأثر هذان العاملان بسلوك نتنياهو وشركائه اليمينيين المتطرفين. كان أوضح مثالاً على ذلك هو مؤتمر إعادة التوطين في غزة في القدس يوم الأحد، وغني عن القول إن رئيس الوزراء لم ينطق بكلمة اعتراضاً على التجمع، وبدلاً من ذلك، اشتكى من الاحتجاجات التي نظمتها معظم عائلات الرهائن، الذين يطالبون باتفاق، وأشار إلى أنهم يساعدون حماس.
الساحة تتسع
واجه حذر أمريكا الواضح من الانجرار إلى تصعيد غير ضروري في الشرق الأوسط سؤالاً كبيراً يوم الأحد. حيث أسفرت غارة بطائرة مسيّرة شنتها ميليشيات موالية لإيران في سوريا على قاعدة أمريكية في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات. هذا هو أخطر هجوم على الولايات المتحدة منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر. في غضون ذلك، يستعد حزب الله لصراع أوسع مع الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب. ووصف الصحفي الأقرب إلى المنظمة – إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية – السيناريو المتوقع لحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وبحسب الأمين، فإن إسرائيل تستعد لهجوم كبير إذا لم تنجح في التوصل إلى ترتيب دبلوماسي يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى المجتمعات القريبة من الحدود اللبنانية. وتوقع أن تشن إسرائيل غارات جوية ضخمة على امتداد لبنان جنوب نهر الليطاني، بينما تشن في الوقت نفسه عشرات الغارات مع القوات البرية على طول الحدود. قال شمعون شابيرا، الخبير الإسرائيلي بشؤون حزب الله، إنه بناءً على الرسائل الواردة من الأمين، سيرد حزب الله بقسوة على أي تصعيد إضافي من قبل إسرائيل. وأشار إلى أنه من المعقول الاعتقاد بأن رسائل الأمين تم تنسيقها مع قيادة حزب الله، الذي قال رئيسه حسن نصر الله إنه في حالة وقوع هجوم إسرائيلي كبير، سيتم التخلص من جميع قواعد اللعبة ورفع جميع القيود المفروضة على عمليات حزب الله.