إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
الجمعة , 16 فبراير , 2024
صورة جوية تظهر أعمال بناء الجدار
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن بناء غامضا يتخذ شكلا غريبا داخل الحدود المصرية مع غزة. وقالت إن جدارا يبنى ويرتفع على الجانب المصري حسب صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها الصحيفة وتظهر مساحة واسعة من الأرض جرفت ويتم بناء الجدار كمنطقة عازلة بين مصر ورفح، في جنوب غزة والتي تحتشد بأكثر من مليون شخص شردوا من مناطق شمال ووسط قطاع غزة.
وتكشف الصور بوضوح عن منطقة معلمة في جنوب معبر رفح، وبدأ العمل فيها منذ 5 شباط/فبراير. إلا أن السلطات المصرية التي عبرت عن قلقها من دفع إسرائيل المشردين في القطاع إلى داخل أراضيها، رفضت مناقشة المنطقة العازلة والبناء الجديد.
وقال متحدث باسم الحكومة المصرية إن الحكومة تحيل إلى البيانات التي صدرت في الفترة الأخيرة وتتحدث عن تعزيز الحدود بين مصر وغزة. وليس من الواضح إن كانت الحكومة المصرية تبني الجدار لمنع الغزيين من عبور الحدود، وإن كان قد الغرض استخدامه بهذه الطريقة، فسيكون تغيرا في الموقف المصري.
وبحسب مهندس ومقاول تحدثت إليهما الصحيفة وقدما صورا عن المشروع الجديد، قالا إن الجيش المصري كلفهما ببناء جدار إسمنتي بارتفاع خمسة أمتار وذلك لإغلاق مساحة طولها خمسة أمتار مربعة في الموقع. وأضافا أن العمل بدأ في الخامس من شباط/فبراير. وطلب المقاول والمهندس عدم الكشف عن هويتهما وبخاصة أن السلطات المصرية تقيد نشر المعلومات عن وضع الحدود مع غزة. ومنذ تشرين الأول/أكتوبر وعندما هاجمت حماس إسرائيل والرد الإسرائيلي الانتقامي على غزة، كررت مصر رفضها للمقترحات التي طلبت منها السماح للغزيين الفرار إلى أراضيها لفترة مؤقتة. ويخشى المسؤولون المصريون من تدفق مئات آلاف الغزيين إلى أراضيها بشكل يهدد الأمن القومي.
ويرفض الفلسطينيون المقترحات خوفا من عدم سماح إسرائيل لهم بالعودة مرة أخرى عندما تنتهي الحرب. وتدفق الغزيون في الأسابيع الماضية على مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر، حيث يواجهون نقصا في المواد الأساسية والمساكن المناسبة والخدمات الطبية. وقدر المسؤول في رفح، أحمد الصوفي أن أكثر من 100,000 لاجئ يعيشون في مخيم قرب الحدود.
وأغلقت مصر مثل إسرائيل حدودها مع غزة، وقامت خلال الأشهر الماضية بتعزيز حدودها وحشد القوات العسكرية فيها. وبعد يوم من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقد محافظ شمال سيناء لقاء مع المسؤولين الكبار في المحافظة “لدراسة قدرات المدارس والمساكن والأراضي الفارغة والتي يمكن استخدامها كملجأ عند الضرورة”.
إلا أن نائب المحافظ الجنرال هشام الخولي قال يوم الخميس إنه لا يعرف عن البناء الجديد. ولم يرد المحافظ الجنرال محمد شوشة على المكالمات الهاتفية للتعليق. وقال أحمد عزت، مدير العمليات في الهلال الأحمر المصري والذي ينسق عمليات الإغاثة في غزة إنه لم يسمع بالبناء.
شاركت مؤسسة سيناء مع صحيفة واشنطن بوست @washingtonpost
المعلومات التي توصلت إليها فيما يتعلق بالجهود المصرية لتطهير منطقة كبيرة بالقرب من حدود غزة سرًا، ربما لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الغزو الإسرائيلي المحتمل لرفح.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن “المواجهة تمثل اختبارًا لأهم تحالفات إسرائيل. وقد هدد المسؤولون المصريون بتعليق اتفاق السلام الذي دام 40 عامًا بين البلدين إذا أدى الهجوم على رفح إلى إجبار اللاجئين على عبور الحدود؛ وتشير لقطات جديدة حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست إلى أن مصر تستعد لمثل هذا السيناريو.”
وأضافت: تُظهر اللقطات التي حصلت عليها مؤسسة سيناء وتمت مشاركتها حصريًا مع الواشنطن بوست، شاحنات وجرافات تقوم بإزالة الأنقاض من قطعة أرض مستطيلة تبلغ مساحتها حوالي 8 أميال مربعة (حوالي 13 كم مربع) متاخمة لحدود غزة، مع بناء جدار خرساني حول محيطها.
قامت الصحيفة بالتحقق من بعض المواد المصورة التي حصلت عليها كما حصلت على صور أقمار صناعية تظهر الانتهاء من تطهير مساحة 2 ميل مربع داخل تلك المنطقة، خلال الفترة ما بين 5 و14 فبراير.
وردا على طلب للتعليق، أحال مسؤول مصري الصحيفة إلى بيان صدر الشهر الماضي عن ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، قال فيه إن “مصر تتمتع بالسيادة الكاملة على أراضيها، ولها سيطرة كاملة على كامل حدودها الشمالية الشرقية، سواء مع قطاع غزة”. أو مع إسرائيل”، قال البيان.
وقال مسؤول مصري سابق للصحيفة، إنه على الرغم من رفضها العلني قبول أي سيناريو يتم فيه دفع الفلسطينيين إلى مصر، فمن المرجح أن تقوم البلاد بإعداد خطط طوارئ.
وسألت الصحيفة: “إذا عبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحدود نتيجة للهجمات [في رفح]، فهل تعتقد أن الجيش المصري سيطلق النار عليهم؟ فأجاب المسؤول لا، على أي حكومة مسؤولة أن تفكر، حسنًا، إذا كان لدينا السيناريو الأسوأ، فكيف سنتعامل معه؟”.
حصلت مؤسسة سيناء على مواد مصورة جديدة تؤكد ما نشر أمس عن قيام السلطات المصرية ببناء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية شرق سيناء.
وتظهر المواد الجديدة ما أكدته مصادر المؤسسة بالبدء في إنشاء منطقة معزولة محاطة بأسوار على الحدود مع قطاع غزة بهدف استقبال لاجئين حال حدوث عملية نزوح جماعي من سكان القطاع. كما تظهر المواد إزالة أنقاض منازل السكان الأصليين التي دمرت خلال الحرب على الإرهاب.
ورداً على ما كشفته المؤسسة نفى محافظ شمال سيناء في تصريحات نقلتها قناة العربية السعودية قيام السلطات المصرية بإنشاء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، تحسبا لتهجيرهم.
وأكد المحافظ أن مصر مستعدة لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في المحافظة الفلسطينية الحدودية.