بيان بمناسبة الوحدة
الوحدة أداة لاستجماع القوة، وهي السبيل للنهوض وبناء المستقبل.
تمر علينا ذكرى أهم وحدة تمت في العصر الحديث ٢٢/ فبراير ١٩٥٨ بين قطرين يشكلان حجر الأساس على المستوى الاستراتيجي والجيوسياسي في المنطقة العربية “سورية ومصر” ،حملت مسمى “الجمهورية العربية المتحدة” التي استهدفت الرد على التجزئة وكافة المخططات التي كان يرسمها الغرب للأمة العربية بهدف الاستيلاء على مقدراتها، وكذلك في مواجهة احياء المشروع النهضوي العربي ، بعد ثلاث سنوات من ميلادها ،جاء الرد سريعاً من التجمع الاستعماري المهيمن على مقدرات العالم بالرفض القاطع لأي مشروع يساعد هذه الأمة على النهوض تحت أي مسمى ،من خلال فصل عراها ” بالانفصال في ٢٨ ايلول ١٩٦١” ،عبر استخدام طلاب السلطة العسكريين من الجانب السوري في هذه المهمة.
هذه كانت المقدمة الدراماتيكية في مسلسل الانهيار العربي الذي تعيشه المنطقة اليوم من تمزق وتشتت في نسخ حروب الوكالة والنزعات الانفصالية والطائفية ،بعد انكسار المشروع القومي العربي في عام ١٩٧٠ وما تلاه من ارتدادات و مشاريع عابرة هيمنت على الأقاليم العربية تصدرتها نظم مستبدة فاسدة ربطت استمرار وجودها بالمشاريع الخارجية في مهام تخادم وظيفي تحمي الوجود الاسرائيلي، والعمل على تصفية الحلم العربي في إقامة أي مشروع تكاملي بين أجزاء الأمة، وكذلك محاربة ثقافة المقاومة بكافة أشكالها، فدخلت في إتفاقات مشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية وإحياء المشروع الصهيوني الذي يستكمل حلقاته اليوم بحرب الإبادة الجماعية التي تخوضها حكومة الاحتلال العنصرية في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية على خلفية أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣،
إن حلم الوحدة ومشروع النهوض العربي سيبقى حاضراً في وجدان شعوب هذه المنطقة التي تتكالب عليها كل قوى الشر في العالم من خلال صراع مصالحها ومشاريعها على أرض الوطن العربي وعلى حساب شعوبها، ونؤكد أن الوحدة الوطنية التي تساعد على بناء الدولة الوطنية الديمقراطية واعادة بناء السياسة على قواعد ديمقراطية، هي المقدمة الأساس للوحدة الكبرى. وان أية مشاريع عابرة مع حواملها من هذه النظم الفاسدة ستزول مهما طال الزمن مادامت إرادة الشعوب لن تموت بالتقادم، وأن ثقافة المقاومة والتحرير ستبقى ناهضة مادام شعب المقاومة متمسك في أرض الرباط ومقدساتها ولازال يقارع المشروع الصهيوني بكل الوسائل المتاحة من أجل إسترجاع الأرض المغتصبة والتأكيد على حق المواجهة المستمرة من أجل الخلاص من هذا الكيان. وان الشعوب العربية ستنال حريتها وكرامتها في دولة المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
عاش نضال شعبنا في مواجهة الدكتاتورية، وعاش نضال شعبنا الفلسطيني في مواجهة النزعات العنصرية والفاشية.
دمشق ــا 24 / 02 / ٢٠٢٤ مكتب الإعلام