سامية نخول وجيف ميسون ونضال المغربي – Reuters
الثلاثاء 27- شباط 2024
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث في البيت الأبيض بواشنطن يوم 24 فبراير شباط 2024. تصوير: أماندا أندرادي رودس – رويترز © Thomson Reuters
دبي/واشنطن/القاهرة (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إسرائيل مستعدة لوقف هجماتها في غزة خلال شهر رمضان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن توقيعه بحلول الأسبوع المقبل، في حين قال مسؤولون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن تصريحات الرئيس الأمريكي سابقة لأوانها وإن الحركة لا تزال تدرس عرضا للهدنة.
وتأتي تصريحات بايدن التي سُجلت يوم الاثنين في وقت يسعى فيه المفاوضون للتوصل إلى أول اتفاق هدنة طويلة في الحرب التي تدمر في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال بايدن في مقابلة مع برنامج “ليت نايت مع سيث مايرز” المذاع على محطة (إن.بي.سي) الأمريكية “رمضان يقترب، وهناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم القيام بأي أنشطة خلال رمضان وأيضا لمنحنا الوقت لإطلاق سراح جميع الرهائن”.
وعبر بايدن في وقت سابق يوم الاثنين عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول يوم الاثنين الرابع من مارس آذار. ومن المتوقع أن يبدأ رمضان في العاشر من مارس آذار.
وذكر بايدن “مستشار الأمن القومي أبلغني أنهم اقتربوا. إنهم قريبون (من التوصل لاتفاق). لم ينتهوا بعد. آمل في أنه بحلول يوم الاثنين القادم سيكون هناك وقف لإطلاق النار”.
وتدرس حماس مقترحا اتُفق عليه في اجتماع بباريس الأسبوع الماضي بين إسرائيل والولايات المتحدة بحضور وسطاء من مصر وقطر. والمقترح يمثل الخطوة الأكثر جدية لوقف إطلاق النار منذ انهيار الهدنة السابقة في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال مسؤولان كبيران بحركة حماس إن تصريحات بايدن التي تلمح إلى أنه تم التوصل بالفعل إلى اتفاق سابقة لأوانها.
وقال مسؤول بحماس لرويترز “حتى الآن هناك فجوات كبيرة تحتاج إلى التغلب عليها، كما أن القضايا الرئيسية الخاصة بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية غير منصوص عليها بشكل واضح، الأمر الذي يعطل التوصل لاتفاق”.
وقال مصدر كبير مطلع على المباحثات لرويترز إن مسودة المقترح التي أُرسلت لحماس تشمل هدنة مدتها 40 يوما ستطلق حماس خلالها 40 رهينة من بينهم نساء وأطفال دون 19 عاما ومن هم فوق 50 عاما والمرضى مقابل الإفراج عن 400 معتقل فلسطيني، بنسبة عشرة مقابل واحد.
وستعيد إسرائيل نشر قواتها خارج المناطق المأهولة. وسيُسمح لسكان غزة باستثناء الذكور في المرحلة العمرية التي يستطيعون خلالها القتال، بالعودة إلى المناطق التي نزحوا عنها من قبل وسيزيد حجم المساعدات إلى القطاع بما في ذلك دخول المعدات التي توجد حاجة ماسة لها لإيواء النازحين.
لكن يبدو أن العرض لا يلبي المطالب التي قدمتها حماس في وقت سابق وهي أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار تعهدا بوقف دائم للحرب وانسحاب إسرائيل من غزة.
ولا يشمل الاتفاق أيضا إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الرهائن أو الأصحاء في عمر القتال أو مطلب حماس بالإفراج عن 1500 معتقل فلسطيني.
ويوجد وفدان من إسرائيل وحماس في قطر هذا الأسبوع لمناقشة تفاصيل وقف إطلاق النار.
* بايدن يقول “الكثير جدا من الأبرياء يقتلون”
وقال بايدن في مقابلة إن.بي.سي إن إسرائيل تخاطر بفقدان الدعم الدولي لها ما لم تأخذ المزيد من الخطوات لتجنب قتل المدنيين. وتهدد إسرائيل بالهجوم على رفح في الطرف الجنوبي لقطاع غزة حيث يلوذ أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص وأغلبهم في خيام إيواء متنقلة ومبان عامة.
وقال بايدن “يُقتل الكثير جدا من الأبرياء. وأبطأت إسرائيل من هجماتها في رفح”، مضيفا أن إسرائيل تعهدت بأن تسمح للفلسطينيين بالإجلاء من رفح في جنوب غزة قبل أن تصعد من حملتها للقضاء على حماس هناك.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما وصفه بالعرض “الوهمي” الذي طرحته حماس في الآونة الأخيرة لوقف إطلاق النار الذي يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل سحب إسرائيل لقواتها من غزة والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وتقول إسرائيل إنها لن توقف الحرب حتى تقضي على حماس.
وكرر نتنياهو يوم الاثنين وصف مطالب حماس بأنها “من كوكب آخر” وقال إن الأمر بيد الحركة لتقرر ما إذا كانت ستقبل العرض الأحدث من جانب إسرائيل من عدمه.
وأضاف بايدن في المقابلة أن وقفا مؤقتا لإطلاق النار سيمهد لبدء عملية للفلسطينيين لإقامة دولتهم. غير أن نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة متعللا بأنها تتعارض مع احتياجات إسرائيل لإحكام السيطرة الأمنية الكاملة على جميع الأراضي بين نهر الأردن حتى البحر المتوسط.
وشنت إسرائيل اجتياحا بريا لغزة بعد هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، في حين تقول السلطات الصحية في غزة إنه تأكد مقتل 30 ألفا حتى الآن جراء العمليات الإسرائيلية.
وفي غزة اختلطت المشاعر حيال التكهنات بشأن التوصل إلى هدنة ربما لا تشمل وقفا نهائيا للحرب.
وقال مصطفى باسل، وهو أب لخمسة أبناء من مدينة غزة ونزح منها إلى رفح “احنا ما بدنا وقف مؤقت، احنا بدنا وقف إطلاق نار دائم، بدنا يوقف القتل”.
وتابع “للأسف وضع الناس كتير صعب لدرجة انه بعضهم ممكن يقبل بوقف مؤقت قبيل رمضان، مشاعر الناس مختلطة، بدهم وقف إطلاق نار كامل وفي نفس الوقت الظروف الصعبة ممكن تخليهم يقبلوا بوقف مؤقت لشهر أو 40 يوم” أملا في أن يتحول لاحقا لوقف دائم”.
(إعداد نهلة إبراهيم للنشرة العربية – تحرير مروة غريب)