موقع الخنادق – غرفة التحرير
الثلاثاء 26 آذار , 2024
بنيامين نتنياهو والوزير غدعون ساعر – غلاف مجلة “إيكونوميست”
بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وإعلان رئيس حزب “اليمين الوطني” الإسرائيلي غدعون ساعر الاستقالة من حكومة الطوارئ، وسط أزمة قانون التجنيد التي بدأت ترخي بظلّها على تماسك الحكومة حيث ارتأت تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمى، يشتد الخناق على بنيامين نتنياهو، الذي يواجه جملة من الأزمات السياسية الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى عراقيل مسار الحرب وأزمة الرهائن في قبضة حماس، تزامنا مع أزمته غير المسبوقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وتنسحب هذه المعطيات على عزلة دولية يعاني منها كيان الاحتلال.
الخلافات المستمرّة مع الحليف الأول
مع اقتراب الانتخابات الأميركية تصطدم رغبة نتنياهو في استمرارية الحرب مع مصلحة بايدن في تفعيل هدن مؤقتة، تسمح للإدارة باسترجاع صورتها التي تشوهت بفعل الحرب، وسط انتقادات واسعة داخل الحزب الديمقراطي على إدارة بايدن فيما يتعلّق بالسياسة المتبعة مع كيان الاحتلال، من الجدير الإشارة في هذا الصدد إلى أن الخلافات الأميركية الإسرائيلية تندرج ضمن خلاف بين الحزب الديمقراطية من جهة وحكومة اليمين المتطرف من جهة وأخرى، ولا ترتقي إلى خلاف دولة مع دولة أخرى وبكل الأحوال هو خلاف على نقاط فرعية وليس خلافاً استراتيجياً يطال النقاط الأساسية كالقضاء على حماس، والعملية البرية، وقرار احتلال رفح.
وفي هذا السياق، جاء امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار الفوري، وتسبب ذلك في ردود فعل في الأوساط الإسرائيلية حمّلت نتنياهو وحكومته مسؤولية ما وصفوه بالتدهور غير المسبوق في العلاقة مع الإدارة الأميركية. أما نتنياهو فيتخوف من توظيف إدارة بايدن لوقف إطلاق نار مؤقت لعدة أسابيع من أجل مضاعفة ضغوطها عليه وإجراء تغيير سياسي ليس في مصلحته.
استقالة الوزير غدعون ساعر
يواجه نتنياهو بالتزامن مع أزمته غير المسبوقة مع إدارة بايدن جملة من الأزمات السياسية الداخلية التي بدأت بالتصاعد يوم أمس، حيث أعلن رئيس حزب “اليمين الوطني” الإسرائيلي غدعون ساعر الاستقالة من حكومة الطوارئ، بعد عجز نتنياهو عن ضمّه لمجلس الحرب.
واعتبر الوزير المستقيل – في بيان الاستقالة – أنه لن يستطيع تحمل المسؤولية ما دام ليس لديه أي تأثير، وقال “لم نأت إلى الحكومة لتدفئة المقاعد”، وأردف “حذرتُ من أن إبطاء التقدم العسكري في قطاع غزة يعني إطالة أمد الحرب وهذا ضد مصلحة إسرائيل”.
ورأى سياسيون ومحللون إسرائيليون أن استقالة ساعر تشكل ضربة مؤلمة لنتنياهو وتزعزع حكومته بشكل كبير، واعتبرها زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد “الخطوة الأولى نحو حل الحكومة التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها، وتعيد الولاية إلى الشعب، من أجل المختطفين، ومن أجل أمن إسرائيل”.
عزلة “إسرائيل” الدولية
سبق قرار محكمة العدل الدولية تسليط مجلة “إيكونوميست” الضوء على العزلة الدولية التي تهدد كيان الاحتلال، جراء عدوانها المستمر على قطاع غزة. وكتبت المجلة في صفحتها الأولى عبارة “إسرائيل وحيدة”. وقالت في مقالها الرئيسي إن كل أعمدة الأمن الإسرائيلي: الردع، والتحذير السريع، والنصر الحاسم، انهارت في الحرب الحالية، وأنه مهما كانت النتيجة، فالسيناريو الواضح هو أن إسرائيل دخلت في مستنقع غزة والاحتلال الدائم. في سياق متّصل اعتبر عضو الكنيست شيلي تال ميرون إن “إخفاق نتنياهو السياسي يضع إسرائيل أمام خطر وجودي حقيقي ويجعلها معزولة عالمياً”، مضيفاً أن “المسار التصادمي مع البيت الأبيض سيجلب كارثة على إسرائيل”.
بناءً على ذلك، تزداد عزلة كيان الاحتلال على الصعيد الدولي ربطاً بقرار الأمم المتحدة الأخير الذي تبنّى فيه مجلس الأمن، وللمرة الأولى، قراراً بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما انتجت هذه المعطيات معضلات داخلية وخارجية تعصف بنتنياهو تبدأ بالخلافات المستمرة مع بايدن والإدارة الأميركية واستقالة ساعر إلى قرار مجلس الأمن يوم أمس.