12 ، نيسان ، 2024
تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
يواصل سكان محافظة السويداء جنوبي سوريا حراكهم السلمي المطالب بالتغيير السياسي في البلاد، وإسقاط النظام السوري، ومحاسبة رئيسه بشار الأسد.
وتظاهر المئات اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة، بمدينة السويداء، مطالبين برحيل بشار الأسد عن السلطة، وتطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالحل السياسي في سوريا.
وأشارت مصادر محلية، إلى حدوث تشويش على شبكة الإنترنت في ساحة المظاهرة، أدى إلى خفض دقة البث المباشر عند جميع المنصات.
مجموعة نساء يؤيدن وثيقة المناطق الثلاث
وأصدرت مجموعة من نساء السويداء الناشطات في ساحة الكرامة، بياناً أكدن فيه تأييدهن لوثيقة المناطق الثلاث، قائلات: “ننظر إليها بكثيرٍ من الأمل والتفاؤل، ونعتقد أن هذا النوع من العمل السياسي العملي العقلاني، خطوةٌ مهمةٌ نحو التغيير الوطني الديمقراطي، الذي يلبي طموحات السوريين والسوريات، ويستقوي بهم”.
وجاء في البيان، لقد تابعنا الحوارات المتعلقة بالوثيقة منذ إعلانها، لنجد أنفسنا في وضعٍ ملائمٍ لإثارة النقاط الآتية:
أولاً: نرحب بموقف أهلنا في الجولان السوري المحتل، وأحرار الساحل السوري، بالانضمام إلى الوثيقة، لتصير رسمياً وثيقة المناطق الخمس، ونرى أن هذا التنسيق المشترك نواةٌ رشيقة لإعادة المسار السياسي الوطني الديمقراطي، إلى مكانه الصحيح بوصفه ملكًا للسوريين والسوريات جميعهم.
ثانياً: نتطلع إلى العمل على الاستمرار في انتشار الوثيقة، لتمتد إلى كامل الأرض السورية، وندعو باقي المناطق إلى الانضمام والمساهمة الفعالة، في بناء مجتمع سياسي وطني، يحقق طموح الشعب السوري، تمهيداً لبناء سياسة داخلية يُعتد بها في حل المشكلات كلها، ومن ثم تدبير السياسة الخارجية استناداً إليها.
ثالثاً: نُثمن فكرة تأميم السياسة، ونرى فيها عودة الدولة ملكاً للشعب، بعد أن سلبها النظام وقوى سيطرة الأمر الواقع وقاموا بخصخصتها والاستحواذ عليها. وإننا في هذا السياق، نؤكد دور المرأة السورية في عملية التحول الديمقراطي، ومكانها المحوري في سياقات الحرية والكرامة. ومن هذا المنظور، نرى أن تأميم السياسة كما يتضمن عودة الدولة ملكاً للشعب، وكما يؤصل لحكم الشعب نفسه بنفسه بصورة ديمقراطية، فلن يسمح باحتكار الدولة من قبل حزبٍ أو جماعةٍ أو دين، ولن يسمح بالضرورة بالسياسات الوصائية الأبوية، ما يعني مشاركة المرأة الفاعلة في السياسة، وعمليات اتخاذ القرار، بغض النظر عن مظهرها الذي اختارته لنفسها، وانتماءاتها الدينية، والعرقية، وما إلى ذلك.
رابعاً: ندعو الكتل والتيارات السياسية في محافظتنا السويداء، وفي سوريا كلها، إلى المساهمة في ابتكار المنهجيات الجديدة في العمل السياسي، والبناء على الأفكار الجديدة والوطنية، والتكامل معها، ونؤكد على الفعل السياسي التشاركي، وعدم إقصاء النساء، كونها قضايا تتقاطع مع جميع الأولويات، ومن أهم هذه الأفكار التي بين أيدينا اليوم، وثيقة المناطق الخمس، وإننا نجدد إيماننا بقدرة الشعب السوري على تجاوز المطبات التي واجهتها الثورة من جهة، والتمسك بخياراتها المحقة من جهةٍ أخرى، وأهمها التنسيق وبناء الثقة.
إطلاق “وثيقة المناطق الثلاث”
وفي الثامن من آذار الماضي، أطلق مثقفون وأكاديميون وناشطون سوريون في كلّ من السويداء ودرعا وريف حلب الشمالي، مبادرة لتوحيد الخطاب الجماهيري الوطني المناهض للنظام السوري في تلك المناطق، ومنع الانجرار نحو الأهداف الانفصالية والتعصّبية كما هي الحال في تجربة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وواجهتها المدنية “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا.
وتشتمل المبادرة على 5 مرتكزات أساسية، تضمنها إعلان مشترك أطلق عليها القائمون مسمّى “وثيقة المناطق الثلاث”، تمت قراءة مضمونها -بصورة متزامنة- في كلّ من مدينة اعزاز ريف حلب الشمالي ودرعا البلد وبلدة القريا بريف السويداء، عقب انطلاق تظاهرات ذلك اليوم.
انتفاضة السويداء
ومنذ شهر آب 2023، يواصل أهالي محافظة السويداء انتفاضتهم الشعبية، عبر المظاهرات اليومية المطالِبة بإسقاط النظام السوري، وخروج إيران من البلاد باعتبارها محتلة، وتطبيق القرار الأممي 2254، الذي يضمن تحقيق انتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية بإشراف الأمم المتحدة.
وأواخر شهر شباط الماضي، شيعت حشود غفيرة في محافظة السويداء “جواد الباروكي”، وهو من أوائل المتظاهرين الذين شاركوا في انتفاضة السويداء وأول قتيل في الحراك الشعبي بالمدينة على يد قوات النظام السوري، في ظل المظاهرات السلمية المطالبة بإسقاط النظام، وسط هتافات غاضبة طالت بشار الأسد وجيش النظام.