إسرائيل تسلم مقترحاتها المحدثة حول «هدنة غزة» للوسطاء في روما
(وكالات)
29 يوليو 2024
سلّمت إسرائيل مقترحاتها المحدثة حول «هدنة غزة» وصفقة تبادل الأسرى إلى الوسطاء خلال اجتماعهم في العاصمة الإيطالية روما، أمس الأحد، وسط تقديرات إسرائيلية بأن الوسطاء لن ينقلوا شروط رئيس الوراء بنيامين نتنياهو الجديدة إلى حركة «حماس»، فيما أكد مكتب نتنياهو أن «مفاوضات هدنة غزة» ستستمر في الأيام المقبلة، بينما تجددت الاحتجاجات الضخمة في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو والتي تطالب باستقالته وإبرام صفقة تبادل للأسرى وإنهاء الحرب على غزة، في وقت اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ألّا يوجد آفاق لوقف إراقة الدماء بغزة، مشيراً إلى أن حديث نتنياهو عن تدمير «حماس» بالكامل غير واقعي.
وعاد رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي، دافيد برنياع، من العاصمة الإيطالية روما، مساء أمس الأحد، بعد تقديم المقترح الإسرائيلي المُعدّل لمقترح صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة للوسطاء، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو. وشدد البيان على أنه «في الأيام المقبلة ستستمر المفاوضات حول القضايا الرئيسية»، وقال إن «رئيس الموساد عاد من اجتماعه مع الوسطاء في روما»، وأضاف أن «الأطراف ناقشت خلال الاجتماع الوثيقة التوضيحية المقدمة من إسرائيل بشأن الاتفاق المقترح» لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وشارك في اجتماع روما الذي يأتي في إطار المفاوضات عبر الوسطاء مع حركة «حماس»، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، وليام بيرنز، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل.
ومن جانبهم، قال مسؤولون في الطاقم الإسرائيلي في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار إن الوسطاء قد لا ينقلون إلى حركة «حماس» رد إسرائيل «المعدل»، لأنه ينطوي على تراجع إسرائيل عن تفاهمات جرى التوصل إليها في 27 أيار/ مايو الماضي، حسبما ذكر موقع «واينت» الإلكتروني. كما لفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أزمة في المفاوضات حالياً، لأن رئيس نتنياهو تبنّى موقف معارضي التسوية حول محور فيلادلفيا ومحور نتساريم. كذلك اتهم مسؤولون أمنيون إسرائيليون نتنياهو بأنه أدخل التعديلات لمنع التوصل إلى صفقة وعرقلة المفاوضات. وتضمن المقترح المعدل شروط نتنياهو الجديدة، بما في ذلك منع عودة «المسلحين» من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند «محور نتساريم»، وبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وتقديم ضمانات تتيح لإسرائيل استئناف حربها على غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة.
من جهة أخرى، أعلن مكتب، مساء أمس الأحد، أن المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالهدنة في غزة «ستستمر في الأيام المقبلة». وذكر مكتب نتنياهو، في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «عاد مدير الموساد من اجتماعه مع الوسطاء في روما». وأضاف: «في الاجتماع، ناقشت الأطراف الوثيقة مع التوضيحات المتعلقة بمشروع الاتفاق الذي نقلته إسرائيل». وتابع: «ستستمر المفاوضات حول القضايا الرئيسية في الأيام المقبلة».
في غضون ذلك، اعتبر لافروف، أنّه «لا توجد حتّى الآن أي آفاق لوقف إراقة الدّماء في غزة»، مشيراً إلى أنّ «ردّاً على دعوات لوقف إطلاق النّار، قالت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إنّها لن تتوقّف حتّى تدمير حركة«حماس» بالكامل. في رأيي، ويشاركني العديد من زملائي وجهة النّظر هذه، من غير الواقعي التّدمير بشكل كامل لمنظمة قائمة لديها ما يكفي من القدرات والدّعم، بما في ذلك في العالم الإسلامي». ولفت لافروف، في تصريحات صحفية عقب زيارته لماليزيا، إلى أنّ «بعض الدّول العربية، مصر وقطر (تحديداً) تعمل مع الأمريكيّين، كما أنّها تعقد اجتماعات مع الإسرائيليّين»، مضيفاً: «ليس صحيحاً تماماً، برأيي، أن يبقى الفلسطينيّون أنفسهم مستبعَدين من الاتصالات التي من شأنها تحديد مصيرهم في نهاية الأمر». وأكّد أنّ «روسيا ستواصل المساهمة في استعادة الوحدة الفلسطينيّة».
إلى ذلك، تجددت الاحتجاجات الضخمة في تل أبيب ضد حكومة بنيامين نتنياهو، حيث يطالب المتظاهرون باستقالته وإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى اتفاقات مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن.
إقرأ أيضاً ..
اجتماع روما يواجه شروطاً إسرائيلية تهدد بنسف جهود هدنة غزة
مساعٍ لتفادي التصعيد الشامل بعد ضربة «مجدل شمس»
29 يوليو 2024
نازحون من مخيم البريج جراء القصف الإسرائيلي (ا ف ب)
روسيا: لا توجد نهاية بالأفق لإراقة الدماء في القطاع
دعا لبنان، أمس الأحد، إلى إجراء «تحقيق دولي» في القصف الذي أوقع 12 قتيلاً في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، محذراً من أن أي هجوم كبير على لبنان قد يُشعل حرباً إقليمية، في وقت بدأت واشنطن وباريس تحركات سياسية لاحتواء التصعيد، وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن مسؤولين أمريكيين تبادلوا رسائل مع إيران لتهدئة التوتر في المنطقة، كما كثفوا اتصالاتهم مع الجانب الإسرائيلي، بالتزامن مع اتصال هاتفي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيه أن فرنسا «ملتزمة بالكامل بالقيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة»، وبينما لجأت إسرائيل إلى التهديد والوعيد، اتهم البيت الأبيض «حزب الله» بالمسؤولية عن الهجوم، كما نددت الأمم المتحدة بالهجوم، ودعت «جميع الأطراف إلى أكبر قدر من ضبط النفس»، وحذرت مصر والأردن من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، وبالتالي اندلاع حرب إقليمية شاملة.
يأتي ذلك، بينما سلمت إسرائيل مقترحاتها المحدثة حول «هدنة غزة»، وصفقة تبادل الأسرى إلى الوسطاء خلال اجتماعهم في العاصمة الإيطالية روما، وسط تشاؤم إسرائيلي بأن حركة «حماس» لن تقبل شروط نتنياهو الجديدة، وفيما أكد مكتب نتنياهو أن «مفاوضات هدنة غزة» ستستمر في الأيام المقبلة، تجددت الاحتجاجات الضخمة في تل أبيب للمطالبة بإقالة حكومة نتنياهو، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وإنهاء الحرب على غزة، في وقت اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه لا يوجد آفاق لوقف إراقة الدماء بغزة، مشيراً إلى أن حديث نتنياهو عن تدمير «حماس» بالكامل غير واقعي.