من كتابة من نضال المغربي ورمضان عابد (رويترز)
الإثنين 26 أغسطس 2024
فلسطينيون ينزحون بعد صدور أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي في دير البلح بمنتصف قطاع غزة يوم 25 أغسطس آب 2024. تصوير: رمضان عابد – رويترز © Thomson Reuters
القاهرة/غزة (رويترز) – اضطرت الأسر للفرار بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة في دير البلح وسط قطاع غزة في وقت متأخر من مساء يوم الأحد قائلة إن قواتها تعتزم التحرك ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وغيرها من الجماعات التي تنشط في المنطقة.
فلسطينيون ينزحون بعد صدور أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي في دير البلح بمنتصف قطاع غزة يوم 25 أغسطس آب 2024. تصوير: رمضان عابد – رويترز© Thomson Reuters
وفي الأيام القليلة الماضية أصدرت إسرائيل عدة أوامر إخلاء في أنحاء غزة هي الأوسع نطاقا منذ بداية الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر، مما أثار احتجاجات من جانب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة بسبب تقليص المناطق الإنسانية وغياب المناطق الآمنة.
وتقول سلطات بلدية دير البلح إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى نزوح 250 ألف شخص.
وقال مسعفون إن ضربات إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين اليوم الاثنين. فقد قتل اثنان في دير البلح، حيث يوجد نحو مليون نازح، واثنان آخران في مدرسة بمخيم النصيرات وثلاثة في مدينة رفح جنوب القطاع بالقرب من الحدود مع مصر.
وأجبرت أوامر الإخلاء الجديدة الكثير من الأُسر والمرضى على مغادرة مستشفى شهداء الأقصى، المرفق الطبي الرئيسي في دير البلح، حيث يحتمي مئات الآلاف من السكان والنازحين خوفا من القصف.
ويقع المستشفى بالقرب من المنطقة التي يشملها أمر الإخلاء.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان يوم الأحد إن انفجارا وقع على بعد حوالي 250 مترا من مستشفى شهداء الأقصى الذي تدعمه المنظمة مما أثار حالة من الذعر.
وجاء في البيان “نتيجة لذلك، تدرس أطباء بلا حدود ما إذا كان ينبغي تعليق عمليات الرعاية المرتبطة بالجروح في الوقت الراهن، مع محاولة الإبقاء على خدمات العلاج المنقذة للحياة”.
وقالت المنظمة نقلا عن وزارة الصحة في غزة إن من بين نحو 650 مريضا لم يبق سوى 100 في المستشفى، منهم سبعة في وحدة العناية المركزة.
وأضافت “هذا الوضع غير مقبول، فمستشفى الأقصى يعمل منذ أسابيع بأكثر من طاقته بسبب عدم وجود بدائل أمام المرضى. ويجب على جميع أطراف الصراع احترام المستشفى، وكذلك حق المرضى في الحصول على الرعاية الطبية”.
* جمود دبلوماسي
قالت سوسن أبو عفش إنها وأطفالها نزحوا حتى الآن 11 مرة.
وأضافت “نص ولادي تركتهم وتركت عفشي وطالعة بولادي الصغار وبنتي، ولنا الله، حسبي الله ونعم الوكيل على كل من خذلنا… عشان الطريق ماعييش أركب. رايحة على (منطقة) السبعتاشر مشي. احنا جاعدين بنموت وما حدش شايفنا. مش عارفين وين نروح أصلا أنا ماليش مكان”.
ويأتي التصعيد وسط تضاؤل آمال وقف الحرب في وقت لم تفلح فيه الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة حتى الآن في سد الفجوات بين مواقف إسرائيل وحركة حماس اللتين تتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن حماس وإسرائيل لم توافقا على عدة مقترحات لتضييق الخلافات قدمها الوسطاء خلال محادثات في القاهرة يوم الأحد.
ومع ذلك وصف مسؤول أمريكي كبير المحادثات بأنها “بناءة”، قائلا إنها جرت وسط رغبة من جميع الأطراف في التوصل إلى “اتفاق نهائي وقابل للتنفيذ”.
وقال أسامة حمدان القيادي في حماس إن الحركة رفضت شروطا جديدة وضعتها إسرائيل خلال المحادثات، التي لم تحضرها الجماعة. وأضاف أن التعليقات الأمريكية بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار كاذبة وتهدف إلى خدمة أغراض انتخابية.
ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته احتجاجات متزايدة في الولايات المتحدة بشأن المساعدات الموجهة لإسرائيل، وذلك قبل انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.
وقُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني خلال العملية العسكرية الإسرائيلية حتى الآن وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة. وتقول وكالات إغاثة إن القطاع المزدحم جرى تدميره ونزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات، كما يواجهون نقصا حادا في الغذاء والدواء.
واندلع الصراع بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 شخص، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
(إعداد أميرة زهران وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد)