الغارات الإسرائيلية على مصياف
تصريح ادلى به الزميل محمد علي صايغ ، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية، وعضوا اللجنة الدستورية للمرصد السوري حول التداعيات المحتملة لاغتيال حسن نصرالله
المرصد
٣٠ أيلول ٢٠٢٤
لا شك أن تداعيات اغتيال حسن نصر الله وسلسلة الاغتيالات التي جاءت قبله لقيادات حزب الله وبعده لا يمكن التكهن الآن بارتداداتها على القضية الفلسطينية ولبنان والمنطقة بأسرها .. ولا شك أيضاً بأن جنون اليمين المتطرف بإسرائيل وعلى رأسهم “نتنياهو” يهدف فيما يهدف من الاغتيالات المتتابعة، وهذا القصف والتدمير الشامل غير المسبوق سواء ذلك الذي تم في غزة وفي لبنان كما تشير الوقائع الأولى إلى أن نتنياهو من وراء هذا الاغتيال الكبير يهدف إلى تثبيت موقعه ومعه اليمين المتطرف في السلطة الإسرائيلية، والقضاء على حزب الله أو على الأقل إضعاف قدراته بشكل كبير جداً.
وفي ظل الضعف العربي وتخاذله، فإن الكيان الصهيوني ومعه الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الموجة العالية من الهجمات الجوية والتدمير والعنف المفتوح قد فرضت على المنطقة وإيران ودول الطوق العربي قواعد “النأي بالنفس”، وإلا فإن أي تدخل أو مواجهة لهذا الانفلات الصهيوأمريكي من عقاله، فإن حرب الكيان الصهيوني ستمتد إلى كل من يجرؤ على الدخول في ساحة هذه الحرب ولو بالتهويش على مسارها .. وما دامت هذه الدول ملتزمة بقواعد “النأي بالنفس” وفق الرسائل الإسرائيلية الصريحة والمبطنة فإنها ستكون بمنأى عن الغضب الإسرائيلي عليها.
هذا الانفلات للكيان الإسرائيلي دون رادع يردعه، قد يؤدي إلى امتداد الحرب من لبنان إلى جميع الأذرع الإيرانية في المنطقة، لفرض قواعد وشروط الكيان الصهيوني مقدمة لتنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية للمنطقة كلها ومن ضمنها سورية، وبالتالي تنفيذ الرؤية الصهيوأمريكية للسلام في المنطقة وفرض السلام والتطبيع فرضاً.
ومن هنا فإن على الأطراف السورية المسارعة إلى الدخول في مفاوضات جدية وسريعة في تنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف 1 والقرار الدولي 2254 / 2015، وإنجاز اتفاق سوري / سوري قبل فوات الأوان، وإلا فإن المخططات الأمريكية الصهيونية ستفرض على سورية وغيرها، ووفق مصالحهم ومخططاتهم لا وفق مصالح وإرادة السوريين، في حل سياسي يحافظ على الدولة السورية ووحدتها.