الشراع 29 تشرين الثاني 2024
الشراع
هو القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، عبر اتفاق وزيري خارجية اميركا جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الصادر عام 2013 . والذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في سورية ، بمشاركة كل القوى السياسية الداخلية المحسوبة على نظام الأسد، والمعارضات الوطنية المختلفة ، والتي كانت تباشيرها تشكيل لجنة مشتركة لوضع دستور جديد لسورية ، يتناسب مع مرحلة العمل الوطني الديمقراطي، وإسقاط عنوان ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع ..والتي اجهض بشار عملها ، حين كلف جماعته بالمماطلة والعرقلة ، وها قد مضت عشر سنوات ولم تضع مادة واحدة في الدستور المفترض ، بينما اعاد بشار الدستور السوري الذي وضعه والده لحكم سورية إلى الابد ..
لذا
فإن المعارضات السورية فقدت كل الامل في تحقيق تطبيق هذا القرار الدولي …بسبب تواطؤ أميركي روسي على دعم بشار ، وتسليم السلطة في سورية له ولأسرته ولابنه حافظ من بعده !!!!
إلى ان لاح في الافق امكانية توافق أميركي – روسي من جديد على تطبيق هذا القرار الدولي ، الذي من شأنه اعادة تشكيل السلطة في سورية ، واهم ما فيها قيام حكومة وحدة وطنيةتوافق عليها المعارضات ، تتبع لها كل الاجهزة الامنية ( بعد اختصار عددها وعديدها ) ويكون قرار تحريك الجيش بيد هذه الحكومة بعد دمج مقاتلي المعارضة فيه ، واعادة الجنود والضباط في الجيش الوطني ( ويضم قطاعات الجيش السوري الحر ) .
لكن
هل لاحت تباشير اتفاق أميركي – روسي فعلاً؟
من يراقب الغزل السياسي بين الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، وبين الرئيس الروسي الأبدي فلاديمير بوتين، يقرأ تحولاً جدياً في ثقافة الغرب الاميركي تجاه روسيا ، وربما كانت أوكرانيا احدى تعبيرات هذه الثقافة ، حيث اعتبرها جو بايدن فخاً اعد بدقة ليقع فيه بوتين ، بينما يقول ترامب انه لن يخوض اي حرب في العالم ، وانه مستعد للتفاهم مع روسيا بوتين عندما يتسلم السلطة اعتباراً من 20/1/2025.
وبوتين من جهته مستعد لملاقاة ترامب في منتصف الطريق، اعتباراً من سورية وفق المعادلة التالية التي رسمها للشراع احد قادة المعارضة الوطنية السورية من غير العسكريين وهي : ان ترامب مستعد للإعلان بان القرم ارضاً روسية عادت إلى وطنها ( احتلها الروس عام 2014 () في مقابل ان يسكت بوتين عن دخول المعارضة السورية إلى حلب ، التي كانت أخلتها بصفقة عقدها رجب طيب أردوغان مع بوتين ، وسيطرت عليها الشرطة الروسية مانعة بشار من مجرد زيارتها منذ عشر سنوات!!
لعله مدخل مهم للتوافق بين الرئيسين الروسي والاميركي…
لكن ماذا عن ايران ؟
ماذا عن اردوغان ؟
ليس خافياً على احد ان الخلاف الروسي مع ايران لا يقل اهمية عن الخلاف الاميركي في عهد ترامب مع ايران ،
جو بايدن هو ابن السياسة الأميركية التي وضعها باراك أوباما، وعنوانها الدائم التنازل امام ايران في كل شأن يمس أمن العرب ، والتنازل امام الكيان الصهيوني ، في كل شأن يمس العرب
بينما ترامب يتشدد امام ايران في اي شأن يمس امن الكيان الصهيوني ، ولا بد من اعطاء آلعرب فتات اي شأن سياسي او امني !!
الاثنان :بوتين وترامب فقدا الثقة في اي موقف او وعد او عهد يقطعه بشار على نفسه! والاثنان وجدا ان وجوده واستمراره في السلطة بات استدراجاً لحروب لا تنتهي في سورية ، وربما كان القرار الدولي 2254 هو المخرج السلمي الوحيد، للازمة السورية.!
لذا
يقول المصدر السوري المعارض ان العودة إلى تطبيق هذا القرار هو المدخل الرئيسي لحل المعضلة السورية!!
عن التوقيت
الشراع سألت القيادي السوري المعارض عن توقيت الهجوم على حلب فقال :
طبعاً التوقيت مهم ، وكان يجب ان نبدأه بعد انتهاء العدوان الصهيوني على لبنان ، حتى لا يردد اتباع بشار في لبنان وفي الخارج اننا تحركنا في ظل العدوان الصهيوني على لبنان، وها نحن انطلقنا بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار والعدوان على البلد الشقيق .. ونحن سنسعى لإعادة ابناء سورية اليها لإعادة إعمارها ، بعد ان دمرتها براميل بشار المتفجرة وطائرات بوتين وبشار وصواريخهما
وماذا عن اسرائيل ؟
سألت الشراع القيادي السوري المعارض فقال :
إذا حصل اتفاق بين ترامب وبوتين حول سورية ، فلن يستطيع نتنياهو تعطيله ، ولنتذكر ان ترامب اعتبر ان نتنياهو خدعه ، وباع الاتفاق مع لبنان لادارة بايدن ، وكان يمكن ان ينتظر ليقدمها هدية لترامب ،
ثم ان نتنياهو كان وما زال ملاحقاً في محاكمات داخلية تنتظره ، وفي التهرب من قرارات اعتقال بحقه وغالانت صادرة عن محكمة الجنايات الدولية.
وعن الدور التركي ؟
يجيب القيادي المعارض : ان بشار كعادته يكذب على الجميع ، وعلى اردوغان الذي اراد انهاء الحرب على حدوده لسببين جوهرين يتعلقان بالأمن القومي التركي ، وهما قضية الأكراد السوريين، حيث كذب عليه بشار بشأن ضبط حركتهم ، وراح يفاوضهم ليكونوا إلى جانبه
الامر الثاني هو ثلاثة ملايين سوري هجرهم بشار وبوتين من بلدهم ويعيشون في تركيا ، وقد تحول وجودهم إلى مشكلة داخلية تركية تأكل من رصيد اردوغان ..
كل هذه العوامل- يتابع المصدر الوطني السوري – دفعت للتحرك العسكري السوري المعارض ضد جماعة بشار
واخيراً
لماذا سيطر عنصر الإسلام السياسي على المشهد ؟
يرد القيادي المعارض : بل أن غرفة العمليات كلها بأيدي ضباط الجيش الوطني السوري، وليس فيها اي قيادي اسلامي ، والمقاتلون مشتركون ومن كل الاتجاهات: وطنيون عروبيون وإسلاميون واكراد