مهند الكاطع
الخطاب الوطني والإيجابي الجامع اتجاه مختلف أطياف الشعب السوري والذي يتبناه اليوم بشكل واضح وصريح عموم الشارع السوري المكلوم من مدنيين وعسكريين تزامناً مع المتغيرات التي تشهدها الساحة السورية هو خطوة تدعو للتفاؤل الكبير وتعكس وعياً يعوّل عليه رغم التحديات.
طبعاً مثل هذا الخطاب أحرج بشكل كبير أولئك المستثمرين في خطاب المظلوميات من أولئك الذين يحبون أن يصنّفوا أنفسهم كأقليات دينية وقومية وطائفية في سورية، ويبحثون عن فرص لتوظيف ذلك سياسياً ويتزعمون المشهد على هذا النحو وتحت شعارات عاطفية وبسقف لا وطني في معظم الأحيان، بحثاً عن محاصصات ومصالح ضيقة.
ولهذا نجد أنَّ كثير ممن يتبنى مثل هذه الرؤى الضيقة اليوم يتغاضى عن الخطاب الإيجابي الذي يتبناه الشارع السوري والذي يشكل خطاب 99% من الجمهور، ويحاولون توظيف وقتهم وجهودهم في البحث عن كل ما هو شاذ من تعليق من شخص مجهول أو تصيّد كلمة في تصريح أو فيديو وإخراجها عن سياقها لإثبات فقط استمرار سياق المظلومية المتخيّلة والتي يخشون من فقدانها عبر هذا الخطاب الوطني، وسحب البساط من تحت اقدامهم وفقدان دورهم كزعماء احزاب طائفية وإثنية.
جميعنا نشترك في المخاوف من إعادة إنتاج استبداد تحت شعارات دينية او قومية او غير ذلك! لكننا نعاني من الجمود طيلة السنوات الماضية ونعاني من التهجير القسري الذي نعيشه ويعيشه شعبنا. ولا بد اليوم من تغليب المصلحة العامة، لنعيش معاً ونبني معاً، أو نستمر بالمراهنات على الخارج وعلى العصبيات اللا وطنية ونخسر جميعاً.