أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، رفض بلاده لأي دور للقوات الفرنسية في سوريا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي تتعامل معه أنقرة. جاء ذلك في ظل مساعٍ غربية لإثناء تركيا عن شن هجوم على الأكراد، الذين تراهم تهديدًا لأمنها.
آخر تحديث: 11/01/2025
إعداد: فرانس24
مقاتل من القوات المدعومة من تركيا على جبهة بويهيج – بوغاز – كورهويوك، على مشارف منبج، شمال شرقي سوريا، أثناء قتالهم مع القوات الموالية للأكراد، 6 سبتمبر/أيلول 2023. © أ ف ب
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده لا ترى أي دور للقوات الفرنسية في سوريا، مشددا على أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي تتواصل معه أنقرة. يأتي ذلك وسط محاولات غربية لإقناع تركيا بالعدول عن عملية عسكرية ضد الأكراد.
واتهم فيدان باريس بتجاهل المخاوف الأمنية التركية، داعيا فرنسا إلى استعادة مواطنيها الجهاديين المسجونين في سوريا.
جاء ذلك فيما تحاول باريس وواشنطن إقناع حليفتهما في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعدول عن شنّ هجوم على قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي ساعدت في هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2019.
ويعتبر كثيرون في الغرب أن قوات سوريا الديمقراطية تشكل فاعلا هاما في منع عودة ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية”. لكن تركيا تعتبرها تهديدا أمنيا كبيرا بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينات.
عند سؤاله عن احتمال نشر قوات أمريكية وفرنسية في شمال سوريا لتخفيف التوترات مع الأكراد، استبعد فيدان أي دور لباريس.
وأفاد للصحافيين في إسطنبول “محاورنا الوحيد في هذه القضية هو أمريكا”، مضيفا “بصراحة نحن لا نولي اعتبارا للدول التي تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة أمريكا”.
وتابع فيدان “لقد قلنا ذلك مرات عديدة: لا يمكننا أن نعيش في ظل مثل هذا التهديد. إما أن يتخذ طرف آخر هذه الخطوة أو سنتخذها نحن”.
وأكد على أن تركيا تمتلك “القوة والقدرة وقبل كل شيء العزم على القضاء على كل التهديدات الوجودية من المصدر”، مكررا تحذيرات أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الأسبوع.
ويذكر أنه مساء الجمعة، أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر قناة “أل سي إي” الخاصة أنه اتصل بنظيره التركي “ليذكره بأن مصالح تركيا وفرنسا وأوروبا تكمن إلى حد بعيد في ضمان استقرار سوريا وسيادتها ووحدتها”.
جدار صدّ أم سجّان للجهاديين؟
تدير قوات سوريا الديمقراطية عشرات السجون والمخيمات في شمال شرق سوريا، حيث يحتجز آلاف الجهاديين وعائلاتهم.
ومن بين المحتجزين عشرات المواطنين الفرنسيين إلى جانب متطرفين أجانب آخرين تشعر بلدانهم بقلق عميق إزاءهم وتتردد في إعادتهم.
رغم إصرار الغرب على الدور الحاسم لقوات سوريا الديمقراطية في التصدي لعودة الجهاديين، تعتبرها تركيا مجرد سجّان تتم المبالغة في دوره.
وقال فيدان: “ما ينبغي لفرنسا أن تفعله هو استعادة مواطنيها ونقلهم إلى سجونها ومحاكمتهم”.
وأضاف: “من الخطأ أن نطلب من وحدات حماية الشعب، وهي منظمة إرهابية أخرى، الاحتفاظ بهؤلاء السجناء مقابل الدعم”. ووحدات حماية الشعب الكردية هي العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.
وردّ بارو أن هؤلاء المقاتلين الفرنسيين: “ينبغي إبقاؤهم حيث ارتكبوا جريمتهم، في ظل مراقبة الأكراد”.
وتدارك: “استثني من هذا الامر الأطفال، غير المسؤولين في أي حال من الاحوال عما قام به ذووهم”، مضيفا “في كل مرة كان ذلك ممكنا، قمنا بإعادتهم (…) واذا كان ذلك ممكنا من جديد، رغم الظروف المعقدة، فسنقوم به مجددا”.
واعتبر وزير الخارجية التركي أن فرنسا “لديها سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم -الدولة الإسلامية- إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا”.
وأكد هاكان فيدان أن هدف تركيا الوحيد هو ضمان “الاستقرار” في سوريا.
وتابع: “إنهم يطرحون دائما مطالبهم الخاصة ولا يتخذون أي خطوات بشأن مخاوفنا”، متعهدا أن تتعامل تركيا مع المشكلة بطريقتها.
والشهر الماضي، قال فيدان إن الدعم الغربي لقوات سوريا الديمقراطية هدفه الوحيد هو ضمان عدم عودة مواطنيهم الجهاديين إلى بلدانهم.
وأضاف في مقابلة مع قناة فرانس 24: “للأسف فإن أصدقاءنا الأمريكيين وبعض الأصدقاء الأوروبيين يستخدمون منظمة إرهابية لإبقاء إرهابيين آخرين في السجن”.
فرانس24/ أ ف ب