من كتابة من حميرة باموق وبيشا ماجد
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يجلس بجانب يوري أوشاكوف مستشار الرئيس فلاديمير بوتين خلال حضورهما محادثات في الرياض بالسعودية بين مسؤولين أمريكيين وروس لبحث الحرب في أوكرانيا في يوم 18 فبراير شباط 2025 . صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء . © Thomson Reuters
الرياض (رويترز) – قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنها وافقت على إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد اجتماع أولي في السعودية لم تشارك فيه كييف.
وتأتي هذه التصريحات على النقيض من نهج واشنطن السابق الذي دعا حلفاء الولايات المتحدة لإبقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عزلة.
وشددت روسيا مطالبها خلال الاجتماع الذي استمر أربع ساعات ونصف الساعة في العاصمة السعودية الرياض، ولا سيما إصرارها على عدم منح أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي.
وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها مسؤولون أمريكيون وروس محادثات لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنها لن تقبل أي اتفاق يفرض عليها دون موافقتها. وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس مجددا أنه “يجب ألا يُتخذ قرار دون مشاركة أوكرانيا”.

وحتى قبل بدء المحادثات، اتهم بعض الساسة الأوروبيين إدارة ترامب بتقديم تنازلات كبيرة لموسكو باستبعاد منح أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي والقول بإن رغبة كييف في استعادة كل أراضيها المفقودة بمثابة وهم.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتس لصحفيين في الرياض إن الحرب يجب أن تنتهي للأبد، مشيرا إلى أن ذلك يستلزم إجراء مفاوضات حول الأراضي.
وأضاف “الحقيقة العملية هي أنه ستكون هناك بعض المناقشات بشأن الأراضي وستكون هناك محادثات حول الضمانات الأمنية”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن فرقا عالية المستوى ستبدأ محادثات لإنهاء الصراع وستعمل على عودة عمل البعثتين الدبلوماسيين للبلدين بصورة طبيعية لتسهيل المضي قدما في المحادثات.
وأضاف روبيو أنه خرج من المحادثات الأولية مقتنعا بأن روسيا “مستعدة للبدء في عملية جادة” لكن التوصل إلى السلام سيتطلب تنازلات من جميع الأطراف.

وردا على المخاوف الأوكرانية والأوروبية، قال روبيو إن أحدا لن يتعرض للتهميش، وإنه سيتعين مشاركة الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما وإن أي حل يجب أن يكون مقبولا لجميع الأطراف.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في صورة من أرشيف رويترز. © Thomson Reuters
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أرجأ زيارة كان من المقرر إجراؤها إلى السعودية يوم الأربعاء إلى الشهر المقبل.
وقالت مصادر مطلعة إن زيلينسكي اتخذ هذا القرار لتجنب إضفاء “شرعية” على المحادثات الأمريكية الروسية.
وتقول كييف إنها يجب أن تشارك في أي محادثات لإنهاء الحرب.
لكن روسيا لم تتخل عن مطالبها حتى خلال انعقاد الاجتماع في العاصمة السعودية.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين في موسكو إن “عدم قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي ليس كافيا”. وأضافت أن الحلف لا بد أن يفعل ما هو أكثر من ذلك بالتراجع عن الوعد الذي قطعه في قمة بوخارست عام 2008 بضم كييف في تاريخ مستقبلي غير محدد.

وذكرت “لو لم يحدث ذلك، فإن هذه المشكلة ستستمر في تسميم الأجواء في القارة الأوروبية”.
ودأب زيلينسكي على المطالبة بأن تكون عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي هي السبيل الوحيد لضمان سيادة كييف واستقلالها عن جارتها المسلحة نوويا.
* مطالب روسية
وبينما تناقش دول أوروبية إمكانية إرسال قوات حفظ سلام لدعم أي اتفاق في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الرياض إن موسكو لن تقبل نشر قوات من حلف شمال الأطلسي هناك تحت أي راية. وأضاف “بالطبع هذا غير مقبول بالنسبة لنا”.
وتشير تصريحات لافروف وزاخاروفا إلى أن روسيا ستواصل الضغط من أجل تقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات.
ويشعر زيلينسكي وزعماء أوروبيون بالقلق من أن ترامب قد يبرم اتفاقا متسرعا مع موسكو يتجاهل مصالحهم الأمنية، ويكافئ روسيا على غزوها، ويترك الحرية لبوتين في تهديد أوكرانيا أو دول أخرى في المستقبل.
وقال لافروف إن هناك “اهتماما كبيرا” برفع العوائق الاقتصادية بين البلدين، وذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على موسكو بسبب الحرب.
وقال روبيو إن الدول الأوروبية فرضت أيضا عقوبات على روسيا، لذا سيتعين مشاركتها في المحادثات المتعلقة برفع هذه العقوبات.
وأضاف أن من شأن انتهاء هذا الصراع أن “يتيح” فرصا للتعاون بين موسكو وواشنطن، بما في ذلك “بعض الشراكات الاقتصادية الفريدة للغاية”.
(تغطية صحفية حميرة باموق من الرياض ودميتري أنطونوف من موسكو – إعداد محمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)