تأليف من عرفات بربخ ونضال المغربي- Reuters
4 / 12 /2023
قصف يسقط علي غزة عقب انتهاء هدنة مؤقتة – رويترز © Thomson Reuters
غزة/القاهرة (رويترز) – قصفت القوات الإسرائيلية مناطق واسعة في قطاع غزة يوم الأحد مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، فيما لاذ المدنيون في القطاع المحاصر بمنطقة آخذة في التضاؤل في الجنوب.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية على بعد نحو كيلومترين من مدينة خان يونس في الجنوب. وذكر سكان بخان يونس أن بوسعهم سماع دوي نيران الدبابات وأنهم يخشون من أن إسرائيل تجهز هجوما بريا جديدا، وكان كثير منهم قد انتقلوا بالفعل إلى خان يونس للفرار من هجمات سابقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب من السكان إخلاء بعض المناطق في المدينة وبالقرب منها، لكنه لم يعلن أي هجوم بري جديد على الجنوب.
لكن في أوضح إشارة على بدء الهجوم البري على الجنوب، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري للصحفيين في تل أبيب يوم الأحد “الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد مراكز حماس في كل قطاع غزة”. وتابع “القوات تواجه الإرهابيين وجها لوجه وتقتلهم”.
وقالت جماعة الحوثي اليمنية إن قواتها المسلحة استهدفت سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر اليوم بطائرة مسيرة وصاروخ بحري في تحرك للتضامن مع الفلسطينيين، وهو أمر يؤجج مخاوف من اتساع رقعة الصراع وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أيضا أنها على علم بتقارير عن هجوم على المدمرة الأمريكية كارني، إلا أنها لم تخض في تفاصيل. ولم تؤكد إسرائيل أو الولايات المتحدة بشكل مستقل وقوع الهجمات أو الأضرار التي تسببت فيها إن وُجدت.
وكان مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع الذي تديره حماس من المواقع التي قُصفت. وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن عدة أشخاص قُتلوا جراء غارة جوية إسرائيلية هناك.
وأظهر مقطع مصور حصلت عليه رويترز لآثار القصف فتى مغطى بالتراب ويبكي وسط أنقاض مبان منهارة.
وصرخ بصوت متهدج “أبوي استشهد”.
ووقفت فتاة ترتدي سترة وردية ومغطاة أيضا بالتراب وسط أكوام من الأنقاض قائلة “لا، لا، لا”.
وقال سكان إن قصف المدفعية والطائرات الحربية ركز أيضا على مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع، وتكافح المستشفيات من أجل التعامل مع تدفق الجرحى.
وقال إيلون ليفي المتحدث باسم حكومة إسرائيل إن الجيش ضرب أكثر من 400 هدف في مطلع الأسبوع “بما في ذلك ضربات جوية مكثفة في منطقة خان يونس” وإنه قتل أيضا “مسلحين من حماس ودمر بنيتهم التحتية” في بيت لاهيا في الشمال. ولم يصدر تعليق بعد على تقارير الهجمات المحددة.
وتجددت الحرب يوم الجمعة عقب انتهاء هدنة استمرت أسبوعا في القتال بين القوات الإسرائيلية وحماس، مما سمح بتنفيذ اتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس.
واندلع العنف على الرغم من مناشدة الولايات المتحدة إسرائيل تجنب إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين الفلسطينيين.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 15523 قُتلوا خلال شهرين تقريبا من الحرب التي اندلعت بعد شن حماس هجوما مباغتا عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن الهجوم أفضى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
واتهم أسامة حمدان، القيادي بحماس المقيم في لبنان، إسرائيل باتباع استراتيجية متعمدة لدفع المدنيين في غزة إلى التوجه جنوب القطاع من أجل محاصرتهم وقتلهم هناك.
وقال للصحفيين إنه لا توجد مناطق آمنة للنازحين إلى الجنوب، مضيفا أن الدعوات المتكررة من الجيش الإسرائيلي للمواطنين بالتوجه جنوبا ما هي إلا خطة وفخ متعمد لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين العزل وانتهاكات حقوق الإنسان، دون أن يقدم أي دليل على ذلك.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق، لكنه قال مرار إنه يستهدف معاقل حماس العسكرية وإنه طلب من المدنيين الانتقال إلى مناطق آمنة حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدات الإنسانية.
* مخاوف من شن هجوم بري
قال سكان غزة يوم الأحد إنهم يخشون من أن هجوما بريا إسرائيليا على مناطق الجنوب بات وشيكا. وتابعوا أن الدبابات قطعت الطرق التي تصل خان يونس بدير البلح في وسط غزة، ما يقسم القطاع إلى ثلاث مناطق.
وأمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بإخلاء عدة مناطق في خان يونس وحولها، ونشر خريطة توضح الملاجئ التي ينبغي لهم التوجه إليها إلى الغرب من المدينة وصوب الجنوب نحو رفح المتاخمة لمصر.
لكن السكان قالوا إن المناطق التي أُمروا بالتوجه إليها أيضا واقعة تحت الهجوم.
وقال نبيل الغندور لرويترز إنه وأسرته سيتركون خان يونس ويتوجهون إلى رفح في وقت لاحق يوم الأحد في خامس تحرك لهم توخيا للسلامة منذ اندلاع الصراع.
وتابع الغندور “لا يمكننا رؤية أي منطقة آمنة”. وأضاف “لكننا نتحرك لأن ماذا بوسعنا أن نفعل؟ لدينا أطفال والقصف مستمر طوال الليل”.
وقال مسؤول بوزارة الصحة في غزة في وقت لاحق يوم الأحد إن سبعة أشخاص قُتلوا في غارة جوية على منزل في رفح. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
* استهداف الأنفاق
قال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن طائراته الحربية والهليكوبتر ضربت أهدافا لحماس من بينها فتحات أنفاق ومراكز قيادة ومنشآت تخزين أسلحة. وذكر الجيش أن القوات البحرية ضربت مركبات لحماس على الشاطئ.
وأحجم الجيش عن تقديم بيانات عن عدد الغارات الجوية المنفذة.
وعلى جبهة أخرى، قالت إسرائيل إن عدة جنود أُصيبوا حينما ضرب صاروخ مضاد للدبابات انطلق من لبنان مركبة في منطقة بيت هليل بشمال إسرائيل.
ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الروايات بشكل مستقل.
(شارك في التغطية صهيب سالم من القاهرة ومحمد سالم ورولين التفكجي من غزة ومعيان لوبيل وآري رابينوفيتش وإميلي روز من القدس وماجي فيك من بيروت وآندرو ميلز من الدوحة ونانديتا بوز من دبي وإدريس علي ستيف هولاند وفيل ستيوارت من واشنطن – إعداد محمد أيسم ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)