هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»:
12 – يناير – 2024
بعد ربطها بإذن مسبق وتدقيق من سلطاته، وافق النظام السوري، أمس الجمعة، على دخول المساعدات الأممية من معبر باب الهوى الحدودي إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، لمدة ستة أشهر إضافية، وذلك ضمن الآلية التي تعتمدها الأمم المتحدة منذ العام 2014 إلى الشمال السوري بتفويض من مجلس الأمن الدولي.
وقال مدير منظمة «منسقو استجابة سوريا» د. محمد حلاج، إن الأمم المتحدة توصلت لاتفاق جديد مع مختلف الأطراف بما فيها النظام السوري، على تمديد دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمدة ستة أشهر إضافية تبدأ من 13 يناير/ كانون الثاني 2024 وتنتهي بتاريخ 13 تموز/يوليو 2024 ضمناً، مع بقاء معبري باب السلامة والراعي لمدة شهر إضافي بموجب التفويض الرابع حتى 13 فبراير 2024.
وبلغ عدد الشاحنات الأممية المقدمة إلى شمال غربي سوريا، وفق حلاج، خلال المدة الزمنية للتفويض السابق في المنطقة: «1259 شاحنة: توزع الشاحنات الواردة عبر المعابر الحدودية الثلاثة؛ معبر باب الهوى بمعدل 892 شاحنة، بينما توزعت باقي الشاحنات على معبري باب السلامة بمعدل 362 شاحنات، ومعبر الراعي 5 شاحنات».
وعلى الرغم من الحاجة الماسة إلى استمرار دخول المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود دون قيود «فإن التفاهمات الأخيرة لم تصل لأكثر من ستة أشهر فقط»، وفق حلاج الذي أكد ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود دون توقف مع ضمان استمراريتها بشكل دائم بالتزامن مع زيادة العجز في الاستجابة الإنسانية، وزيادة عدد المحتاجين للمساعدات وخاصة مع دخول فصل الشتاء والمصاعب الكبيرة التي تواجه المدنيين في تأمين احتياجاتهم الأساسية في المنطقة.
وكالة رويترز، قالت أمس إن الحكومة السورية مددت موافقتها على تسليم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد عبر معبر حدودي مع تركيا لمدة ستة أشهر أخرى.
وتعيش سوريا نزاعاً مسلحاً منذ نحو 13 عاماً، ونتيجة لذلك يعتبر نحو 13.4 مليون من السوريين من المحتاجين، 12.4 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 6.7 مليون مصنفون بأنهم نازحون داخلياً، و5.6 مليون من اللاجئين، بحسب «التحالف الإغاثي الأمريكي من أجل سوريا»، وذلك في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وُصفت بأنها «أسوأ كارثة من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية».
وعلى الرغم من هذا العقد من المعاناة، وثقت هيئات الأمم المتحدة كيف أعاق النظام السوري وحلفاؤه على مدار النزاع بشكل ممنهج وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتاجين، وغالباً ما استخدموها كجزء من تكتيكات «حرب الحصار» ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وبسبب إعاقة النظام السوري وصول المساعدات الإنسانية، اتخذ مجلس الأمن الدولي في 14 تموز/ يوليو 2014 خطوات لتعزيز الأساس القانوني لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا وذلك بتبني القرار 2165 (2014) بالإجماع، والذي سمح بإيصال المساعدات عبر الحدود من خلال أربعة معابر حدودية: اثنان على الحدود التركية (باب السلام وباب الهوى)، وواحد على الحدود مع العراق (اليعربية) وواحد على الحدود مع الأردن (الرمثا).
ومع مرور السنوات، بدأت روسيا في زيادة معارضتها للآلية العابرة للحدود، وفي كانون الأول/ديسمبر 2019 تم تجديد اثنين فقط من المعابر الأربعة (تلك التي تصل إلى شمال غرب سوريا عبر الحدود مع تركيا)، لمدة 6 أشهر، فيما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) فيما يتعلق بالمعبرين الآخرين. واعتباراً من تموز/يوليو 2020، لم يبق إلا معبر حدودي واحد فقط مرخص به من الأمم المتحدة ومفتوح، هو باب الهوى، وينظر إليه الآن على أنه المعبر الأخير الذي يمكن لوكالات الأمم المتحدة من خلاله تقديم المساعدات والدعم عبر شركائها في المجال الإنساني.
وتستخدم الأمم المتحدة معبر باب الهوى من تركيا لتوصيل المساعدات إلى الملايين في شمال غرب سوريا منذ عام 2014 بتفويض من مجلس الأمن الدولي. وانتهى ذلك في منتصف عام 2023 بعد فشل الهيئة المكونة من 15 عضوًا في التوصل إلى اتفاق لتمديده، وقالت الحكومة السورية بعد ذلك إن الأمم المتحدة يمكن أن تستمر في استخدام معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر أخرى.
وقالت بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة، في مذكرة دبلوماسية، الخميس، إن دمشق «ستمدد الإذن الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا». لفترة إضافية مدتها ستة أشهر حتى 13 يوليو 2024.
وسمح النظام السوري أيضًا للأمم المتحدة بإرسال المساعدات عبر معبرين تركيين آخرين بعد أن أدى الزلزال إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا العام الماضي.
من المقرر أن تنتهي صلاحية هذا التفويض في 13 فبراير/ شباط، بينما تسعى تركيا إلى تجديد مجموعتي التراخيص، حيث أعاقت مستويات الفائدة وأولويات التمويل الاستجابة للمساعدات.
ويعتمد ملايين الأشخاص في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليها المعارضة السورية، على إيصال المساعدات عبر تركيا للحصول على الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى. وبعد ما يقرب من 13 عاماً من الحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، حيث يعيش الكثيرون في جميع أنحاء البلاد في أسوأ ظروف اقتصادية حتى الآن، حيث يعيش تسعة من كل 10 سوريين تحت خط الفقر.