وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يتحدث في حوار المنامة التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المنامة يوم السبت. تصوير: حمد محمد- رويترز. © Thomson Reuters
من ألكسندر كورنويل وأندرو جراي
السبت 18 / 11 / 2023
المنامة (رويترز) – عبر وزير الخارجية الأردني يوم السبت عن شكه في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها القضاء على حركة حماس عبر القصف العنيف واجتياح قطاع غزة الذي تديره الحركة منذ فترة طويلة.
وقال أيمن الصفدي في قمة مؤتمر حوار المنامة الأمني في البحرين التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين “تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على حماس. هناك الكثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف”.
تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس منذ أن شنت الحركة هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، قصفت إسرائيل معظم مدينة غزة وحوّلتها إلى أنقاض وكذلك سيطرت على شمال القطاع ولجأت إلى تكثيف الهجمات على حماس في الجنوب.
وأغلبية القتلى الذين وصل عددهم إلى 1200 إسرائيلي في هجوم حماس وأكثر من 12 ألفا في الهجمات الإسرائيلية على غزة من المدنيين.
ودعت السعودية خلال المؤتمر إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان “نرى مدنيين يموتون كل يوم. وعلينا إنهاء ذلك اليوم، وليس غدا”.
واستبعدت إسرائيل أي وقف لإطلاق النار قبل إطلاق سراح 240 رهينة احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتعهدت حماس بمعركة طويلة ومستمرة ضد إسرائيل.
وقال بريت ماكجورك كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط يوم السبت إن إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.
* من يمكن أن يحكم غزة بعد الحرب؟
أثار الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة تساؤلات بين قوى العالم والمنطقة وفي الأمم المتحدة حول من سيحكم القطاع المكتظ بالسكان في حالة هزيمة حماس التي تديره منذ 16 عاما.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم السبت إن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف خلال مشاركته في حوار المنامة، وهو مؤتمر سنوي حول السياسة الخارجية والأمنية “حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن… إذا من سيدير غزة؟ اعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع”.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة يمكن أن تضطلع بدور في إدارة غزة إذا كان هناك حل سياسي كامل، في إشارة إلى اتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، يشمل أيضا الضفة الغربية.
تم تجميد محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ عام 2014. ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويُنظر إليها إلى حد كبير على أنها وكيل أمني فاسد لإسرائيل، وتخضع إسرائيل الآن لإدارة حكومة قومية دينية متشددة.
وتدير حماس غزة منذ حرب أهلية قصيرة عام 2007 مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. ولم تنجح محادثات مصالحة استمرت سنوات بين الجانبين في التوصل إلى انفراجة فيما يتعلق بعودة السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية. ولا تزال السلطة تتحمل تكاليف الكهرباء والمياه وبعض رواتب موظفي الخدمة المدنية في غزة.
وحذر مسؤول كبير من الإمارات، التي توصلت إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية في 2020، من أن الصراع الذي طال أمده في غزة يمكن أن يولد التطرف في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال أنور قرقاش مستشار السياسة الخارجية لرئيس الإمارات “كلما طالت الأزمة زاد خطر خروجها عن نطاق السيطرة، وأعتقد أنه يتعين علينا الحذر الشديد”.
ترى الإمارات ودول خليجية عربية محافظة أخرى منتجة للنفط أن حماس والإسلاميين الآخرين يشكلون تهديدا لاستقرار الشرق الأوسط وما حوله.
ونزح نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني بسبب الهجوم الإسرائيلي. ويخشى الكثيرون ممن فروا من أن يصبح نزوحهم دائما.
وحذر الصفدي من أن الأردن “سيفعل كل ما يلزم” لمنع تهجير الفلسطينيين، وقال “لن نسمح بحدوث ذلك أبدا، فبالإضافة إلى كونه جريمة حرب، فإنه سيشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي. وسنفعل كل ما يلزم لوقفه”.
تحمّل الأردن، المشترك في حدود مع الضفة الغربية، العدد الأكبر من الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من ديارهم وقت النكبة عام 1948.
وأثارت حرب غزة مخاوف من حدوث اضطرابات في الأردن حيث يرى مسؤولون أن هناك خطرا يتمثل في تهجير إسرائيل للفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية حيث تصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)