المصدر: مركز دراسات غرب آسيا
الجمعة 01 آذار , 2024
الدعم الأميركي لإسرائيل
هزّت عملية طوفان الأقصى أركان الكيان المؤقت ما استدعى تدخلاً أمريكياً سريعاً وشاملاً لإبقاء القيادة الإسرائيلية قادرة على الوقوف في وجه الطوفان الكبير، فسرعان ما بدأت الوفود الأمريكية الرسمية من رأس هرم الإدارة الأمريكية “بايدن”، بالتوافد إلى الكيان في محاولات كانت واضحة أهدافها في ظل التخبط الإسرائيلي الكبير. وبدأ الدعم العسكري الأمريكي تدريجياً بالتزايد مع تطور مجريات الحرب والتصعيد الذي انتقل إلى مختلف الجبهات التي هدفت إلى إسناد جبهة غزة. لكن هذا الدعم الأمريكي الكبير أظهر النوايا الحقيقية منه، فالدعم السياسي والعسكري والاقتصادي كان في مقابلهم هيمنة أمريكية على الموقف الإسرائيلي في مختلف المحطات، لا لتعارض المصالح أو لخلاف بل هي هيمنة في سبيل تحقيق المصلحة الأمريكية العليا، والتي تتضمن المصلحة الإسرائيلية وبخطوات تراها الإدارة الأمريكية هي الأنسب لتحقيق هذه المصالح، وبالتالي أمست الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مُدارة من قبل الإدارة الأمريكية.
يناقش هذا المقال الإدارة الأمريكية للحرب من خلال تظهير الإجراءات الأمريكية والضوابط المُشكّلة لمحدداتها ومختلف الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي للكيان.
الإجراءات الأمريكية
الغطاء الاستراتيجي
يرتكب العدو الإسرائيلي كل يوم مجزرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى منهج الإبادة الذي ينتهجه من خلال تدمير البنى التحتية كافة حتى أصبح القطاع منطقة غير قابلة للحياة، وللتغطية على هذه الجرائم وتحقيقاً للأهداف المشتركة في القضاء على حماس، دعمت الإدارة الأمريكية المسار السياسي والعسكري وفي الإعلام والخطابات الرسمية، التي تؤمّن سير العمل الحربي بالحرية اللازمة والمساعدة على تحقيق الأهداف الاستراتيجي، لكن الإجراء الأبرز من قبل الإدارة، العمليات التي قامت بها في كل من العراق واليمن وسوريا في محاولة منها لردع هذه الدول عن استكمال عمليات إسنادها لقطاع غزة نظراً إلى أن الكيان بمفرده غير قادر على مواجهة متعددة الجبهات، وبذلك تكون الإدارة الأمريكية قد عملت على تأمين غطاء استراتيجي للكيان منعاً لأي معوقات قد تحصل.
الدعم المباشر
فور بدء القتال، سرعان ما بدء الأمريكي بإرسال مساعداته العسكرية واللوجستية إلى الكيان وبزخم أظهر حجم الإرادة الأمريكية في الحرب على قطاع غزة، وحتى اليوم ما يزال الدعم الأمريكي المباشر قائماً، بل وإن بعض المساعدات قد قُدمت للكيان مع تخطي الجهات المعنية بالموافقة عليها في الإدارة الأمريكية مثل الكونغرس.
التدخل العسكري
ساهمت القوات الأمريكية بشكل كبير في العمليات التي تخوضها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، وأبرزها تلك المتعلقة بالرصد وجمع المعلومات، إذ سخّرت الإدارة الأمريكية جميع قدراتها الاستخباراتية في سبيل تأمين المعلومات والمواد الاستخبارية من خلال الطيران الحربي والمسير والأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية. أما على صعيد الإقليم وحمايةً للكيان وردعاً لفصائل المقاومة المنتشرة في مختلف دول المحور، قام الأمريكي بالعديد من العمليات المُستهدفة للفصائل، هذه الأعمال تعد تدخلاً عسكرياً واضحاً ويظهر حجم القلق الأمريكي من أعمال المحور وتأثيرها على الكيان المؤقت.
تنسيق الدعم الإقليمي
إن توحد ساحات محور المقاومة في مواجهة الكيان المؤقت، لم يستهدف فقط المصالح الإسرائيلية، بل أيضاً الأمريكية، ذلك بعد التدخل الأمريكي المباشر والعسكري في الحرب ونظراً لما يشكله استهداف المصالح الأمريكية من ضغط على الإدارة نفسها لحرفها عن مسار استكمال الحرب نحو إيقافها. وعليه شنّ الأمريكي بتنسيق مع الوكلاء في المنطقة العديد من الهجمات ضد فصائل المقاومة وكان التنسيق بارزاً بشكل كبير مع الحالة اليمنية واعتراض الصواريخ اليمنية من قبل الدول الوكيلة للإدارة، بالإضافة إلى الدعم السياسي والإعلامي مُسبق التنسيق بين الإدارة ومختلف دول الإقليم.
المشاركة في التفاوض
بمعزل عما يجري على أرض الواقع، تظهر التصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين في الإدارة الأمريكية مدى المشاركة الأمريكية في عملية التفاوض القائمة للوصول إلى صيغة نهائية لوقف الحرب، لكن هذا الأسلوب في المشاركة ليس هدفه إيقاف الحرب من أجل إيقاف الدمار أو لأن الأمريكي يسعى إلى عدم حصول حرب بين الكيان والفلسطينيين، بل إنه يسعى من خلالها إلى إخراج الكيان من المأزق منتصراً. ويصب التركيز الأمريكي دائماً في عملية التفاوض على موضوع الأسرى الإسرائيليين ومنع حماس من أن تكون في المشهد الفلسطيني في غزة بعد الحرب، وتظهر هذه الأهداف الموقف الأميركي المنحاز للكيان وسبب الاهتمام الكبير في إدارة عملية التفاوض.