نور الواكي
06.05.2024
أمريكا لديها قدرة فائقة على إدارة الملفات وتركها مفتوحة بدون إغلاقها، لأنها تعتبر أن أي مشكلة في العالم هي ورقة يمكن من خلالها التحكم والتلاعب وتحقيق المكاسب على حساب كل الأطراف سواء المعادية، أو الحليفة والصديقة.
تستطيع أمريكا، بلا شك، إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، لكنها لا تريد، لأنه ببساطة لا مصلحة لها بذلك، حتى لو تضررت اسرائيل ربيبتها وحليفتها.
أمريكا مستفيدة من نتنياهو، فهو تبرع من تلقاء ذاته لأن يكون بوز المدفع، لمصالحه الخاصة أيضا، لكنه بذات الوقت يؤدي دورا وظيفيا، أنيط به، وهو استدامة العدوان على غزة، وأن يحمل هو الوزر والوجه القبيح عن أمريكا.
أمريكا تتلاعب بالجميع، ومن مصلحتها إبقاء المنطقة مشتعلة ومستنزفة ومتوترة، فهذا يفتح لها المجال واسعا لتحقيق مكاسب على حساب جميع الأطراف ويغلق الباب أمام خصومها للاستفادة من أي وضع مستقر في الشرق الأوسط.
إن المفاوضات التي تجري منذ عدة أشهر، هدفها الأساسي هو كسب الوقت، وامتصاص الاحتقان، وتنفيس الضغط العالمي، ومحاولة الظهور بمظهر يتحلى بشيء من الأخلاقية!
إن هدف أمريكا الاستراتيجي هو شرق أوسط مضطرب ومشتعل، تتمتع به بعض العلقات بشيء من المكاسب الخبيثة، على حساب الغالبية العظمى، وتتحكم هي بدرجة ومدى حرارة اشتعاله خدمة لأهدافها القريبة والبعيدة!
وكما يقول المثل فإن الطبل بدوما والعرس بحرستا، فإن طبول الحرب تسمع في غزة، لكن العرس الحقيقي يجري التحضير له في مكان آخر.. !
قد يكون عرسا كبيرا يكون فيه الضرر الذي يلحق بإسرائيل أو سيلحق بها مجرد أضرار جانبية!
المؤشرات على عدم رغبة أمريكا بوقف العدوان على غزة كثيرة جدا وأصبحت واضحة جدا.
يبدو أن أمريكا تستشعر خطرا كبيرا على وشك الحدوث بمنطقها الاستراتيجي، لدرجة أنها أصبحت تفكر فقط بنفسها على مبدأ “من بعد حشيشتي لا تنبت حشيشة”!
لننتظر ونرى أين سيكون العرس الحقيقي ومتى ستقرع طبوله الرسمية!
وأما السوريون الذين ينتظرون حلا أمريكيا نقول لهم كما يقول المثل الشعبي “عيش يا …. !