تأليف Reuters
السبت 6 / 1 / 2024
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحفي في بغداد بالعراق في صورة التقطت يوم 28 ديسمبر كانون الأول 2023. تصوير: ثائر السوداني – رويترز. © Thomson Reuters
بغداد/واشنطن (رويترز) – قال مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الجمعة إن الحكومة بدأت عملية تهدف إلى إنهاء مهمة التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد.
ينتشر 900 جندي أمريكي في سوريا و2500 جندي في العراق في مهمة تقول الولايات المتحدة إنها تتمثل في تقديم المشورة ومساعدة القوات المحلية الساعية إلى منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى في 2014 على مساحات كبيرة من البلدين قبل هزيمته.
جاء بيان السوداني غداة مقتل قائد فصيل مسلح في بغداد في ضربة أمريكية، وهو ما أثار غضب الجماعات المتحالفة مع إيران والتي طالبت الحكومة بإنهاء وجود التحالف في العراق.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء “الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية”.
وقال مسؤول حكومي إن اللجنة ستضم ممثلين عن التحالف العسكري.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الجيش الأمريكي نفذ الضربة يوم الخميس ردا على الهجمات الأخيرة على أفراد أمريكيين.
تعارض جماعات متحالفة مع إيران في العراق وسوريا العملية الإسرائيلية في قطاع غزة وتحمل الولايات المتحدة المسؤولية جزئيا.
وسيطرة السوداني محدودة على بعض الفصائل المتحالفة مع إيران والتي كان يحتاج إلى دعمها للفوز بالسلطة قبل عام. وتشكل هذه الفصائل حاليا كتلة قوية في ائتلافه الحاكم.
ونقل البيان عن السوداني قوله “نؤكد موقفنا الثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي بعد أن انتهت مبررات وجوده”.
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته يوم الخميس عن انفجارين وقعا في إيران وأسفرا عن مقتل نحو 100 شخص وإصابة العشرات عند مقبرة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقال مستشار سياسي مقرب من رئيس الوزراء العراقي إن السوداني يقع تحت ضغط هائل من أحزاب شيعية قوية قريبة من إيران تسعى إلى إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، وإن بيانه الأخير كان يهدف إلى “استرضاء الأحزاب الغاضبة داخل الحكومة الشيعية الحاكمة تجاه الولايات المتحدة”.
ومع ذلك، لم يكن من الواضح إذا كان إعلان بغداد يوم الجمعة هدفه في المقام الأول تسجيل موقف لأهداف داخلية وسياسية، أو إذا كانت اللجنة المعلنة حديثا ستطلق حقا عملية حتمية لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وهو هدف طويل الأمد لإيران والفصائل التي تدعمها.
* الوجود الأمريكي
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجنبت في بداية الأمر أي رد على موجة تليها أخرى من الهجمات في العراق بسبب مخاوف من رد فعل سياسي عنيف هناك.
لكن يبدو أن فشل العراق في كبح جماح تلك الجماعات وسط تصاعد الهجمات ضد الأفراد الأمريكيين، بما في ذلك إطلاق قذائف الهاون على مجمع السفارة الأمريكية الشهر الماضي، دفع واشنطن إلى اتباع نهج أكثر شراسة.
واستهدفت الضربة الأمريكية في بغداد يوم الخميس مشتاق جواد كاظم الجواري الذي قالت البنتاجون إنه قائد فصيل مسلح مدعوم من إيران ومتورط في التخطيط وتنفيذ هجمات ضد أفراد أمريكيين.
ورفضت البنتاجون الرد على تصريحات الحكومة العراقية التي تشير إلى أنه كان جزءا من قواتها الأمنية التي تشمل مؤسسات رسمية وشرعية مثل الشرطة والجيش.
وقالت الحكومة العراقية إن الجواري كان عضوا في قوات الحشد الشعبي وهي فصيل يضم عددا من الجماعات المسلحة ذات الأغلبية الشيعية التي تشكلت في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية واعترفت بها الحكومة العراقية لاحقا جهازا أمنيا رسميا.
وفي إشارة إلى أن الجيش الأمريكي يرغب في الاعتراف علنا بالجهود التي تبذلها قوات الأمن العراقية الرسمية للتصدي للهجمات ضد الأفراد الأمريكيين، شكرت القيادة المركزية الأمريكية الشرطة العراقية على عثورها في الثالث من يناير كانون الثاني على صاروخ من طراز كروز أرضي قال مسؤول أمريكي إنه كان يستهدف القوات الأمريكية في البلاد.
وذكرت القيادة المركزية في منشور على منصة إكس “يقدر التحالف جهود قوات الأمن الشرعية في العراق لجهودها في منع الهجمات المستقبلية”.
ولم تستجب البنتاجون لطلبات التعليق عقب الإعلان الصادر عن مكتب السوداني. وبدلا من التعليق، أشارت للصحفيين إلى التعليقات التي أدلى بها كبير المتحدثين باسم الجيش الأمريكي يوم الخميس والتي وصف فيها العراق بأنه “شريك مهم”.
وقال الميجر الجنرال باتريك رايدر في مؤتمر صحفي يوم الخميس “سنواصل التشاور عن كثب مع الحكومة العراقية بشأن سلامة وأمن القوات الأمريكية. وفي غضون ذلك، سنواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”.
(تغطية صحفية أحمد رشيد – إعداد محمد أيسم والشيماء سعد للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)