تأليف موسكو – سكاي نيوز عربية
الاثنين 16 / 10 / 2023
ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى 2670© AFP
في غمرة التصعيد بين إسرائيل وحماس، منذ أكثر من أسبوع، وما ينذر به من احتمالات توسع رقعة الصراع، في ظل ضعف حظوظ دعوات وقف إطلاق النار والوساطات، على وقع احتدام الحرب، تبرز تساؤلات عن دور موسكو في ظل ما أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من عرض للوساطة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وكان بوتين قد قال خلال قمة رابطة الدول المستقلة في بيشكيك، إن موسكو “مستعدة للعمل كوسيط” في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، معربا عن “قلقه العميق” إزاء تصاعد العنف، ومؤكدا على “الحاجة الملحة لوقف إراقة الدماء”.
وأضاف الرئيس الروسي أن “روسيا مستعدة للتنسيق مع جميع الشركاء ذوي التوجهات البناءة، ونحن ننطلق من افتراض أنه لا يوجد بديل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا المفاوضات”.
حظوظ الدور الروسي
وفيما يرى مراقبون أنه بحكم الحضور الروسي التقليدي في أزمات الشرق الأوسط وأبرزها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما تتمتع به من علاقات مع الطرفين، يمكن لموسكو لعب دور محوري في التوسط وكبح جماح هذه الحرب الآخاذة في الاستعار.
ويشكك محللون آخرون في قدرة موسكو على القيام بوساطة فاعلة وناجعة لوقف الصراع الحالي المحتدم، مشيرين لضعف أدوات الضغط والتأثير الروسية، في ظل وجود لاعبين دوليين أكبر وأكثر انخراطا في الأزمة، وفي ظل انشغالها الكبير بالحرب في أوكرانيا.
يقول الباحث والخبير الروسي في العلاقات الدولية تيمور دويدار، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
بوتين لم يطرح وساطة متكاملة وإنما أعرب عن استعداده للعب دورها، وصحيح أن هناك علاقات حسنة بينه وبين بنيامين نتانياهو خاصة، لكن هذا لا يعني أن لدى روسيا تأثيرا كبيرا على إسرائيل، والأخيرة لم تطلب ذلك أصلا.
رغم ذلك فعلاقات موسكو الجيدة مع كل من إسرائيل وفلسطين، تمكنها من لعب دور بناء ونشط في حال تبلور رغبة من قبل طرفي الصراع لتدخلها.
لا تصورات ولا خطة روسية واضحة ومتبلورة لهكذا وساطة، والموقف الروسي غالبا يتمحور حول ضرورة حل الدولتين، وهو طرح يبدو غير عملي وواقعي في ظل الظروف الحالية وتوازنات القوى، وعدم تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومع انقسام الفلسطينين أنفسهم والذي يلعب دورا سلبيا في ما تعانيه قضيتهم المحقة من تشرذم وتراجع، ولهذا كله فروسيا ليست في وارد الدخول في وساطة يبدو أفقها مبهمة ومسدودة.
لا ننسى أن روسيا نفسها منغمسة في ملف الحرب الأوكرانية، وليست قادرة على إقحام نفسها في ملف الشرق الأوسط المتفجر حاليا.
من جهته يقول الأستاذ في مدرسة موسكو العليا للاقتصاد رامي القليوبي، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
هذه ليست أول مرة تطرح فيها موسكو التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينين، وهي قادرة من حيث المبدأ في ظل التصعيد الكبير الحالي على لعب دور الوسيط، بالنظر لما تتمتع به من علاقات مع أطراف الصراع، بما فيها حماس.
قدرة موسكو العملية على الضغط على إسرائيل محدودة، والعلاقات بين الجانبين يتخللها خلافات كبيرة، وخاصة بعد الموقف الإسرائيلي من حرب أوكرانيا والاصطفاف مع الغرب ضد روسيا.
الوسيط يجب أن تتوفر فيه شروط امتلاك أدوات الجذب والضغط على طرفي الصراع، وهو ما يجعل فرص الوساطة الروسية المزمعة ضئيلة، والتي قد تقتصر في حال نجاحها على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس من حملة الجنسية الروسية مثلا.
3 أسباب تعرقل وساطة روسيا بين حماس وإسرائيل
15 أكتوبر 2023
سكاي نيوز عربية – أبوظبي
لافروف وماريا زاخاروفا
اتهمت موسكو للمرة الثانية منذ اندلاع أزمة قطاع غزة، الولايات المتحدة بأنها السبب وراء تدهور الوضع الأمني في المنطقة، حيث صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن واشنطن أوصلت الوضع الأمني في الشرق الأوسط إلى نقطة اللاعودة.
وكتبت زاخاروفا عبر قناتها على “تلغرام”، تعليقا على بيانات الخارجية الأميركية: “ضامن الأمن في المنطقة أوصل الأمن إلى نقطة اللاعودة. ومرة أخرى، لن يحاسب أحد في واشنطن على فظائعهم واستفزازاتهم”.
فعلى مدار الأيام الثمانية الماضية منذ اندلاع المواجهات بين حماس وإسرائيل، أعلنت روسيا استعدادها للوساطة أكثر من مرة، فبحسب خبيران تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن هناك عدة عوامل تُعد عائقًا أمام أي وساطة تقوم بها موسكو في الوقت الحالي بين الطرفين.
3 أسباب
يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إنه من الناحية العملية تعد روسيا من أفضل الوسطاء لحل الأزمة المشتعلة حاليًا في منطقة الشرق الأوسط، ولكن هناك 3 معوقات رئيسية تحول بين موسكو وخط تلك الأزمة.
أولاً: الحرب الأوكرانية
يرى ديميتري فيكتوروفيتش، أن الصراع المحتدم بين روسيا والغرب في أوكرانيا على مدار عام ونصف، يعد من أبرز المعوقات، فالغرب لن يسمح لموسكو في الدخول لتلك المنطقة أو التوسط في تلك الأزمة، في ظل محاولات واشنطن المستميتة لعزل روسيا دوليًا.
ثانيًا: الهيمنة الأميركية
وهنا يُضيف فيكتوروفيتش، أن واشنطن والغرب يبذلون أقصى جهودهم لمنع تطوير العلاقات الروسية في المنطقة العربية الإفريقية، حتى لا تنهار هيمنة أميركا التي تعاني من الضعف والتحيز، والسبب الرئيسي وراء التوتر والعنف في منطقة الشرق الأوسط.
ثالثًا: تحركات إسرائيل
في تلك الزاوية، يؤكد الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن العلاقات الروسية الإسرائيلية على مدار الثلاث سنوات الماضية وهي تعاني من توتر حاد زاد خلال الحرب الأوكرانية، التي دعمتها إسرائيل بالسلاح والمسيرات والمعلومات الاستخباراتية، كما كانت إسرائيل تدعم بقوة جميع الحركات في الداخل السوري المعادية لروسيا لاستهداف مصالحها لحساب واشنطن.
الجيش الإسرائيلي: حماس تمنع المدنيين من المغادرة لجنوب غزة
متى تتدخل موسكو؟
في وقت سابق يوم الأحد، أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن روسيا طلبت إجراء تصويت على مشروع إعلانها حول تسوية الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يوم الإثنين.
وكانت روسيا قد أعدت في وقت سابق مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأسباب إنسانية.
من جانبه، يقول مدير مركز خبراء “رياليست” في موسكو، عمرو الديب، إن حال خروج التصعيد بين الجانبين عن السيطرة والتدخل الأميركي المباشر لطرف على حساب طرفًا آخر، سيجعل موسكو في موقف يلزم فيه التدخل.
ويُضيف، عمرو الديب، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التدخل الروسي ممكن أن يندرج تحت تقديم مساعدات لحماس كما فعلات إسرائيل مع نظام كييف، ولكن هذا شرط أن تدخل أميركا بشكل مباشر وخطير لحساب إسرائيل.
ويُشير مدير مركز خبراء “رياليست”، إلى أن الدخول المباشر لروسيا من أجل التسوية في هذا الملف لن يكون منفردًا، ولكن عن طريق الصين التي بدأت بالفعل الحديث رسميا عن وساطة، بجانب الدول العربية المعنية بالملف وصاحبة التأثير، مثل السعودية والإمارات ومصر.
وللأسبوع الثاني تستمر المواجهات حيث قُتل أكثر من 1300 شخص عقب الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، فيما أدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 2329 شخصا، بينهم أكثر من 700 طفل، في قطاع غزة.