
بيان أعمال اللجنة المركزية
عقدت اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية دورتها السابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في 12 / 1 / 2024 ، رغم الحصار والتضييق الأمني الذي لازال يمارسه النظام بمحاصرة القوى السياسية الوطنية الديمقراطية، تحت شعار ((الانتصار لفلسطين والحرية لشعبنا في سورية الخالية من الاستبداد والفساد))، وافتتح الأخ الأمين العام المهندس احمد العسراوي جلسة الاجتماع بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة السورية وفلسطين والأمة العربية. واستعرضت بنود جدول أعمالها وخلصت الى:
- في الواقع الداخلي وعبر القراءة الموضوعية لما تعيشه سورية، تم التأكيد أن الأوضاع لازالت تتفاقم سوءاً، على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي بسبب سياسات وممارسات النظام الممنهجة التي شكلت أعباءً لم تعد تستطيع تحملها الشريحة الأكبر من أبناء شعبنا والتي وصلت إلى مستوى متدني من الفقر والعوز لعدم امتلاك القدرة الشرائية وتأمين الاحتياجات الضرورية لمتطلبات استمرار الحياة للإنسان السوري، الذي أدى إلى انتشار الأمراض نتيجة العوز الغذائي وغلاء الدواء وقلة استجابة المشافي العامة والمراكز الطبية للتعامل مع الكثير من الحالات الإسعافية ولا يستطيع معظم المواطنين العلاج في المشافي الخاصة بسبب الأسعار المرتفعة وغير المنضبطة وفقدان المراقبة من وزارة الصحة، بالإضافة إلى ازدياد ممارسات أدوات النظام في نهب جيوب المواطنين والتجار والصناعيين في فرض اتاوات مستمرة عبر القهر والإذلال والتهديد بالاعتقال، مما خلق حالة من الرهاب والخوف على حياتهم أدى إلى إعادة الهجرة المعاكسة، وازدياد نسبة البطالة وضعف القدرة الشرائية التي تأثرت بها عجلة الإنتاج وسوق العمل،
وعلى الصعيد الميداني لازال النظام يرى في الحل الأمني العسكري الطريق الأنسب له لإعادة السيطرة على المناطق المقتطعة من الجغرافية السورية، ولازال وبمشاركة الداعمين له يوجه القصف يوميا على ما يسمى بمناطق خفض التصعيد “مناطق تقاسم النفوذ” التي يقيم فيها السكان الآمنيين وخاصة ادلب ومحيطها أودت بحياة العديد من السكان العزل .
- على الصعيد السياسي ناقشت اللجنة المركزية العملية التفاوضية بين النظام وهيئة التفاوض السورية كممثل معترف به للمعارضة ورأت أن العملية السياسية تراوح في مكانها بدون أية نتائج تذكر لعدة أسباب أهمها: رفض النظام الاستمرار في مسار الحل السياسي ووضع العراقيل أمامه من بداية المفاوضات وطرحه تفسيرات خاصة للقرار الأممي / 2254 / تهربا من الالتزام بمضمونه الذي يحقق الانتقال السياسي في تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات مصداقية تضمن البيئة الآمنة والمحايدة وتفضي للتغيير الوطني الديمقراطي ودولة حديثة تحقق المطالب المحقة للسوريين في الحرية والكرامة العدالة الاجتماعية، وأيضا عجز المؤسسات الدولية عن فرض قراراتها الخاصة بحل المسألة السورية نتيجة تضارب المصالح الدولية على الأرض السورية، خاصة وأن الجانبان الأمريكي والروسي يعملون على ادارة الأزمات لا حلها في العديد من الملفات، لتأتي الحرب الأوكرانية والاعتداء الصهيوني على غزة عاملاً مضافا لتنحية المسألة السورية عن المشهد .
كما ناقشت الحراك الوطني السوري في جبل العرب ورأت أن “الانتفاضة في محافظة السويداء” شكلت علامة فارقة في الحياة السورية باستمرار ثورة الحرية والكرامة بأسلوب سلمي مدني لازال مستمرا منذ عدة شهور، أطلقت فيها شعارات تمسكت بوحدة سورية أرضا وشعبا ورفض الطائفية والمناطقية وأية مشاريع تقسيمية تهدد وحدة اراضي الوطن والمطالبة بتغيير بنية النظام من خلال العمل وفق البيانات والقرارات الدولية ذات الصلة بالملف السوري وخاصة القرار الأممي 2254 / 2015 كبرنامج عمل للعملية السياسية، وفي هذا السياق أكدت اللجنة المركزية استمرار وقوف حزبنا الكامل مع هذا الحراك والمشاركة في كافة مؤسساته المنبثقة عنه لتعميم هذه التجربة على كافة المناطق السورية والعمل على مواجهة الاختراقات والتخريب التي يحاول النظام وبعض القوى الحاملة لأجندات خارجية لتشوية الانتفاضة وحرفها عن مسارها الوطني، كمقدمة طبيعية لإعادة الدور للعملية السياسية التفاوضية كحل وحيد لخروج سورية من حالة الاستنقاع التي تعيشها، وأكدت على تمسكها بالعملية السياسية التفاوضية عبر ممثليها في هيئة التفاوض السورية طريقا للحل وعلى رفض كل الاحتلالات المتواجدة على الأرض السورية، وعلى استقلالية واستعادة السيادة والقرار الوطني السوري، واستمرار السعي الجاد مع الهيئات الأممية للوصول إلى حل سياسي، وتعزيز دور هيئة التفاوض السورية لدى المؤسسات المجتمعية والمنظمات الإنسانية الدولية.
- على صعيد فلسطين كقضية مركزية للأمة العربية، تمت قراءة الحرب العدوانية على غزة والضفة الغربية وتداعياتها الإقليمية والدولية وخلصت إلى انحيازها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في مواجهة جيش الاحتلال والدفاع عن أرض الرباط ” فلسطين “التزاما بنداء عبد الناصر) المقاومة وجدت لتبقى (وهذا ما أكده طوفان الأقصى الذي سجل انتصارات ميدانية على جيش الاحتلال الذي “لا يقهر”، رداً على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في حرب إبادة جماعية على مستوى الحجر والبشر في عقاب جماعي لم تمارسه النازية سابقا بهذا الشكل اللاإنساني، والتأكيد على أن المقاومة اليوم تدافع عن آخر حصن للعرب في فلسطين الذي خذله اغلب النظام الرسمي العربي الذي تعطلت مشاريعه بالتطبيع مع الكيان المحتل، وكذلك تكالب قوى الشر في العالم على إنهاء القضية الفلسطينية ومحاولة فرض الهجرة الثانية على سكان غزة والضفة الغربية. مؤكدين على أن نتائج هذه الحرب ستغير كافة المعادلات في المنطقة وعلى مستوى العالم بسبب حضور فلسطين على مستوى الشارع الغربي في دحض المشروع الصهيوأمريكي.
- تعرضت اللجنة إلى المسألة الكردية، وتوقفت مطولاً عند ما يسمى “العقد الاجتماعي” الذي أصدرته “الإدارة الذاتية” وتبناه مجلس سورية الديمقراطية والذي تنصل فيه عن بنود الاتفاق الموقع بينه وبين هيئة التنسيق الوطنية، حيث اعتبرت الهيئة في بيانها للرأي العام أن هذا العقد يمثل فرض مستقبل مسبق الصنع خارج إرادة السوريين وخياراتهم من خلال الاستقواء بالقوة العسكرية والدعم الأمريكي الغربي، وخارج توجهات الإجماع الوطني السوري وتجاوزاً للقرار الأممي 2254 / 2015 .وخلصت اللجنة المركزية الى رفضها لهذا العقد والأسس التي بني عليها جملة وتفصيلاً ولكافة المشاريع التقسيمية التي تخدم أجندات خارجية ذات صبغة استعمارية ومواجهتها عبر التلاحم الوطني البناء، أيا كانت الجهات التي تدعوا لها لأنها لا تمت بأي صلة للوطن.
- ناقشت اللجنة أهم التطورات الخاصة في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بما يخص عملها الداخلي والتحالفات التي تعمل عليها في الجبهة الوطنية الديمقراطية -جود، وتطوير أدواتها وعلاقاتها، وكذلك مع القوى الوطنية الديمقراطية مؤكدة أهمية الاستمرار في كافة القنوات المفتوحة مع هذه القوى للوصول إلى برنامج عمل مشترك ورؤية سياسية واضحة للمرحلة الانتقالية يتوافق عليها جميع السوريين.
في ختام هذه الدورة طالب المجتمعون بمزيد من التحرك مع كافة الجهات من أجل الإفراج عن المعتقلين ومعرفة مصير المفقودين والمغيبين قسريا والعودة الطوعية للمهجرين إلى مناطق سكنهم الأصلية، ومحاسبة المسؤولين الذين تسببوا بذلك.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لسورية الوطن.
دمشق 15 / 01 / 2024 المكتب السياسي