بيان سياسي
الطبيعة تأخذ دورها لتزيد من هموم السوريين
مع استمرار معاناة السوريين سواء الأزمة الطاحنة التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من عقد من الزمان وما خلفته من دمار وقتلى وخراب وتهجير ونزوح وتشريد وما أضيف إليها من أزمات سياسية واقتصادية أرهقت البلاد والعباد وتحكمت بلقمة عيشهم وقوت عيالهم مع انعدام سياسات متوازنة للدولة للحد من جشع التجار والمتنفذين وغياب المحاسبة للفاسدين والمفسدين.. يأتي الزلزال المدمر مؤخراً وما نتج عنه من خراب وقتلى ومفقودين ونازحين من بيوتهم ليزيد من معاناة السوريين ومأساتهم وتركهم في العراء بلا مأوى موزعين بالشوارع في شتاء قارس وتحت وابل من الأمطار والصقيع وليكون هذا الزلزال “القشة التي قصمت ظهر البعير” أدخلت السوريين في نكبة جديدة تضاف من حيث هولها وشدتها إلى نكباته المتواصلة من أحد عشر عاما على عمر الثورة السورية ..
إننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية..
نعزي أهلنا بفقدان أحبتهم وفي مصابهم الجلل مع تمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والدعاء لمن لازال تحت الأنقاض أن تتمكن فرق الانقاذ من انتشالهم، فإننا نتضامن مع أبناء بلدنا في كافة المناطق المنكوبة دون استثناء سواء المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام أو المناطق الخارجة عن سيطرته.. فجميع السوريين المنكوبين هم أبناء شعبنا، كما نطالب الدول العربية ونناشد دول العالم بالمبادرة إلى تقديم المساعدات الفورية لشعبنا السوري الذي تعرض لمحنة غير مسبوقة على مدار سنين الأزمة التي عصفت بالبلاد دون الاهتمام المطلوب في إيجاد حل لإنقاذ شعبنا من محنته في التعامل مع نظام الفساد والإفساد، اليوم بعد هذا الزلزال وما خلفه من كارثة إنسانية باتت سورية دولة منكوبة وتحتاج إلى الاهتمام في تقديم كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية وطواقم فرق الإنقاذ المتخصصة وبشكل عاجل، كذلك العمل على فتح المعابر لتسهيل وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في كافة المناطق المتضررة.
كما نناشد الجمعيات الأهلية والتجار والصناعيين السوريين بتقديم يد العون إلى كل المتضررين، وتأمين مراكز إيواء لمن تهدمت منازلهم. ونطالب النظام والمؤسسات الحكومية بالتعامل مع كافة المتضررين سواسية دون أي تمييز وعدم تسييس هذه المعونات وتغليب منطقة على أخرى، كما نطالبهم بالاهتمام الذي يتلاءم مع طبيعة المحنة وحجم الضرر الذي تعرضت له سورية.
الرحمة للشهداء والعزاء لأهلهم وذويهم.. والشفاء العاجل للمصابين.. ولا نقول إلا بما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
٧ / ٢ / ٢٠٢٣ السياسي المكتب