المصادر وكالات
17 مارس 2025
أجبرت قوات الاحتلال العائلات المتبقية في حارة قاقون في مخيم طولكرم شمالي الضفة على مغادرته – غيتي
مع مواصلة الاحتلال ومستوطنيه اعتداءاتهم في الضفة الغربية، حذرت خبيرة من الأمم المتحدة اليوم الإثنين من أن الفلسطينيين يواجهون خطر التطهير العرقي الجماعي، في ظل تنفيذ إسرائيل لخطتها طويلة الأمد للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإخلائها من الفلسطينيين.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 935 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، واعتقال 15640، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
اعتداءات إسرائيلية متواصلة على الضفة
وفي التفاصيل، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الخمسين على التوالي، ومخيم نور شمس لليوم السابع والثلاثين، تزامنًا مع استمرار التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم.
وأجبرت قوات الاحتلال العائلات المتبقية في حارة قاقون في مخيم طولكرم على مغادرته، واعتدت على المواطنين في حارة أبو الفول أثناء محاولتهم دخول منازلهم لجمع بعض المستلزمات الضرورية، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
وأفادت اللجنة الإعلامية في طولكرم، بأن جيش الاحتلال أجبر عائلات رجب، وأبو الغياب، وفتح الله، وياسين، ورايق على إخلاء منازلها قرب مسجد خالد بن الوليد في ضاحية ذنابه.
وخلال اليومين الماضيين، أجبرت قوات الاحتلال نحو 200 عائلة على النزوح من مخيم طولكرم، وأمهلت عائلات في حارة قاقون بضع ساعات للخروج من منازلها، وفق اللجنة الإعلامية.
وبيّنت اللجنة أن أكثر من 80 عائلة تصر على البقاء في مخيم طولكرم وعدم ترك منازلها، رغم المخاطر وتهديدات الاحتلال، الذي حوّل عشرات المنازل لثكنات عسكرية خاصة في شارع نابلس والمخيمين، وجبل أبو النصر وضاحية الرشيد وجيل الصالحين.
إصابات ومواجهات بالضفة
ومساء اليوم الإثنين، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العروب، شمال الخليل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وأطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب المنازل، ما أدى إلى إصابة العشرات من أهالي المخيم بحالات اختناق، جرى علاجهم ميدانيًا.
وفي جنوب الخليل، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت صوب الفلسطينيين في مخيم الفوار، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، وسط إطلاق مكثف للرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون أن يبلغ عن إصابات.
واحتجزت قوات الاحتلال عددًا من الشبان وسط القرية، خلال خروجهم من المسجد عقب أداء صلاتي العشاء والتراويح، بحسب وكالة “وفا”.
إلى ذلك، اعتدت مجموعة من المستوطنين، مساء اليوم الإثنين، على الفلسطينيين أثناء مرورهم من منطقة واد المطوي الواصل بين مدينة سلفيت وبلدة بروقين غربًا.
وذكرت مصادر محلية، أن مجموعة من المستوطنين هاجموا مركبات المواطنين وألحقوا أضرارًا بها، واعتدوا على مواطن، ورشوه بغاز الفلفل.
مقررة أممية تُحذّر من تطهير عرقي جماعي في الضفة
وحذّرت خبيرة من الأمم المتحدة، من أن الفلسطينيين يواجهون خطرًا حقيقيًا يتمثل في التطهير العرقي الجماعي، في ظلّ تنفيذ إسرائيل لخطتها طويلة الأمد للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإخلائها من الفلسطينيين.
وأضافت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، أن التطهير العرقي ينطوي على أفعال تُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بل وحتى إبادة جماعية.
وأشارت ألبانيز إلى أن الضفة الغربية تواجه أسوأ هجوم منذ الانتفاضة الثانية، والذي اتسم بالغارات الجوية والجرافات المدرعة وعمليات الهدم المُتحكّم فيها لشنّ غارات وهدم المنازل وتدمير القرى والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الأراضي الزراعية.
وأكدت أن التاريخ يُظهر أن إستراتيجية إسرائيل لبناء “إسرائيل الكبرى” الخالية من الوجود الفلسطيني تعتمد على التهجير القسري وقمع الفلسطينيين، وقالت: “إن سلوك إسرائيل الهادف إلى التطهير العرقي للأرض الواقعة بين النهر والبحر، يرقى إلى مستوى حملة إبادة جماعية لمحو الفلسطينيين كشعب”.
وتابعت: “يجب على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته بحماية الفلسطينيين من الفناء. السبيل الوحيد هو إنفاذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أقر بعدم قانونية وجود إسرائيل المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأمرَ بإنهائه دون قيد أو شرط، وفرض تدابير مؤقتة ملزمة على إسرائيل لمنع ارتكاب إبادة جماعية في غزة”.
وختمت ألبانيز بالقول: “فلسطين جرح غائر. ما يحدث للفلسطينيين مأساةٌ مُتنبأ بها، ووصمة عار في تاريخ إسرائيل نتحمل مسؤوليتها جماعيًا. لم يفت الأوان بعدُ للعالم أن ينهض ويفعل الصواب”.

ثلاثة شهداء بقصف على غزة.. واشنطن تبحث “خيارات” لسكان القطاع
موقع التلفزيون العربي – وكالات
17 مارس 2025
ارتفع عدد الشهداء في غزة منذ بداية وقف إطلاق النار إلى 150 شهيدًا – صفا
استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون ظهر اليوم الإثنين، في قصف إسرائيلي على وسط وجنوب قطاع غزة في استمرار لانتهاكات الاحتلال لوقف إطلاق النار.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن ثلاثة شبان استشهدوا في حصيلة أولية، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال تجمعًا للمواطنين قرب جسر وادي غزة وسط القطاع.
وقضى الشهداء الثلاثة خلال بحثهم عن حطب لازم للطهي، إذ يلجأ الفلسطينيون لاستخدام الحطب لإشعال النار للطهي، كبديل عن الغاز الذي تمنع إسرائيل دخوله للقطاع منذ 2 مارس/ آذار الجاري، حينما أغلقت المعابر أمام دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية والبضائع.
وفي رفح جنوبًا، استهدفت مسيرة إسرائيلية حي الجنينة، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح مختلفة.
بدوره، قال جهاز الدفاع المدني في بيان إن طواقمه تعاملت مع حريق اندلع قرب خيام وممتلكات الفلسطينيين في حي تل السلطان، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي المتمركز على محور صلاح الدين على طول الحدود مع مصر، للمكان بعدة طلقات نارية.
“خيارات وبدائل”
في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن الإدارة الأميركية تستكشف “جميع البدائل والخيارات التي من شأنها توفير حياة أفضل” لفلسطينيي غزة.
جاء ذلك في مقابلة، يوم أمس الأحد، ضمن برنامج على قناة سي بي إس نيوز، تطرق فيها ويتكوف للوضع في غزة ومواضيع أخرى.
وأضاف المبعوث الأميركي تعليقًا على خطة التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة: “أعتقد أننا نستكشف جميع البدائل والخيارات التي من شأنها أن توفر حياة أفضل لسكان غزة”.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي يروج ترمب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
عراقيل نتنياهو
ويواصل الجيش الإسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي تنصل منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن إسرائيل قتلت أكثر من 150 فلسطينيًا منذ سريان المرحلة الأولى من الاتفاق، بينهم 40 خلال الأسبوعين الماضيين.
ويعرقل نتنياهو، بدء مفاوضات المرحلة الثانية، ويريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق، فيما تؤكد حركة “حماس” بالمقابل، مرارًا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 48,572 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 112,032 جريحًا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، لعدم توفر الآليات والمعدات الثقيلة لرفعها، بسبب الحصار الإسرائيلي.