مصطفى محمد – المدن
الأربعاء 2023/04/26
يضع التطبيع التركي والعربي مع النظام السوري، فصائل المعارضة بمواجهة تحديات غير معهودة، الأمر الذي دفع بالفصائل ذات الثقل إلى التنسيق فيما بينها للتعامل مع المستجدات التي قد تُفرض عليها من قبل تركيا.
ومع مضي أنقرة في خطوات التطبيع مع النظام السوري، وآخرها لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بوزير الدفاع لدى النظام السوري علي عباس في موسكو للمرة الثانية الثلاثاء، تبرز رغبة لدى الفصائل المنتشرة في مناطق العمليات العسكرية التركية وإدلب بتوحيد مواقفها.
ولتحقيق هذا المسعى، تسربت مؤخراً أنباء عن اجتماعات تشاورية بين قيادات من “لواء المعتصم” التابع للجيش الوطني، وهيئة تحرير الشام.
وقالت مصادر مطلعة على أجواء اللقاءات لـ “المدن”، إن الاجتماعات التي تُعقد بشكل مستمر، تأتي استباقاً لتوافق بين تركيا والنظام السوري، سيكون في الغالب على حساب فصائل المعارضة.
تزامناً، بدأت بعض الأوساط المقربة من تحرير الشام بإرسال التحذيرات المبطنة، والدعوة إلى تشكيل “إدارة موحدة” بين المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بمواجهة التطبيع التركي مع النظام السوري المحتمل.
ويرفض عضو مكتب العلاقات العامة في “الفيلق الثالث”، التابع للجيش الوطني هشام سكيف في حديث لـ “المدن”، فكرة تشكيل إدارة موحدة مع تحرير الشام. ويقول إن الاجتماعات التي يتم تداول الأنباء عنها جرت في ظروف مغايرة، وهي محاولات من شخصيات تمثل فصائل محددة، ولا تمثل الجيش الوطني.
ويضيف أن هذه الاجتماعات فشلت أو في طريقها للفشل نتيجة عقلية تحرير الشام التي تريد بسط سلطتها على كامل المناطق المحررة، ويقول: “لن نكون وسيلة لشرعنة وتعويم تنظيم مصنف على لوائح الإرهاب”.
ويشير سكيف إلى ممارسات تحرير الشام بقوله: “ناصبت العداء للحرية وعلم الثورة، ثم عادت هذه المجموعة بعد أن حققت غايتها السلطوية شكلياً إلى نهج ترفع فيه علم الثورة، وبالتالي من يأمن جانب تحرير الشام؟”.
من جهته، أشار مصدر عسكري من المعارضة إلى عدم استبعاد وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو فكرة سحب قوات بلاده من سوريا، نزولاً عند مطلب النظام، وقال إن “الوزير التركي قال إن تركيا لن تسحب قواتها من سوريا في الوقت الراهن، ما يعني أن الفكرة مطروحة، وهذا ما يحتم على المعارضة الاستعداد فعلاً”.
لكنه حذر عبر “المدن”، من خطورة التنسيق مع تحرير الشام قائلاً إن “التنسيق مع الجولاني قد يضعف الموقف التركي بمواجهة روسيا والنظام، وحتى الدعم الأميركي غير المباشر للمعارضة، لأن تحرير الشام مصنفة على لوائح الإرهاب”.
يذكر أن تحرير الشام كانت قد أعلنت موقفها الرافض للتطبيع بين تركيا والنظام السوري، واعتبر زعيمها أبو محمد الجولاني في وقت سابق أن “التطبيع يعد انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة السورية”، في الوقت الذي التزمت فيه فصائل المعارضة الصمت حيال التطبيع، باستثناء بعض الأصوات التي أكدت رفضها.