نداء بوست- تحقيقات- محمد الشيخ
11, يناير 2023
”ضبط شحنة مخدرات قادمة من سورية”.. خبرٌ أصبح خلال السنوات الماضية عادياً، تتناقله وسائل الإعلام بشكل شبه يومي، بل إنه غطى في بعض الأحيان على الأخبار العسكرية والسياسية، إلا أن المؤسف حقاً اقتران اسم سورية بشحنات الكبتاغون، وتحويل المكان الذي نشأت فيه أقدم الحضارات إلى مركز لتهديد البشرية.
لا يخرج ذلك عن سياق انتقام نظام الأسد من سورية وشعبها بعد ثورة آذار/ مارس 2011، فمنذ ذلك الوقت حوَّل البلاد إلى مركز عالمي لتصنيع المخدرات، ونقطة انطلاق نحو دول الجوار والعالم، بعد أن كان النشاط يقتصر -قبل الثورة- على حماية شبكات التهريب، وإنتاج كميات محدودة في مصانع سرية تدار من قبل أشخاص مقربين من عائلة الأسد.
واليوم وبعد نحو 12 عاماً تطور إنتاج المخدرات، وتطورت معه أساليب الترويج والتهريب، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى تسمية بشار الأسد بـ “زعيم عصابة مخدرات”، حيث وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن في الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ميزانية الدفاع التي قدمها الكونغرس لعام 2023، وتضمّنت قانوناً لمواجهة الكبتاغون الذي يصنعه النظام السوري، واعتبره يشكل تهديداً أمنياً عابراً.
الأسد والكبتاغون
باتت تجارة المخدرات أحد أكثر القطاعات ربحاً ورواجاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، خاصةً مع التسهيلات الكبيرة المقدمة من قبل الأفرع الأمنية وقادة الميليشيات للمسؤولين عن هذه التجارة وللعاملين في تصنيع موادها.
ولم يعد نشر الحشيش والحبوب المخدرة مقتصراً على مناطق سيطرة النظام، أو المناطق الخارجة عن سيطرته في إدلب وريف حلب وشرق الفرات، بل تجاوزها إلى دول الجوار بداية ومن ثم إلى دول الخليج، وحتى وصلت إلى القارة الأوروبية ومختلف أنحاء العالم.
ويبدو أن التصريحات التي أطلقها وزير خارجية النظام السابق وليد المعلم، في 22 حزيران/ يونيو 2011، وقال فيها: إن نظامه سيمسح أوروبا عن الخارطة، وسيتجه شرقاً وغرباً، وأن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عليه هي بمثابة الحرب، كانت تحمل معاني ومقاصد بدأت تتكشف وتظهر مع امتداد سنوات الثورة والحرب.
وتنفيذاً لتهديدات المعلم ووعيده، سعى النظام السوري إلى إغراق أوروبا بالمخدرات، حيث ضبطت الشرطة الرومانية في 30 آب/ أغسطس 2020 أكبر شحنة مخدرات في تاريخ البلاد قادمة من ميناء اللاذقية، تضم 1.5 طن من مادة الحشيش، و751 كيلوغراماً من مادة الكبتاغون، وتبلغ قيمتها نحو 60 مليون يورو.
إيطاليا هي الأخرى ضبطت في تموز/ يوليو 2020 عشرات الأطنان من حبوب الكبتاغون القادمة على متن سفينة شحن انطلقت من ميناء اللاذقية، وتبلغ قيمتها نحو مليار يورو.
يضاف إلى ذلك، إحباط الجيش الوطني السوري بريف حلب واليونان والسعودية والإمارات ومصر والأردن عدة محاولات تهريب مخدرات قادمة من مناطق سيطرة النظام، إلا أن المملكة الهاشمية كان لها النصيب الأكبر من تلك المحاولات، حيث لا يكاد يمر شهر دون إفشال وضبط محاولات تسلل وتهريب مخدرات إلى أراضيها.
إنتاج المخدرات في سورية
حصل موقع” نداء بوست” على معلومات دقيقة عن أبرز أماكن زراعة وصناعة المخدرات في سورية، وذلك بعد رحلة بحث طويلة استمع خلالها لعشرات الشهادات من ناشطين وعسكريين ومدنيين مقيمين في مناطق سيطرة النظام، أعقبها مطابقة للمعلومات ومقاطعتها مع المصادر المختلفة.
وركز تحقيق” نداء بوست” على ثلاثة عناصر رئيسية هي الزراعة والصناعة وطرق التهريب والترويج محلياً، يستعرضها وفقاً للآتي:
– الزراعة:
تعتبر منطقة القصير بريف حمص الجنوبي، المنطقة الأكثر احتضاناً لمزارع الحشيش، وبدأت هذه الزراعة فيها عقب سيطرة النظام السوري وحزب الله عليها في حزيران/ يونيو عام 2011، وبحسب مصادر” نداء بوست” فإن معظم المزارع تتركز في القرى الواقعة على ضفاف نهر العاصي والمحاذية للحدود اللبنانية مثل حاويك وزيتة والقصر والعقربية والديابية والبرهانية وأبو حوري.
وتقول المصادر: إن عملية الزراعة يشرف عليها خبراء من منطقة البقاع اللبناني وعناصر من ”حزب الله”، وبعد الانتهاء من جمع المحصول يتم تحويله إلى معمل في بلدة العبودية، ومن ثم تتولى شبكة تابعة للفرقة الرابعة نقله وتوزيعه داخل الأراضي السورية.
وكذلك تنتشر في محافظة طرطوس عدة مزارع حشيش، تقع أبرزها في القرى الحدودية مع لبنان مثل الخرابة، وبني نعيم، والشيخ جابر، والرنسية، وخربة الأكراد، والجواميسية، وفي منطقة الشيخ بدر، ويتم تصريف معظم إنتاجها محلياً كون المحافظة الساحلية تشهد إقبالاً من باقي المناطق خاصة في فصل الصيف.
وفي دمشق، تحتكر الفرقة الرابعة زراعة الحشيش، وتنتشر مزارعها في بلدات دير خبية والزبداني ومضايا وكناكر والهيجانة وزبدين، وفي منطقة القلمون الغربي.
شرقاً، تنتشر مزارع الحشيش في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام و”قسد” على حد سواء، وتتركز في أرياف دير الزور والرقة والحسكة ومنبج وعين العرب بريف حلب.
– الصناعة:
لجأ النظام وحزب الله إلى إقامة معامل ومكابس للكبتاغون في عدة مناطق على امتداد الأراضي السورية، وذلك لزيادة الإنتاج وتسهيل عمليات التهريب نحو دول الجوار والعالم.
وتتركز تلك المعامل في المنطقة الجنوبية القريبة من الحدود مع الأردن، وفي ريف دمشق على الحدود اللبنانية، وكذلك في محافظتَي اللاذقية وطرطوس حيث المنافذ البحرية.
جنوباً، تقول مصادر” نداء بوست”: إن محافظة درعا تضم تسعة مراكز لتصنيع المخدرات، أكبرها في محطة تحلية المياه بالقرب من بلدة خراب الشحم، وفي حي الضاحية، ونوى، واللجاة، يضاف إلى ذلك مصنعان في محافظة السويداء، كتلك التي تم ضبطها داخل منزل راجي فلحوط في بلدة عتيل.
وأغلب تلك المصانع هي مكابس نصف آلية، في حين تتواجد 3 أو 4 مصانع في المنطقة آلية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 400 حبة كبتاغون يومياً.
وأما عن آلية التصنيع، فتوضح مصادرنا أن كل نقطة تضم خبيراً كيميائياً ومساعداً له، إضافة إلى 5 عمال، يعملون بإشراف من ميليشيات محلية مرتبطة بإيران، وكذلك من قيادات في حزب الله.
ويعتبر القيادي السابق في الفصائل المعارضة والذي التحق بعد” التسوية” بشعبة الأمن العسكري، عماد أبو زريق، وابن عمه غسان أبو زريق من كبار تجار المخدرات في محافظة درعا، إذ تربطهما علاقة قوية مع قادة من حزب الله، وضباط من النظام السوري والذين يقدّمون التسهيلات لشحنات المخدرات أثناء مرورها على الحواجز، خاصة حاجز منكت الحطب التابع لفرع الأمن العسكري.
كذلك يعد القيادي السابق في الفصائل المعارضة مصطفى المسالمة الملقب بـ”الكسم” المسؤول عن مقر محطة التنقية في خراب الشحم والمهرّبين العاملين في هذا الموقع والذي غالباً ما يكون منطلقاً للطائرات المسيرة المحملة بالمواد المخدرة والتي يتم إرسالها نحو الأردن.
ويتزعم المسالمة ميليشيا محلية تتبع شعبة الأمن العسكري، وتربطه علاقة وثيقة برئيس الفرع العميد لؤي العلي، كما أنه لديه علاقات مع قيادات في حزب الله.
وتشير مصادر” نداء بوست” إلى تنوع المواد المخدرة التي يتم إنتاجها في معامل الجنوب، وأن قسماً منها نوعيتها رديئة ورخيصة الثمن، وهذا النوع معد خصيصاً لتسويقه محلياً، ولإرساله إلى الأردن عبر معابر مكشوفة للتغطية على الشحنات الرئيسية القادمة من إيران والعراق والتي تضم الكريستال والكوكايين والهيروين.
ويتم تصنيع المواد الرديئة من بودرة بيضاء يتم الحصول عليها بعد طحن أنواع معينة من الحجارة، ويضاف لها مواد كحولية، وكمية قليلة من مادة الكريستال، وكذلك الحال بالنسبة للحشيش الذي يتم خلطه مع أعشاب أخرى قبل توزيعه محلياً.
وفي ريف دمشق، أقام حزب الله عدة معامل في المناطق الحدودية القريبة مع معابر التهريب، أبرزها في قارة ورنكوس وعسال الورد وسرغايا، وذلك بالشراكة مع تاجر محلي يدعى حسن الدقو، فيما تتولى مجموعات من الحزب ومن الفرقة الرابعة مسؤولية حماية تلك المواقع.
يضاف إلى ذلك المعامل التي تديرها مجموعة” القاطرجي” في ريفي حلب وحماة، مصدر مقرب من المجموعة أفاد فريق التحقيق في “نداء بوست” أنها نقلت خلال الأشهر الأخيرة 11 خط إنتاج و26 مكبساً متوسط الحجم خاصة بتدوير وتغليف الحبوب المخدرة ومادة الحشيش من مزارع تملكها في ريف حماة، إلى المنشآت الصناعية في منطقتي الشقيف والشيخ نجار في حلب.
وتخطط المجموعة لتوزيع المخدرات من حلب إلى مناطق المعارضة السورية ومنها إلى تركيا، وإلى مناطق سيطرة “قسد” ومنها إلى العراق ثم الخليج العربي، وبحسب مصادرنا فإن هذا القطاع يديره شخص يدعى محمود رسلان وهو من أبناء مدينة حلب.
وأيضاً أنشأ النظام السوري مصانع مشابهة في قريتي البصة ودوير الشوا بريف اللاذقية، وهي تدار من قبل أشخاص من عائلة الأسد، حيث يتم نقل الإنتاج إلى مستودعات تابعة لحافظ منذر الأسد في قرية كلماخو ليتم تغليفه وتعبئته في حاويات، ومن ثم نقله إلى ميناء المحافظة لتهريبه بحراً.
– شبكة التهريب:
دخول المخدرات: يعتمد النظام السوري على شبكة من الخطوط لإدخال المواد الأولية ونقل المخدرات إلى دول الجوار، وتشمل تلك الشبكة المعابر الحدودية الرسمية وكذلك المنافذ البحرية.
وتعتبر المعابر غير الشرعية في ريف دمشق الغربي إحدى أقدم تلك الطرق، نظراً لسيطرة حزب الله على طول الشريط الحدودي بين لبنان وسورية، وطبيعة المنطقة التي كانت مسرحاً لعمليات التهريب حتى قبل عام 2011.
ومن أبرز الطرق التي تسلكها شحنات المخدرات في تلك المنطقة، الطريق الواصل بين بلدة رنكوس وبلدات البقاع، والطريق الواصل بين منطقة رأس الحرف في البقاع ومنها إلى قرية الطفيل وصولاً إلى عسال الورد، إضافة إلى الطرق التي تصل بين بلدتي فليطة وقارة بقرى البقاع ومعبر الزمراني الحدودي، وغالب الشحنات التي تدخل من هذه الطرق يتم ترويجها محلياً أو يتم نقلها إلى منطقة الساحل.
فما سبق يعتبر المسار الأول لدخول المخدرات إلى سورية، أما المسار الثاني فيعتبر الأوسع كون هدفه المنطقة الجنوبية، وفيه يتم تجميع الشحنات في بلدة عيتا الفخار بلبنان، ومن ثم يتم نقلها إلى بلدة جديدة يابوس السورية الحدودية، ومنها تتولى مجموعات من الفرقة الرابعة والأمن العسكري مسؤولية نقلها إلى منطقة الديماس، ثم إلى سعسع، وبعدها إلى خان أرنبة في ريف القنيطرة، ومنها إلى تل شهاب وخراب الشحم، حيث يتم في الأخيرة تجهيزها لتهريبها نحو الأردن، يضاف إلى ذلك طريق البادية الذي يصل المناطق الحدودية مع العراق بمنطقة اللجاة شمال شرقي درعا.
وفي حمص، تقول مصادر” نداء بوست” إن قيادياً في” الدفاع الوطني” يدعى شجاع العلي يعتبر المسؤول الأول عن تسلم وتوزيع شحنات المخدرات، وإلى جانب مهمته في الترويج محلياً، يقوم بنقل قسم من الكبتاغون والحشيش إلى مناطق سيطرة النظام في دير الزور عبر سيارات الشحن والصهاريج، ويتولى هذه المهمة قيادي يدعى جعفر جعفر.
إلى جانب ذلك، يتم إدخال مواد من إيران عبر الأراضي العراقية مثل الكريستال ميث والهيروين الكوكايين، وغيرها من المواد مرتفعة السعر التي تدخل الأراضي السورية بقصد نقلها إلى دول الخليج العربي بالدرجة الأولى.
توزيع المخدرات داخل سورية وإلى دول الجوار: تعتبر الأردن الدولة الأكثر تضرراً من مخدرات النظام السوري، حيث تعرضت منذ صيف عام 2018 لمئات محاولات التهريب، وتمكنت بالفعل من إحباط بعضها.
تؤكد مصادر” نداء بوست” أن قرى تل شهاب وكويا وبيت آرة ومنطقة الزمل، وخراب الشحم والمتاعية، وبلدة نصيب ومعبرها في درعا، تمثل نقطة مهمة لانطلاق شحنات المخدرات نحو الأردن، إلا أن النظام لا يعتمد على التهريب من هذه المناطق كاعتماده على ريف السويداء كون معظمها مأهولة بالسكان ويصعب التحرك فيها.
وتوضح المصادر أن تهريب المخدرات من هذه المنطقة يأخذ ثلاثة أشكال رئيسية، أولها عبر معبر نصيب الحدودي، حيث يتم تخبئة المواد المخدرة داخل البضائع أو في أماكن خاصة يتم تصنيعها وإضافتها لهيكل السيارة لهذا الغرض.
أما الطريقة الثانية فهي تسيير مجموعات راجلة في المناطق الوعرة وفي الوديان، تضم كل مجموعة نحو 15 شخصاً، يحمل كل منهم كمية تقدر بـ25 كيلو غراماً من الكبتاغون والكريستال ميث، وتتلخص مهمة هذه المجموعات بالمسير ليلاً مسافة تقدر بنحو ثلاثة كيلومترات، مقابل أجر يصل إلى ألف دولار للشخص الواحد في حال نجاح المهمة، فيما يرافقها أربعة أشخاص يحملون السلاح مهمتهم التغطية على عملية الانسحاب في حال تصدي حرس الحدود الأردني لهم.
أما الطريقة الثالثة، فهي إرسال طائرات مسيرة تحمل كميات من المخدرات ذات السعر المرتفع تحديداً، وتعتبر محطة تحلية المياه في بلدة خراب الشحم المنطلق الرئيسي لتلك الطائرات.
أما في السويداء، فقد أقام حزب الله علاقات مع تجار مخدرات وزعماء مجموعات مدعومة من الأفرع الأمنية كتلك التي كان يقودها راجي فلحوط، وتجري معظم عمليات التهريب في المحافظة بتغطية من رئيس مفزرة المخابرات العسكرية في صلخد محمد علي غالية الملقب بـ ”أبي شعيب”، والذي يملك نفوذاً أمنياً كبيراً في المنطقة المواجهة للحدود السورية الأردنية.
ويعتبر المدعو مرعي الرمثان المسؤول الأول عن تهريب المخدرات من السويداء إلى الأردن، حيث يقوم الرمثان المدعوم عشائرياً بتجميع المخدرات التي تصله من دمشق عبر طريق البادية في قرى خربة عواد والشعاب وأم شامة، جنوب شرقي السويداء، قبل البدء بتهريبها إلى المملكة.
شرقاً، تتولى مجموعات الدفاع الوطني مهمة توزيع المخدرات في محافظة دير الزور وإدخالها إلى الأراضي العراقية عبر معبر البوكمال، ويشرف على ذلك قائد الميليشيا فراس العراقية، ونائبه خليل العلوان، وقائد القطاع الشرقي حسن الغضبان، إضافة إلى أسامة نجم العبد الله الهباشي القيادي في ميليشيا جيش العشائر الموالية لإيران، والذي يتخذ من قرية العركوشي بريف الرقة مقراً له.
وتشير مصادر “نداء بوست” إلى أن ميليشيا الدفاع الوطني جندت شبكة محلية للترويج ضمن مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، وأخرى مهمتها التنسيق مع قيادات في قسد لتهريب المخدرات إلى مناطق سيطرتها، وتجري عمليات التهريب تلك عبر زوارق تعبر بين ضفتي نهر الفرات.
شمالاً، تعتبر المنطقة الشمالية مسرحاً للتنافس بين موردي المخدرات وتحديداً حزب الله ومجموعة القاطرجي، حيث يمتلك الأول عدة خطوط للتهريب أبرزها في بلدتي نبل والزهراء، فمنها تنتقل الشحنات نحو عفرين ليتم توزيعها في ريفي حلب وإدلب وإدخال قسم منها إلى تركيا.
في حين تمتلك مجموعة القاطرجي خطاً يمتد من دير حافر إلى مدينة الباب مروراً بمدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قسد، وآخر من منطقة مسكنة نحو الرقة ومنها إلى تركيا والعراق.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن النظام السوري يعمد إلى تهريب المخدرات نحو أوروبا تحديداً من ميناء اللاذقية عبر البحر، مستخدماً مهمات مزورة، ومجنداً لذلك شركات شحن مرخصة في سورية ودول أخرى.
وعقب افتضاح أمره، لجأ النظام السوري إلى طرق مبتكرة لتهريب المخدرات كإخفاء الحبوب في الكابلات الكهربائية، وداخل ثمار الحمضيات، وفي عبوات المتة وحليب الأطفال، حتى وصل به الأمر إلى قسم حبة الفول قسمين ووضع الكبتاغون داخلها، وذلك سعياً منه لمضاعفة أرباحه التي وصلت في عام 2021 إلى نحو 6 مليارات دولار.